هذه هي الرقة هذا هو حكم «داعش» هذه الأرض المسلوبة هذه الأعراض المنتهكة!كشفت مصادر من المعارضة السورية أن محافظة الرقة، شمال وسط سوريا، تعاني من نقص حادّ في الأدوية، منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، “داعش”، الذي قرّر منع إدخال الأدوية بعد سيطرته على المعبر الحدودي مع تركيا. ليقوم هو باحتكار سوق الأدوية في المدينة ويقوم ببيعها بأسعار خيالية.
وتسيطر الدولة الإسلامية في العراق والشام منذ 13 كانون الثاني/ يناير الماضي على 95% من الرقة، أولى المدن الخارجة عن سيطرة الدولة السورية.
ويعاني أهالي المحافظة منذ سيطرة التنظيم المتشدد من أوضاع متردية في ظل الانتهاكات اليومية التي يرتكبها هذا الأخير بدءًا بتدنيس كنائس المدينة وتدمير محتوياتها، حيث عمد التنظيم مؤخراً إلى جمع الصلبان والأناجيل وحرقها بشكل استعراضي لإثارة الرعب بين المواطنين.
وعمدت عناصر التنظيم إلى الاعتداء على كنيسة الشهداء للأرمن الكاثوليك الواقعة قرب حديقة الرشيد في مركز المدينة، وحرق محتوياتها وتحطيم الصلبان المرفوعة عليها، وقاموا برفع علم تنظيمهم ذو اللون الأسود على الكنيسة بدلاً عنها.
وكان التنظيم قد أصدر مؤخراً ما أسماه “أول عقد ذمّة في الشام بين الدولة الإسلامية ونصارى ولاية الرقة”، عارضاً من خلاله على المسيحيين أن يختاروا أحد ثلاثة أمور، إما “الدّخول في دين الإسلام والبراءة ممّا كانوا فيه من الشّرك”، أو أن يختاروا “البقاء على دينهم ويدفعون الجزية ويخضعون لحكم الشّريعة الإسلاميّة في الولاية”، وإن أبوا فـ”هم محاربون وليس بينهم وبين الدّولة الإسلاميّة إلا السيف”.
كما تعرضت مسيرة التعليم في كامل المحافظة إلى التوقف بعد أن أصدرت “داعش” قراراً بإغلاق كافة الجامعات والمعاهد التعليمية.
وشكلت “داعش” في المدينة، أول كتيبة في صفوفها من النساء (الكتيبة الداعشية النسائية)، أطلق عليها اسم “كتيبة الخنساء”، التي قامت منذ أيام بدهم مدرستين للبنات، واعتقلت 10 فتيات تتراوح أعمارهن بين الـ15 و17 سنة (المرحلة الثانوية) واقتادتهن خارج المدرسة لمخالفتهن – بحسب تعبير عناصر “داعش” النسائية – القوانين التي يضعها التنظيم بالنسبة للباس المرأة.
وقامت كتيبة الخنساء بجلد الفتيات أمام “المحكمة الإسلامية”، التي أحدثتها “داعش” مؤخراً، وبقيت الفتيات قيد الاعتقال لمدة 6 ساعات.
أما عن المدارس بشكل عام بكافة مراحلها (الابتدائية، والإعدادية، والثانوية) فقد فرضت عليها “داعش” العديد من القيود حيث أن الحجاب أصبح فرضاً على طالبات المراحل الابتدائية كما منع اختلاط الأطفال من الجنسين، بالإضافة إلى إلغاء الكثير من المواد الترفيهية للأطفال والاستعاضة عنها بمواد أخرى متعلقة بالدين الإسلامي.
وعملت “الدولة الإسلامية في العراق والشام” على فرض تطبيق حدود الشريعة الإسلامية ولعل الشريط المصور الذي أذاعته مؤخرا في المواقع الجهادية حول تطبيق حدّ قطع اليد، على من زعمت أنه سارق، هو نزر من فيض يرتكب حالياً في الرقة وغيرها من المدن والقرى التي يوجد بها التنظيم.