رهانات جديدة على «حملة حوران»العسكرية لدخول دمشق واسقاط الاسد

رهانات جديدة على «حملة حوران»العسكرية لدخول دمشق واسقاط الاسد

رهانات جديدة على «حملة حوران»العسكرية لدخول دمشق واسقاط الاسد
14/03/15

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
ابراهيم ناصرالدين
«كويس.. وبعدين»؟ هذه المفردة التي تشكل محط كلام عند وزير الداخلية نهاد المشنوق، تصلح اليوم للسؤال عن الرهان الجديد على «الربيع» المنتظر من قبل فريق 14آذار، هذا الرهان على تطورات دراماتيكية جديدة في سوريا وحده يفسر إبقاء خطوط التوتر مرتفعة على خط العلاقة مع حزب الله، وان تم ذلك في كنف حكومة مكتملة الشرعية، او حكومة تصريف اعمال. لكن الثابت اكان من خلال التعقيدات «المفتعلة» على مفردة المقاومة في البيان الوزاري، او من خلال تحميل وزير الداخلية في مؤتمر مراكش حزب الله كل «موبقات» الارهاب، ان «شيطنة» حزب الله ستبقى من السياسات الثابتة في المرحلة المقبلة الى ان تتبلور صورة المشهد الموعود، فيما بات يعرف في كواليس هذه القوى بحملة «حوران» التي ستقلب برأيهم موازين القوى السورية.
وبحسب اوساط سياسية في 8 آذار، فان الرئيس الاسبق للحكومة سعد الحريري وخلال النقاشات المستفيضة مع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع حول تبرير المشاركة في الحكومة مع حزب الله، اختلف معه على جدوى «المهادنة» الصورية المرتبطة بالجلوس على طاولة واحدة مع الحزب، ولكن معلوماته تقاطعت مع «الحكيم» حول وجود نية اميركية جدية لتغيير المشهد السوري عبر الجبهة الجنوبية قبل موعد الاستحقاق الرئاسي في سوريا مطلع الصيف، ووفقا لمعلومات الرجلين فان هذا الامر تبلور خلال محادثات بعيدة عن الاضواء عقدت في واشنطن بين مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس ومسؤول سعودي.
ووفقا للمعطيات المتوافرة لدى الرجلين على حدّ قول الاوساط، فان زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى السعودية في 22 الجاري ستكون حاسمة لجهة تبلور هذه الخطة التي يفترض ان يبدأ تطبيقها عقب انتهاء القمة العربية، وهي تهدف الى الدخول من درعا والقنيطرة والسويداء لفتح الطريق أمام الزحف نحو دمشق لدفع الاسد الى التنحي عن السلطة. ومن أهم ملامح اقتراب هذه المعركة ارتفاع جهود تعزيز تسليح وتدريب الجماعات السورية المقاتلة التابعة «للجيش السوري الحر»، وقد تم انفاق أكثر من مليار دولار أميركي منذ الصيف الماضي ومعظمها ذهب لشراء أسلحة التي تنقل عبرالأردن للمقاتلين داخل سوريا وتضم أسلحة خفيفة وأسلحة متقدمة مثل صواريخ مضادة للدبابات. ويأمل السعوديون ان يتخلى اوباما عن تحفظاته في تسليم المعارضة شحنات صواريخ مضادة للطائرات المعروفة بـ «مناباد»، ولدى السعودية ترسانة كبيرة من هذه الصواريخ وترغب بتزويدها للمعارضة لكن تنتظر موافقة الولايات المتحدة. وفي هذا السياق اعيد «نفخ الروح» بغرفة العمليات المشتركة الموجودة في احد المباني التابعة للمخابرات الاردنية في عمان والتي تشارك فيها 14 دولة بينها ضباط اميركيون وبريطانيون وخليجيون. ومركز العمليات هذا بدأ بنقل المساعدات العسكرية بما فيها الاسحة الثقيلة والذخائر لوحدات «الجيش السوري الحر»..
وفي الساعات القليلة الماضية، سادت اجواء تفاؤلية في «المعسكر الاذاري» بعد سماع تفسير اميركي لكلام وزير الخارجية الأميركية جون كيري عندما اجاب في الكونغرس على سؤال عما إذا كان الأسد يربح في المعارك بسوريا، وقوله «لا أعتقد بأن أحد ينتصر لكن الاسد لم يخسر، ويمكن القول أن وضعه قد تحسن عما كان عليه، لكن هذا أشبه ما يكون بدولاب الهواء». و«دولاب الهواء»هذا هو ما اعتبرته تلك الاوساط اقوى المؤشرات على تغييرات قادمة، خصوصا ان كيري قد لفت في كلامه الى ان غياب التنسيق مع الدول الداعمة للمعارضة، آخذ بالتغيير بشكل تدريجي وستصبح اكثر فاعلية، مع تشديده على ان الدول الداعمة للمعارضة السورية مثل السعودية والإمارت وقطر وغيرها، لن يتوقفوا عن تقديم الدعم حتى زوال الأسد.
هذه المؤشرات التي ترى فيها قوى 14 آذار «خشبة خلاص» لاسقاط النظام السوري واضعاف حزب الله، عززت موقف الحريري وتبريره لقرار دخول الحكومة، تحت عنوان «تحييد» الساحة اللبنانية عن المواجهة المباشرة وانتظار التغييرات القادمة من سوريا، عندها يمكن فرض الشروط على حزب الله دون كبير «عناء»، فلماذا المخاطرة بمواجهات جانبية في الوقت الضائع؟
لكن هذه المقاربة تقابلها في المقابل قراءة اخرى لدى «خصوم» 14آذار تصف كل الرهانات على تغيير في موازين القوى الداخلية ربطا بالاحداث السورية، بأنه مجرد «اوهام»، فعلى المستوى العسكري ثمة شك كبير بقدرة المعارضة على تغيير الوقائع على الارض حتى لوحصلت على دعم بالاسلحة والعتاد، وحتى لو اعطت واشنطن «الضوء الاخضر» لبدء عملية «حوران». واذا كانت السعودية تراهن على الحصول على فرصة جديدة في «الربيع» لاحداث تغييرات على الارض للتأثير على الاستحقاق الرئاسي السوري، فأن صلب العقيدة الاميركية راهنا لن يشهد تغييرات كبيرة، فالموافقة الاميركية المفترضة لن تكون الا عملية «ارضاء» للشريك السعودي، فواشنطن تعرف ان هذه الحملة ستنتهي بالفشل، لكن لا ضير من «التجربة». اما أوباما فما يزال فعليا وفيا لشعاره الذي اطلقه خلال حملته الإنتخابية وقال فيه «أحيانا عليك التحدث مع أعدائك» وهذا يعني بوضوح انه لن يتراجع عن الحوار مع ايران التي ستكون شريكا «واقعيا» واساسيا في اي تسوية قادمة في سوريا.
وبحسب تلك الاوساط، فان أميركا وإيران ستكونان في المرحلة المقبلة أقرب من اي يوم مضى في الموقف من سوريا فالولايات المتحدة تعمل على تهيئة الارض لاقناع المعارضة السورية بالقبول بعملية إنتقالية لا تشمل رحيل الأسد. وهناك في ادارة اوباما توجهات جدية للقيام بمناقشة مباشرة وسرية مع ايران لطرح سيناريوهات لحصول مشاركة في السلطة بين المعارضة والنظام السوري، بما فيها سيناريو بقاء الأسد في السلطة «وإن كان لأمد محدد». وفي ضوء « الفوبيا» السعودية من الدور الايراني في المنطقة يفترض ان يعرض اوباما على السعوديين منحهم الدور نفسه حيث تتعاون السعودية وايران في تطبيق الإطار الإنتقالي للحكم.
وفي انتظار مرور هذه الاستحقاقات المفصلية قبل نهاية آذار، والى ان يتبلور الموقف الاميركي – السعودي، سيبقى الوضع المحلي معلقا على «رهانات ربيعية» لم «تزهر» فيها «حقول» قوى 14آذار سابقا، «الولادة» الشرعية للحكومة من عدمه يبقى تفصيلا صغيرا لن يغير في الوقائع شيئا، قوى 14آذار تناور «وتنتظر»، حزب الله يواصل العمل الميداني في سوريا لحسم المعارك «الاستراتيجية» وأهمها يبرود التي قد تكون «الهدية الثمينة» التي سيقدمها للقمة العربية في 25 الجاري. أما حسابات 14 آذار الخاطئة فقد تكون هذه المرة مكلفة وقد يضطر الوزير نهاد المشنوق «مكرها»الى تغيير محط كلامه لان الامور لن تكون «كويسة» ولن يكون هناك «بعدين»!
الديار

» القوات المسلحة تبدأ حملة تطهيرية في «جديدة عرطوز» بريف دمشق
» إنجاح «جنيف 3» تلزمه موازين عسكريّة على الأرض ..الطرفان يتحضران لمعركة «حوران الكبرى» من درعا حتى دمشق
» الحوار يعني منهجية جديدة يريدها الرئيس الاسد عبد الرحمن تيشوري هدفه بنا ءاخلاق وطنية جديدة وبناء وعي مجتمعي عام لخلق سورية جديدة متجددة اقل فسادا
» بالفيديو: شروط جديدة لدخول تركيا
» الاسد ام تابوت العهد في دمشق ؟ لا عسل في قلب الاسد يا شمشون / نارام سرجون