ماذا وراء التسريبات الاعلامية عن تحضيرات في الأردن للهجوم على درعا ؟

ماذا وراء التسريبات الاعلامية عن تحضيرات في الأردن للهجوم على درعا ؟

ماذا وراء التسريبات الاعلامية عن تحضيرات في الأردن للهجوم على درعا ؟

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
حسين طليس
“فرمان” الهجوم من الأردن الى درعا فدمشق، آخذ بالإنتشار بشكل كبير في الوسط الإعلامي والأمني، منسوب التحليلات يزداد كل يوم، منها المقبول ومنها البعيد عن الواقع كبعد الحدود الأردنية عن دمشق، وتشوبه شوائب بقدر العراقيل التي تقف في وجه هكذا هجوم والتحصينات التي ينشئها الجيش السوري على طول تلك المسافة وامتدادها، تتوقع تلك التحليلات ان يحصل ما نشر في الإعلام وتحضر له الجميع وباتت خرائطه وسيناريوهاته متداولة بين أطفال سوريا، أما التحليلات والمعلومات القريبة من الواقع، فهي تلك التي تشير الى لبس في نشر التفاصيل والإستعدادات لهكذا هجوم، وتعتبر ان تضخيم وتداول هذا الموضوع يتم لغاية في نفس يعقوب.
كثيرة هي غايات “يعقوب” المكشوفة والمتوقعة من تلك التسريبات، قد تبدأ من إشغال الجيش السوري عن الجبهات التي يحاصرها ويتقدم فيها من حلب الى القلمون وريف دمشق، واجباره على توسيع بيكار عملياته ليصل الجنوب وبالتالي يخف الضغط عن باقي المناطق، وقد لا تنتهي الغايات عند الضغط السياسي على الحكومة السورية واجبارها على التنازل والمقايضة في المباحثات والمفاوضات الديبلوماسية وفرملة عجلة المصالحات التي باتت تقض مضاجع دول محور الحرب على سوريا خشية التقدم السريع في تلك العملية لإرساء واقع مصالحات وتسوريات يخرجهم من معادلة الصراع القائم في سوريا.
الحديث عن درعا… والعين على القنيطرة !
هذا في الغايات المعلنة، لكن ماذا لو أن هناك غايات مضمرة في نفس الدول التي قيل أنها تدعم وتجهز “الهجوم على دمشق” ؟ لا دخان من دون نار، وقد لا تقتصر تلك التسريبات على الضغط العسكري او السياسي، فتصح توقعات المتنبئين بإمكانية شن الهجوم، والتقدم ؟ المعطيات الميدانية تشير الى أن التقدم مستحيل نحو دمشق، والمصادر العسكرية تؤكد أن الجيش السوري قد اتخذ كامل التدابير التي من شانها صد أعتى الهجمات، لكن ماذا لو تم الدخول من درعا والتوجه غربا نحو القنيطرة ؟!
منذ انطلاق الأحداث في سوريا، بدأت إسرائيل بتظهير صورتها المسالمة والمتعاطفة مع ما سمي بـ”ثورة الشعب السوري”، وقد تدرج هذا التظهير من التأييد “للثورة” والتهليل لها، ثم إظهار الخشية منها وتعميم فوضى التصريحات التي تتحدث بعضها عن تفضيل إسرائيل للرئيس السوري بشار الأسد على غيره من الإسلاميين، وذلك اعطاء للمعارضة ذريعة تخوين الأسد، ثم التحدث عن خطر المسلحين المعارضين، تضخيما لشأنهم وإظهارهم بمظهر المؤرق لإسرائيل، وأخيرا التودد اليهم اليوم عبر تقديم المساعدات للجرحى والمصابين والكشف عن حرص إسرائيلي مستجد على أبناء الشعب السوري والإهتمام الإعلامي البالغ في نقل زيارات القيادات الصهيونية للجرحى والمصابين في مستشفيات العدو الصهيوني بفلسطين المحتلة.
تجربة تاريخية طويلة مع هذا الكيان، تؤكد أن إسرائيل لا تقدّم شيئاً بالمجان، ولا تقدم على خطوة دون دراسة لأبعادها الإستراتيجية، فماذا عن حوالي ال1000 مسلح الذين خضعوا للعلاج في مستشفيات الكيان الإسرائيلي ؟
تشير مصادر مراقبة أن الخطوات التي تقدم عليها إسرائيل، تندرج في سياق تطبيع علاقة السوريين معها وإظهار التعاطف الإسرائيلي مع هؤلاء، أما الغاية من ذلك فهو خلق رأي عام سوري يقوم على الفئات المعارضة، للتقرب من إسرائيل ونزع فكرة العداء التاريخي لها، وتتابع المصادر أن هذا الأمر بدا جلياً من خلال التقارير الإعلامية التي اعدت حول هذا الموضوع والتي غالبا ما ركزت على أخذ تصاريح من الجرحى السوريين يشيدون فيها بالمعاملة الإسرائيلية لهم والخدمات التي قدموها والتي “لم يتلقوها في بلدهم ومن حكومتهم” على حد زعمهم، وذلك من أجل التأثير على الرأي العام السوري وتعديل رؤيته لـ”إسرائيل” من العدو اللدود الى الصديق الحريص على الشعب السوري.
هذا بدايةً، يقول المصدر، أما في تتمة الخطة الصهيونية، فإن إسرائيل ما تزال واقعة تحت صدمة خطابين أرّقاها وأرهقا استخباراتها ومراكز دراساتها، الأول هو خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي تحدث فيه عن امكانيات المقاومة التي تصل الى حدود احتلال الجليل والوصول الى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، أما الخطاب الثاني الذي ما زال يؤرق إسرائيل فهو حديث نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد عن الرد على الإعتداءات الصهيونية على سوريا، وذلك من خلال انشاء فصائل مسلحة مقاومة على الحدود مع الجولان السوري المحتل لإستهداف إسرائيل وجنودها وفتح جبهة مشابهة لتلك التي في جنوب لبنان، تخلق توازن رعب مع العدو بمقاومة مستنسخة عن تجربة حزب الله.
تضيف المصادر المطلعة على الساحة الإسرائيلية، أن إسرائيل بدأت تفكر جدياً في سبل مواجهة هذه التهديدات، فهي أعجز من تحرير أرض، وهي التي اعتادت الهجوم لا الدفاع وخوض الحروب على أراضي الغير، يؤرقها مشهد استعادة الجيش السوري لزمام الأمور في الميدان ويؤرقها التقدم والخبرة التي يكتسبها حزب الله من خلال مشاركته في سوريا وانتقال عقيدته القتالية من الدفاع الى الهجوم والتقدم، كذلك تخشى أن يمتد تقدم الجيش السوري وحزب الله الى المناطق المجاورة لحدودها ويكثف من نشاطه فيها فتتوسع الجبهة معه ويزداد الخطر على إسرائيل، ومن هنا كان قرار الرد الوقائي.
تشير المعلومات الى أن الجيش السوري أدرك الخطة المنوي تنفيذها من خلال بث سيناريو الهجوم من درعا، وأدرك جيداً أن إسرائيل تحاول إيصال المسلحين الى منطقة القنيطرة من الأردن وذلك من أجل تقوية نفوذهم في تلك المنطقة وجعلها بؤرة لوجودهم، فضباط اوروبيين وأمريكيين وخليجيين لو كانوا ينوون التخطيط فعلياً لهجوم على دمشق فسيدركون تماماً أن امكانية الوصول الى العاصمة بعد الإنجازات التي حققها الجيش السوري والتحصينات و الضربات الإستباقية التي قام بها، أمر مستحيل لذا فإن الفكرة مستبعدة لكن النية قائمة وعليه أدرك الجيش السوري أن إسرائيل وتلك الدول يعملون من أجل عزل الحدود السورية – الفلسطينية في الجولان المحتل عن باقي المحيط السوري، وذلك من خلال اقامة منطقة آمنة نسبياً تخضع لنفوذ المعارضين للنظام السوري يقومون عبر وجودهم في محافظة القنيطرة على جغرافيا متقدمة بإتجاه الداخل السوري عن مناطق الجولان المحتل، بحماية إسرائيل بشكل مباشر وصون حدودها الشمالية مع سوريا، مقابل تقديم المساعدات السخية لهم وتجهيزهم وتدريبهم، ومن هنا كان اختيار العناصر التي تلقت التدريبات في الأردن والتي تعود بولائها وعقيدتها للجيش “الحر” نظرا لضعف الثقة بين الإسلاميين المتشددين على غرار النصرة وداعش و الجبهة الإسلامية، وبين إسرائيل و الولايات المتحدة.
فهل ستنجح تلك الدول بهذه الخطة ؟ أم ان الضربات الإستباقية والحسم الذي يقوم به الجيش السوري في القنيطرة وريفها حالياً وفي الأيام الماضية سيحول دون انشاء “جيش لحد” ثان على غرار ما حصل في جنوب لبنان إبان الإحتلال الإسرائيلي ؟؟
الديار

» ماذا وراء تصعيد العدوان على سوريا؟! * السعودية وقطر وتركيا وراء أحداث مخيم اليرموك
» هل يتورط الأردن في معركة “غزو الجنوب السوري” عبر درعا؟
» ماذا وراء استدعاء الامراء السعوديين من الخارج؟!
» ماذا وراء إجتماع قادة «القاعدة» السرّي؟!
» ماذا تهدف إسرائيل من وراء علاج الجرحى السوريين؟