هل تمهد إقالة إدريس الى تمزق وتشتت الجيش السوري «الحر»؟
أعلن القادة الميدانيون لبعض وحدات ما يسمى الجيش السوري الحر في المحافظات السورية رفضهم لقرار المجلس العسكري الأعلى عزل رئيس الأركان اللواء سليم ادريس وتعهدوا بمواصلة القتال تحت قيادته.
ويمثل عزل إدريس دليلا جديدا على الانقسام في صفوف المعارضة التي يدعمها الغرب وهو انقسام أفضى إلى إضعاف الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد.
وأدى التنافس على النفوذ بين السعودية وقطر – وهما داعمان أساسيان لمعارضي الأسد المدنيين والعسكريين – إلى تعميق الانقسام في صفوف المعارضة وتعزيز مركز الأسد في محادثات السلام في جنيف التي انتهت دون تحقيق أي تقدم يذكر.
وكان المجلس العسكري الأعلى لما يسمى الجيش السوري الحر أعلن الأثنين عزل ادريس الذي شهدت فترة قيادته عدة انتكاسات للجيش السوري الحر كما شهدت توترا متصاعدا بينه وبين رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا الذي يحظى بدعم السعودية حسبما ذكرت مصادر بالمعارضة.
وأفاد بيان وقعه 22 من أعضاء المجلس العسكري الثلاثين بأن القرار اتخذ “من أجل توفير قيادة للأركان تقوم بإدارة العمليات الحربية ضد النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الإرهابية وبسبب العطالة التي مرت بها الأركان على مدى الشهور الماضية ونظرا للأوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية”.
لكن قادة يمثلون وحدات بالجيش السوري الحر في مناطق القتال الرئيسية الخمس نددوا بالقرار في تسجيل مصور بث على الانترنت في وقت متأخر الثلاثاء واتهموا مسؤولين في الائتلاف الوطني بتعميق الانقسامات بين المقاتلين.
وقال فاتح حسين قائد الجيش السوري الحر في منطقة وسط سوريا في التسجيل المصور إن القادة يعتبرون قرار عزل ادريس باطلا وغير مشروع مضيفا أن أنصار ادريس سيواصلون القتال تحت قيادته.
وأضاف قارئا من بيان انه ليس من حق أي مجموعة غير موجودة على التراب السوري أن تتخذ قرارا حاسما لا يمثل وجهات نظر القوات المقاتلة في الميدان.
وأكد أحد الرجال الذين ظهروا في التسجيل – وهو محمد العبود قائد الجبهة الشرقية للجيش السوري الحر – في اتصال هاتفي انه يعارض القرار وقال إن قادة الوحدات سيجتمعون مع ادريس في انطاكيا بتركيا لمناقشة “الخطوات التالية”.
وكانت مصادر في المعارضة قالت إن علاقة ادريس مع السعودية تدهورت بعد أن فتح قنوات اتصال مع قطر.
وعين مكانه هذا الأسبوع العميد عبد الإله البشير قائد عمليات الجيش السوري الحر في محافظة القنيطرة الواقعة في جنوب غرب سوريا على حدود مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
ونفى منذر أقبيق مستشار الشؤون الرئاسية في الائتلاف الوطني السوري ان قرار عزل ادريس اتخذ لأسباب سياسية قائلا إن القرار إنما اتخذ كي يتولى القيادة شخص يقاتل داخل سوريا.
وقال إن قيادة الجيش السوري الحر تحتاج إلى شخص يقاتل في الميدان لا شخص بعيد عن العمليات مضيفا ان البشير خاض عدة معارك وأداءه جيد في الميدان.
وقال قائد في ما يسمى الجيش السوري الحر لم يشأ نشر اسمه إن سبب الانتكاسات التي مني بها الجيش الحر هو نقص الإمكانيات وليس قيادة ادريس مستشهدا على سبيل المثال بتمكن معارضين إسلاميين منافسين من انتزاع السيطرة على معبر على حدود تركيا من أيدي الجيش الحر في كانون الأول/ ديسمبر وهو حادث أحرج الائتلاف الوطني ودفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تعليق المساعدة بالمواد غير المميتة.
وأضاف “ليست مسألة شخص بل مسألة موارد. الفساد مستشر ويدمر الائتلاف.”
ويعقد الخلاف بغض النظر عن أسبابه حالة الفوضى التي تعاني منها الانتفاضة السورية.
فقد رفضت كثير من جماعات المعارضة المسلحة بالفعل سلطة القيادة العليا لما يسمى الجيش السوري الحر. ومن بين هذه الجماعات الجبهة الإسلامية وهي تحالف لبعض من أقوى فصائل المعارضة المسلحة.
واضطرت الجبهة الإسلامية نفسها لخوض اشتباكات ضارية على مدى أسابيع مع جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقتل ما يربو على 2300 شخص هذا العام في الاشتباكات بين جماعات المعارضة المسلحة.