الرسالة الكاملة التي وجهها قائد «النصرة» لـ«داعش»: ستواجهون «المر العلقم» ولننفينكم حتى من العراقهدّد قائد جبهة النصرة في سوريا، “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو ما يسمى “داعش”، بتصعيد الحرب عليه في العراق وسوريا، إذا لم يدخل في تحكيم للشرع مع الجماعات التي تقاتله في سوريا، ممهلاً التنظيم 5 أيام للرد بشكل رسمي على ذلك وإلا واجه “المر العلقم”.
وفي كلمة صوتية منسوبة له، بثّتها مواقع مقربة من “النصرة” بعنوان “ليتك رثيتني”، الثلاثاء، قال أبو محمد الجولاني قائد “النصرة” مخاطباً “داعش”: “إن رفضتم تحكيم شرع الله مجدداً ولم تكفّوا بلاءكم عن الأمة لتحملنّ الأخيرة على الفكر الجاهل المتعدي، ولتنفينه حتى من العراق”.
وأضاف في تهديده بالقول: “أنتم تعلمون المئات من الأخوة الأفاضل الذين ينتظرون من الأمة إشارة في العراق”، في إشارة إلى جماعات معادية لداعش في العراق، لم يسمّها الجولاني، مستعدة لتصعيد القتال ضد التنظيم.
وجاءت كلمة قائد النصرة “ليتك رثيتني”، في رثاء “أبو خالد السوري” القيادي البارز في حركة “أحرار الشام” المتحالفة مع الجيش الحر، الذي قتل في تفجير نفّذه انتحاري من “داعش” في مقر للحركة في حلب قبل يومين.
وعرّف الجولاني بالقتيل قائلاً إنه “أمضى 3 عقود من الجهاد قاتل فيها أعداء الله أينما حلّت قدماه، وهو صاحب زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وزعيم التنظيم الحالي أسامة الظواهري، وأبي مصعب السوري (غير معروف).
وخاطب قاتليه “تبت يداكم لما صنعتم وتعستم وتعس من أفتى لكم، ألا تعلمون أن الصحوات في العراق هم الذين تركوا قتال أمريكا والرافضة وبدؤوا يقاتلون المجاهدين مع أعدائهم”.
ويتّهم “داعش” الذين يقاتلوه في سوريا، بأنهم “صحوات” على غرار التي أنشأت في العراق بعد الاحتلال الأمريكي له عام 2003، بغية قتال القاعدة.
وقال “نضع قيادة الدولة الإسلامية من جديد أمام أتباعها أولاً وأمام الأمة ثانياً على محط الشرع الحنيف لتحكيمه على أنفسنا قبل أن نحكمه على الناس دون أي شرط أو قيد مسبق”.
وحول الوضع الجاري ريثما تتم إجراءات المحكمة التي اقترحها، رأى الجولاني أنه تتوقف كل العمليات العسكرية بين المتقاتلين، وتلغي “الدولة” كل فتاويها بتكفير الجماعات الجهادية، وتتقدم بما تملكه من أدلة وبراهين أو حتى شبهات إلى العلماء المعتبرين مثل “أبو محمد المقدسي” و”أبو قتادة الفلسطيني” و”سليمان العلوان”، وما يقررونه يسري على الجميع.
وأمهل الجولاني التنظيم خمسة أيام للرد بشكل رسمي على مبادرته الجديدة، موجهاً إليه تهديدات مباشرة قائلاً “صبرنا على تعدياتكم سنة كاملة دفعاً لمفسدة أعظم، إلا أنكم تعلمون المر العلقم الذي ذقتموه على أيد رجال الشرقية”، في إشارة إلى طرد الجيش الحر وفصائل إسلامية متحالفة معه لمقاتلي داعش من محافظة دير الزور شرقي سوريا، قبل نحو أسبوعين.
ووجه الجولاني وهيئات شرعية تابعة للنصرة مؤخراً، دعوات متكررة إلى “داعش” لتحكيم الشرع بينهم إلا أن التنظيم لم يرد على أي منها.
وخاطب قائد النصرة “داعش” بالقول “نحن لا ننكر أن هنالك جماعات ممن تقاتلكم قد وقعت في “ردّة وكفر” مثل “الأركان والائتلاف والقائمون على مشروع الجيش الوطني الذي يعمل على تثبيت حكومة علمانية والقضاء على مشروع إسلامي راشد”.
والجيش الوطني هو تنظيم اقترحت المعارضة السورية وداعميها، تشكيله من مختلف فصائلها المسلحة وذلك لحفظ الأمن في البلاد بمرحلة ما بعد الخلاص من نظام بشار الأسد.
وأضاف الجولاني “على الأغلب أن الجماعات التي تقاتلكم لم يثبت أنها وقعت بردة أو كفر وكل ما يطرح تجاههم هو شبهات وبعض المحرمات التي وقعوا فيها التي لا ترقى إلى أن يسقط عليها حكم الردة وينسحب الحكم على قتال واسع تنشغل فيه الأمة عن قتال الأعداء النصيرية والرافضة”، حسب تعبيره.
وتساءل قائد النصرة “ها هي الجماعات التي كفّرتموها على جهل واستباحيتم دماءها تطالبكم بتحكيم شرع الله عليها وعليكم، فمما تهابون؟”.
ومنذ نهاية العام الماضي شن الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها”جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” أكبر فصيل عسكري معارض في البلاد، حملة عسكرية ضد معاقل داعش في مناطق بشمال سوريا، أدت إلى طرد الأخير من عدد من المدن والبلدات التي كان يتواجد فيها وآخرها محافظة دير الزور، وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.