من الجنوب وصولًا إلى العاصمة دمشق.. هكذا ستشن الحملة العسكرية ضد سورياالولايات المتحدة الأميركية والسعودية والأردن يساعدون فصائل المعارضة السورية على إنجاز مخطط لحملة عسكرية بدءًا من الجنوب وصولًا إلى العاصمة دمشق، بحسب تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
ووفق التقرير فإن “سكان القرى المحاصرة حول دمشق اكتشفوا طريقة جديدة للتعاطي مع شحّ الغاز الطبيعي؛ يرمون بقايا الطعام وفضلات الحيوانات في حفرة بعمق 3 أمتار وبعرض 3 أمتار بالإضافة إلى الأغطية البلاستيكية، من ثمّ يضيفون الماء ويغطونها بأغطية بلاستيكية أخرى. بعد عدّة أيام، تتخمّر محتويات الحفرة، يقومون بعدها بتثبيت مضخة لسحب الغاز من الحفرة. المضخة تكون مرتبطة بأنبوب موصول مباشرة بمواقد الغاز حيث يتم طهو الطعام”.
ويضيف التقرير إن “هذه القرى الواقعة في محافظة الغوطة الشرقية، كانت أولى القرى التي تعرضت لهجمات كيماوية من الجيش السوري في آب 2013، وبقيت مذاك الحين تحت الحصار. قبل أيام قليلة، كثّف الرئيس الأسد هجماته على هذه المواقع، لتفادي أي هجوم منسّق على دمشق قد يأتي من الأردن عبر الصحراء. قرى جنوب درعا أيضًا تتعرض للقصف تفاديًا لأي هجوم محتمل من جهة الحدود الأردنية.
وبحسب تقارير وسائل الإعلام السورية وعلى المواقع التي تديرها المعارضة، الأردن يقوم باستبدال – أو بالأحرى استَبدَلَ – تركيا كقاعدة جديدة للعمليات من قبل المعارضة. كلّ شهر، ما بين 200 و250 جندي يخضعون للتدريبات مع القوات الأردنية الخاصة في قاعدة قرب مدينة السلط.
في الوقت ذاته، تقوم الولايات المتحدة ببناء مدارج لطائرات الاستطلاع على الحدود الأردنية – السورية، وفي الأسابيع الأخيرة قامت السعودية بنقل أسلحة وذخيرة اشترتها من أوكرانيا إلى قواعد عسكرية في الأردن. دول الخليج أيضًا أرسلت العديد من قوافل الغذاء والخيم للاجئين الجدد.
على ما يبدو، فإن هذا الحراك يشي بالتحضير لعملية عسكرية، تقول التقارير، إنها ستنطلق من الأردن وستمتد عبر الصحراء في محاولة للوصول إلى دمشق. وفي الأردن، تمّ إنشاء مركز عسكري رئيسي لتنظيم التحركات في سوريا. الولايات المتحدة الأميركية والسعودية والأردن يخططون معًا لشأن كيفية شنّ الهجوم، وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، الولايات المتحدة والسعودية سبق وقاما بتحضير قائمة بأسماء الفصائل التي ستتلقى أسلحة متطورة”.
ويتابع التقرير: “يبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يريد أن يظهر حزمًا عسكريًا ضد سوريا طالما أن القوات الأميركية لن تتدخل مباشرة بالقتال، وذلك قبل أن يتوجه الشهر القادم إلى السعودية، وفي ضوء الانتقادات القاسية التي تمّ توجيهها للإدارة الأميركية”.
وتزعم الصحيفة أنه، وبحسب التقارير، إسرائيل أيضًا شاركت في التخطيط، كما أمّنت مساعدة فعلية، على الأقل، في هجوم واحد للمتمردين منذ أربعة أشهر، عندما قامت قاعدة استخباراتها في جبل حرمون بالتشويش على شبكة اتصالات الجيش السوري بين قواته المقاتلة وقواعده الرئيسية.
وتقول مصادر في الجيش السوري الحر إن الهدف في الحاضر هو إنشاء “منطقة آمنة” داخل الأراضي السورية، بالقرب من الحدود الأردنية، من حيث ستقوم القوات المتمردة بشنّ الهجمات. المتمردون سيحصلون على أسلحة وأنظمة اتصالات أكثر تطورًا، سبق أن وصلت إلى المنطقة عبر تنسيق الجهود الأميركية – الأردنية وبتمويل سعودي.
المصادر ذاتها، تربط بين إزاحة اللواء سليم إدريس من منصبه كرئيس للمجلس العسكري للجيش السوري الحر بنيّة تشكيل هيئة أركان جديدة بقيادة عبدالله البشير، المقرّب من ملك الأردن عبدالله الثاني. سيكون على رئيس الأركان الجديد توحيد عشرات الميليشيات التي تعمل في محيط درعا، وجمع الوحدات التي تعمل بشكل مستقل في شمال وغرب سوريا.
ويتابع التقرير: “كلّ الجهود التحضيرية المذكورة آنفًا تبدو كدليل على أن الخيار العسكري لم يمُت، وأن فشل مؤتمر جنيف وإدراك أن الحل الديبلوماسي غير وارد، تساهم في جعل هذا الخيار واقعًا. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن روسيا أيضًا معنيّة بالجهود لشنّ هكذا هجوم عسكري: لم تقم بوضع فيتو على قرار الأمم المتحدة حول مسألة جعل المساعدات الإنسانية أسهل في الوصول في سوريا لإثبات نجاح الديبلوماسية.
في كل الأحوال، يرى ممثلو الجيش السوري الحر أن أي هجوم، عندما يُشنّ، سيشكل الفرصة الأخيرة لتحرك عسكري، وفي حال الفشل، الجيش السوري الحر الذي لم يتمكن من تحقيق أي إنجاز مهم مؤخرًا، سيخسر موقعه والدعم من الجهات الخارجية”.