الريف الجنوبي لدمشق المحرر.. بالمصالحةكامل عساف – خاص الخبر برس
لم يكن أشد المتفائلين القريبين من أرض المعركة في الريف الدمشقي يتوقع أن تتحرر بلدات عدة وأحياء ومناطق بهذه السرعة عن طريق ما يُسمى بالمصالحة.
فبعد حي برزة شرقي العاصمة دمشق والمعضمية في الغوطة الغربية رُفعت الأعلام السورية من جديد في بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم في الريف الجنوبي للعاصمة، فبعد العملية الشهيرة التي قامت بها قوات الجيش العربي السوري بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني منذ ثلاث أشهر في الريف الجنوبي والذي نجم عنها تحرير بلدات حجيرة والديابية والسبينة وفصل مدينة داريا عن الريف الجنوبي وتشكيل طوق محكم حول ما تبقى من معاقل للإرهابيين هناك مما أجبر هؤلاء الإرهابيين على الرضوخ للمصالحة الوطنية ورفع العلم السوري في تلك البلدات.
وتنص بنود هذه المصالحات على تسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة التي يملكها هؤلاء الإرهابيين إلى قوات الجيش العربي السوري والإبقاء على الأسلحة الفردية فقط وتشكيل حواجز مشتركة على الطرق الرئيسية لتلك المناطق بمعدل عشر اشخاص من قوات الجيش بكامل أسلحتهم مقابل خمسة أشخاص من المسلحين بالسلاح الفردي مقابل مسؤولية أهالي المنطقة عن ضمان أمنهم وعدم دخول الغرباء ضمن الأحياء الفرعية وتسليم المخطوفين وجثث الشهداء لدى الجماعات الإرهابية مقابل الإفراج عن المعتقلين الغير متورطين بسفك الدماء بشكل مباشر.
بالإضافة الى العمل على العودة التدريجية لأهالي تلك المناطق بإعادة صيانة وترميم البنى التحتية التي دمرها الإرهابيون وفتح الطرقات وإزالة الحواجز.
وعبر العديد من الأهالي عن فرحتهم بهذا الإتفاق وشكرهم لقوات الجيش العربي السوري بعدما أذاقتهم المجموعات الإرهابية الأمرين وهجرتهم من بيوتهم وقطعت أرزاقهم، وبالمقابل خرجت مجموعة صغيرة ممن ينتمون للجماعات المتطرفة وجبهة النصرة رافعين أعلام القاعدة وضد الإتفاق المذكور في بلدة ببيلا.
وفي سياق متصل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الملاصق لببيلا تسير مبادرة الفصائل الفلسطينية بشكل هادئ فبعد توزيع المساعدات الغذائية للمدنيين الموجودين داخل المخيم وإخراج الطلاب والحالات المرضية من المنتظر أن يقوم المسلحون الفلسطينيون خلال 24 ساعة بالتزاماتهم بطرد الغرباء من داخل المخيم نحو الحجر الأسود والقدم وتسوية اوضاع الإرهابيين الفلسطينيين المسلحين وفتح الطرقات تمهيدا للصيانة وعودة الأهالي، والساعات القادمة كفيلة برؤية ما سينتج عن أمور داخل المخيم في ظل معلومات عن رفض إحدى الكتائب الإرهابية المتشددة التابعة لحركة حماس الخروج من المخيم.
هذا وفي ظل هدوء المصالحات التي إخترقتها ثلاث قذائف سقطت على حي التضامن منذ ثلاث أيام وفي معلومات خاصة بـ”الخبر برس” أن القذائف أتت من منطقة الطبب الموجودة على أطراف الحي إذ ما تزال فصائل متشددة موجودة داخلها مدعومة من مسلحي يلدا تحديدا.
ويأمل السوريون أن تتعمم المصالحات في جميع أنحاء سورية مع طرد الغرباء المتشددين إسلاميا ومحاربتهم وعدم خرق الميليشيات المسلحة لهذه البنود والغدر بحواجز الجيش العربي السوري والمدنييين إذ عندها لا كلام معهم إلا بالرصاص فقط.
*مقالات الخبر برس