جبهة درعا .. هكذا سيردّ الجيش السوريماجدة الحاج – صحيفة الثبات
في الوقت الذي يُطبق الجيش السوري ومقاتلو حزب الله الخناق على مسلّحي يبرود، بانتظار انطلاق إشارة البدء بالحسم العسكري، رجّحت معلومات استخبارية إقليمية دخول جبهة الجولان على خط المواجهات المقبلة، مترافقاً مع إنجاز القيادة العسكرية السورية لخطة تحرك “استراتيجية” على هذه الجبهة، غداة تحضّر “إسرائيل” لإنشاء حزام أمني في الجنوب السوري، أوكلت مهمة إدارته لقائد ما يسمى “الجيش السوري الحر”؛ عبد الإله البشير، بموازاة انتهاء الجيش السوري من كامل جهوزيته للردّ على أي هجوم محتمَل كثر الحديث عنه انطلاقاً من بوابة درعا، وفق ما أجمع أكثر من مصدر غربي، خرقه كلام مسؤول أمني تركي لأحد الدبلوماسيين الغربيين تطابق مع معلومات ذكرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، مفاده أن القيادة العسكرية السورية انتهت من وضع استراتيجية محبَكة لجبهة درعا، التي ستشهد أكثر من مفاجأة، بعد رصدها دخولاً “إسرائيلياً” مباشراً على الجبهة الجنوبية، من خلال عمليات تسليح ضخمة للمسلحين في درعا والقنيطرة، كاشفاً عن زيارة قام بها رئيس “الائتلاف السوري المعارض” أحمد الجربا لـ”اسرائيل”، واجتماعه مع ضباط العدو في منطقة بيسان، بهدف التنسيق حيال المعركة المرتقَبة على جبهة درعا، مقابل تنسيق أمني سوري غير مسبوق مع منظومتي الاستخبارات الروسية والإيرانية في الجنوب السوري.
مراقبون دوليون ووكالات أنباء عالمية أكدوا معلومات المسؤولين الروس، الذين بادروا بالكشف عن عملية عسكرية مضادة لمجريات الميدان في القلمون تم إنجازها على أيدي استخباريين أميركيين وفرنسيين وضباط من الموساد “الإسرائيلي”، برعاية أردنية – سعودية، وفق خطة تم الإعداد لها في الأردن، وتقضي بهجوم مسلّح كثيف باتجاه دمشق من بوابة درعا، بالتزامن مع استحداث ضباط أميركيين لمدارج طائرات استطلاع على الحدود الأردنية – السورية، ولفت أحد المراقبين إلى أن ضوءاً أخضر أميركياً أعطته واشنطن لتل أبيب بإدارة الهجوم “الذي قد يتطور إلى حرب شاملة مع حزب الله”، يجنّب الإدارة الأميركية التدخل العسكري المباشر، من دون إغفال “تسخين” جبهة حوران، التي تتزايد مؤشرات حصولها بدعم خلفي أردني، إلا أن للقيادة العسكرية السورية المتنبهة لكل السيناريوهات المحتملة رأياً آخر، فهي أنجزت رداً وصفه أحد المحللين العسكريين في صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية بـ”المُحكم” على الخطة المضادة، توّجته بنسف رتل مسلح كامل يضم 60 مدرّعة كان متجهاً من الأردن إلى درعا عبر طريق سري، وقد رصد الجيش السوري العملية وشوّش على الأقمار الصناعية وعطّل الأنظمة في سرب طائرات الـ”أف-16″، ما اثار صدمة غير متوقَّعة لدى الأجهزة الأمنية الأميركية، التي تكتّمت بشدة على الرد العسكري السوري، “الذي نتج حُكماً عن تنسيق استخباري عالي المستوى مع غرفة عمليات روسية – إيرانية تم استحداثها في الجنوب السوري”، بحسب المحلل العسكري الذي لفت إلى أن الجيش السوري يتحضر لعملية هامة هناك قد تتضمن مفاجآت بالتنسيق مع خبراء عسكريين روس يقومون بعمليات رصد على مدار الساعة في تلك المنطقة.
مصادر غربية مواكبة أشارت بدورها إلى التعزيزات العسكرية الكبيرة التي أرسلها الجيش السوري إلى الجبهة الجنوبية، كاشفة أن جبهة درعا وكامل الحدود السورية مع الأردن باتت “مخازن أسلحة” ومعسكرات تدريب لآلاف المسلحين، وإدارة سير للمعارك المقبلة.
صحيفة “فايننشال تايمز” نقلت عن تقارير أمنية أن مستشارين أمنيين عرب وغربيين، وبالتعاون مع “الموساد الإسرائيلي”، دأبوا عقب بدء الحملة العسكرية في القلمون على التنسيق الحثيث مع قادة المجموعات المسلحة في الجنوب السوري، والسعي لدمج العشرات منها تحت هيكل مسلّح واحد، كاشفة عن جهوزية أكثر من 30000 مسلح ينتظرون إشارة الصفر للانطلاق بالهجوم على دمشق، بموازاة تقرير صدر عن صحيفة “وورلد تريبيون” الأميركية تحت عنوان “تغيير قواعد الاشتباك” أشار إلى أن “إسرائيل” تدخل بثقلها اللوجستي والاستخباري في درعا، مؤكداً عزمها إنشاء دويلة تابعة لها في الجنوب السوري كحزام أمني يحميها عبر ما يسمى “جيش سورية الحر”، بقيادة “أحد عملائها الموثوق بهم”؛ عبد الإله البشير.
وهكذا، ينحو الميدان السوري إلى مزيد من السخونة، في ظل دخول “إسرائيل” مباشرة على خط الأزمة السورية والإقليمية التي زادت الأزمة الأوكرانية من تعقيداتها، في لحظة مفصلية تتجه من خلالها إلى تمرير ضربة عسكرية تراها “مؤاتية جداً”، قد تكون باتجاه أهداف حساسة في إيران أو سورية أو لبنان، وفق ما أكّد مسؤول أميركي زار بيروت مؤخراً، من دون إغفال الإشارة إلى خطة “استراتيجية” أنجزتها طهران ودمشق وحزب الله للرد على أي اعتداء يطال أحد أضلع محور المقاومة، ولهذا موضوع آخر.