فوضى الهيئة العسكرية العليا للحر ضد «الأسد» تقوض القتال

فوضى الهيئة العسكرية العليا للحر ضد «الأسد» تقوض القتال

فوضى الهيئة العسكرية العليا للحر ضد «الأسد» تقوض القتال
26 فبراير,2014

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
بدا إنشاء هيئةٍ مركزيةٍ عليا لقادة المعارضة، في بداية تنفيذ الفكرة، بمثابة خطوةٍ هامةٍ ونقلةٍ نوعيةٍ من شأنها تنسيق الحملات العسكرية والدعم الأجنبي المباشر، وتمثيل “التنوع المعارض” بقوّةٍ موحّدة.
ولكن بعد 14 شهر من تأسيسها، سادت الفوضى جسم “المجلس العسكري الأعلى”، فقد استولت الجماعات الإسلامية على مخازن أسلحته، سرق أعضاؤها إمداداته وباعوها، وجاهر أحد القادة البارزين الذين كان يموّله المجلس، بانضمامه إلى فرعٍ تابعٍ لتنظيم القاعدة.
وتسرّب الخلل الكامل الذي اجتاح المجلس العسكري الأعلى إلى الرأي العام، عندما قرّر مجموعة من أعضائه الإطاحة برئيس أركانه سليم إدريس، في إحدى اجتماعات المجلس السرية. وبينما سارعت قيادة المعارضة في المنفى، الائتلاف الوطني السوري، إلى تهنئة الرئيس الجديد، تفاجأ الكثير من المعارضين بهذه الخطوة، بمن فيهم الرئيس الجديد نفسه الذي لم يكن يعرف أنه قد تمّ اختياره لهذا المنصب.
وفي مقابلةٍ معه بعد تعيينه، قال عبد الإله البشير: “أحد الأصدقاء قال لي مبروك. سألته إن كانت الأخبار جيدة، فطلب مني تشغيل التلفاز”. وتابع البشير: “أقسم بالله، لم يكن أحد على اتصال معي. لم أكن أعرف شيئاً عن ذلك الأمر”.
الفوضى العارمة داخل المجلس العسكري للمعارضة تعكس انعدام الثقة على نطاقٍ واسع، والمنافسات الداخلية بين المتمردين السوريين وداعميهم الأجانب، الذين فشلوا باستمرار بتشكيل جبهةٍ موحدةٍ ضد الرئيس الأسد. كما أنّ المقابلات الأخيرة مع حوالي 20 من قادة المتمردين والمقاتلين والضباط والمسؤولين اللوجستيين المعارضين، ترسم صورةً لحركةٍ معاقةٍ سبّبها الاقتتال الداخلي، واتهام العديد من المتمردين زملاءهم بترجيح توسيع سلطتهم على القتال ضد الحكومة.
جاءت الفوضى الجديدة في صفوف قيادة المتمردين بعد فشل المحادثات الدولية التي تهدف إلى إنهاء الحرب، وفي حين تبحث إدارة أوباما عن سبلٍ جديدةٍ للضغط على الرئيس الأسد. ولكن عدم التنظيم داخل المجلس، الذي يشكّل مظلة “المتمردين المعتدلين” المدعومين من الغرب، يترك الولايات المتحدة وحلفاءها مع شريكٍ غير موثوقٍ بشكل كبير، في محاولاتها للتأثير على مسار الحرب.
منذ تأسيسه في شهر كانون الأول من العام 2012، لم يكن المجلس العسكري الأعلى يوماً “اسماً على مسمّى”. وعلى الرغم من أنه كان بمثابة قناة للحصول على الدعم العسكري الأجنبي المتدفّق إلى سوريا، إلا أنه لم يحظَ أبداً بمساعداتٍ تكفي لتجهيز لوائه بشكلٍ كامل. هذه الجماعات المتروكة بدون دعم، والتي سعت جاهدةً للحصول على دعم وتطوير شبكات مستقلة من السوريين الأثرياء أو رعاة الخليج الفارسي، استقلّت عن المجلس.
وبعد أن اعتبرت الحكومة السورية، طوال فترة الحرب، أنّ حركة التمرد هي نتاجٌ لمؤامرةٍ مدعومةٍ من الخارج، جاءت عمليات المجلس العسكري الأعلى لتضفي بعض المصداقية على هذه الفرضية. فقطر والمملكة العربية السعودية، هما أكبر الداعمين المشجعين على تأسيس المجلس، وقدمتا له معظم الدعم الذي حصل عليه. كما أنّ تركيا سمحت بعبور المقاتلين وشحنات الأسلحة المنتظمة عبر حدودها الجنوبية.
من جهةٍ ثانية، قال العديد من المتمردين إنّ الدعم الأجنبي كثيراً ما ساهم في تفاقم التوترات بين المجموعات، حيث خصصت دول الخليج الفارسي، مثلاً، أجزاء من كل شحنة للألوية المفضلة لديها، مما يشعر الآخرين بالغيرة ويؤدي إلى ضعف سيطرة المجلس. وفي هذا الصدد، قال زياد عبيد، الذي ساعد في إدارة الدعم الخارجي للمجلس: “إن المجلس العسكري الأعلى أصبح مجرّد مخزن. لقد كان نقطة توزيع، وليس مؤسسة عسكرية تعمل من تلقاء نفسها”. وعلى الرغم من استثماراتها الضخمة، لم تكشف المملكة العربية السعودية وقطر علانيةً عن مدى تأييدها أو ما إذا كان هذا الدعم جزءاً من إستراتيجيةٍ منسّقة، تاركةً التكهنات بين المتمردين حول من يدعمهم.
وبعد أن فشل المجلس بتحويل تيار المعارك ضد الأسد، اتّهم العديد من المتمردين إدريس بالفشل في منع خسائر المتمردين، وبروز جماعاتٍ لها صلات بتنظيم القاعدة. واعتبر إبراهيم الحموي، منسق الأسلحة لجماعة الإخوان المسلمين السورية: “لم يكن هناك معركة يمكن أن تشير إليها وتقول إنّ المجلس العسكري فعل هذا، أو قوةّ يمكنك أن تقول أنّ المجلس موّلها”.
كما اتهم البعض الآخر أعضاء المجموعة بتوزيع الأسلحة لأصدقائهم أو بيعها. وقال صفي الصافي، الذي قاد لواء التمرد قرب حماة، إنّه اشترى 22000 رصاصة و80 بندقية هجومية من عضو في المجلس العسكري، وباعها ليجني أرباح تفوق العشرين ألف دولار. وأضاف: “وإلا كيف سأتمكن من إطعام رجالي؟”. وحتى أعضاء المجلس البارزين يعملون على تسليح أنفسهم أحياناً. ففي العام الماضي، صادر مقاتلون موالون لقائد المتمردين في إدلب جمال معروف، الأسلحة من مخازن المجلس على الحدود التركية، وفقاً لأشخاص متواجدين في المكان في ذلك الوقت.
عاكساً ديناميكيات المتمردين في شمال سوريا، أمضى السيد زعتر أول نصف ساعة من مقابلة أجريت معه مؤخرا يشكو متمردين آخرين دون بالذكر مرة واحدة في الحكومة السورية.
بالإضافة إلى كلّ ذلك، شابت صورة المجلس انشقاقاتٌ بارزة، بما في ذلك رحيل قادة الجبهة الإسلامية. وأواخر العام الماضي، أعلن صدّام الجمل، وهو نائب مساعد رئيس الأركان الذي تلقى أسلحة من المجلي، أنه قد انضمّ إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش، وهي فرع من تنظيم القاعدة، واتّهم زملاءه السابقين بالفساد.
مساعدو إدريس رفضوا إجراء مقابلةٍ معه، ولكن فاتح حسون، أحد نوابه، اعترف بصحة الانتقادات قائلاً: “كل ذلك الكلام صحيح مئة في المئة. إنّ المجلس العسكري لم يعطِ المقاتلين ما يحتاجونه لأنه لم يحصل على ما يكفي من الدعم”.
وقال إن إدريس قد عمل مؤخراً لاستئناف شحنات الأسلحة إلى المجلس، إلا أن الهزة الأخيرة التي أطاحت بالقيادة منعته. شارحاً أنّ الشحنات الأولى تمّ إيقافها بعد استيلاء الجبهة الإسلامية على مستودعات المجلس في كانون الاول.
وأضاف حسون: “هناك بعض الدول التي وعدت أنها سترسل الأسلحة لكنها امتنعت، وقالت أنها لن ترسل أي شيء حتى نتمكن من حلّ مشاكلنا”. وفي الوقت الراهن، لا يزال مستقبل المجلس العسكري الأعلى غير واضح.
بن هوبارد-كرم شومالي
» نيويورك تايمز / ترجمة: مروة الشامي – سلاب نيوز

» نصراللّه يروي أسرار حرب تمّوز: الأسد عرض القتال معنا
» هل تُوقف المعارضة السورية القتال بعد الضربتين العسكرية و السياسية ؟
» دي ميستورا: الأسد يبحث “تجميد القتال”
» سوريا تقوض المخطط الصهيو – أميركي
» ما الذي قاله الرئيس الأسد على أحد جبهات القتال؟