طبول التصعيد الأميركي

طبول التصعيد الأميركي

طبول التصعيد الأميركي
14/02/16

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
لم تكد نتائج الاجتماع الثلاثي الأميركي- الروسي- الأممي في جنيف تتبلور في تقارير الحاضرين التي رفعت إلى عواصمهم ومرجعياتهم حتى كانت طبول التصعيد تقرع في البيت الأبيض واستنفرت خلفها أدوات الضغط السياسي والإعلامي والدبلوماسي، فيما تسابقت العواصم الغربية وبعض الإقليمية إلى الاصطفاف خلفها لتزيد في الطنبور نغما.
ولم تكتف بالتصعيد السياسي وما يقتضيه من تجيير لأدوات التصعيد الأخرى، بل ترافق بحملة منسقة من التسريبات الموازية التي كانت تمهد الطريق أمام تحضير الأجواء لجولة من التسخين تتباين فيها وحولها الأولويات الأميركية في مرحلة التغطية على فشلها في تحقيق ما تريده تحت عنوان المرحلة الانتقالية.‏
فحين تتحدث أميركا عن مراجعة خياراتها في توقيت لا يحتمل التأويل ولا يقدر على المجازفة في التفسير، تكون المعطيات الموازية لها أكثر وضوحا في تقديم المقاربات الفعلية للسياسة الأميركية بعد الفشل في تحقيق ما كانت ترسمه لجنيف بدءا من عملية التفخيخ السياسي والإعلامي والدبلوماسي مرورا بمحاولات النسف المتكررة خلال الجولة الأولى والثانية وصولا إلى محاولات تفجير الجلسات من الداخل عبر قصاصات فورد المعلبة.‏
وإذا كان من المحسوم ان قرع طبول التصعيد في واشنطن يقتضي بالضرورة البحث في الخلفيات المتراكمة للفشل الأميركي فإن ما هو موضع نقاش اليوم يتعدى المشاهد الخادعة في قراءة اللهاث الأميركي خلف أوراق احترقت في الماضي والتلويح بالعودة إليها وطرحها على حلبة المجابهة الدولية القادمة، ويصل الى مستويات البحث عن ذرائع تخفي الخيبة التي يعلو الصوت في التعبير عنها لدى أدواته المتهالكة في المنطقة وخارجها.‏
ما سربته المصادر الروسية وما تتحدث عنه الصحافة البريطانية وما قالته بعض مرتزقة الأميركي بعد لقاء فورد ليس للاستهلاك الإعلامي ولا هو فقط رسائل مغازلة خشنة تلجأ إليها واشنطن للتعبير عن ضيقها وغضبها وعن فقدانها لأعصابها، بقدر ما تعكس سلوكا متعجرفا اعتادته في سنوات التفرد والهيمنة والقطبية الأحادية ومارسته بكثير من الاستعلاء على العالم بشعوبه ودوله.‏
وما يجري تداوله في أروقة النسق الأول في الإدارة الأميركية لم يعد بالون اختبار بقدر ما هو دلالة على أن الإفلاس السياسي وصل ذروته والبدائل على القدر ذاته من الإفلاس إن لم تكن أكثر وضوحا في إفلاسها وفشلها.‏
لذلك لم تكد القاعات السويسرية تغلق بواباتها بانتظار نتائج المجابهة على الحلبة الدولية وجولة جديدة من صراع الإرادات حتى تحركت الدمى في المنطقة وخارجها لتحجز مقعدا لها في مفردات التصعيد الأميركي، وهي تحبو خلف الركب الأميركي المتعثر بخطواته وبخياراته.‏
ما هو مؤكد بعد كل هذا الصخب، أن الخيارات المقابلة ليست خارج التداول ولا هي مركونة في الزاوية أو في الأدراج، خصوصا بعد تجربة امتدت لسنوات ووفرت ما يكفي من أوراق قوة إضافية من خلال أداء سياسي ودبلوماسي يحاكي تطلعات السوريين، وعبر ما يحققه الجيش العربي السورية وقدرته على المواجهة المفتوحة وعلى كل الجبهات .. سواء التي يحرض عليها فورد، أو تلك التي توجه إدارته أدواتها لإعادة تسخينها.‏
الثورة

» حديث خطير لمصدر فرنسي:الأسد باق والاحتلال الأميركي لسورية إلى زوال !!!! ماذا سأل بوتين زميله الأميركي ؟؟ وعلى ماذا توافق الروس والأميركيين ؟
» قرع طبول الحرب على سوريا
» كتب ناصر قنديل: طبول الحرب ام ؟
» ناصر قنديل: قرع طبول الحرب؟
» طبول حرب ؟ أم «إشتدّي يا أزمة تنفرجي»…؟