من حمص الى تلكلخ إلى جوسيه ثم يبرود: عملية «إغلاق الممرات»!

من حمص الى تلكلخ إلى جوسيه ثم يبرود: عملية «إغلاق الممرات»!

لا يقرأ الجيش السوري تحليلات الصحف حول «مؤتمر جنيف»، ولا يتابع تصريحات المفاوضين هناك، يمسك قادته بخرائط الميدان بقوة، يرسمون خطوط الطول والعرض، يحددون نقاط الإشتباك، يمسكون بالأرض ويقررون التقدم فيفعلون، ويحسمون، هكذا أثبتت الوقائع الميدانية صحة المسار العسكري المتلازم على مختلف الجبهات، من الرقة إلى حلب فريف دمشق وحمص .. والأهم على خط الحدود مع لبنان من القلمون إلى منطقة جوسيه إلى تلكلخ ومحيطها، دقة في التخطيط وفعالية في التنفيذ، والنتائج قريباً، إغلاق الممرات.
المعارضة المسلحة ومنذ سقوط القصير، وتقدم الجيش السوري في مدينة حمص ومحاصرته للأحياء التي يتجمع فيها المسلحين، وانجازاته في الريف الجنوبي والغوطتين والقلمون، دأبت على وضع الخطط لفك الحصار عن حمص ومحيطها والتمدد في أي اتجاه ممكن، وحاولت من عدة محاور سواء من الريف الشرقي لحمص أو من جهة الحدود اللبنانية أو لجهة تلبيسة والرستن ومحاور قلعة الحصن وما يجاورها لجهة الحدود اللبنانية، حتى يكاد لا يوجد معبر حدودي أو تضاريس جغرافية تسمح بعملية عسكرية ولم تجربها المعارضة وحلفائها من المرتزقة الأجانب، إلا أنها فشلت جميعاً وبخسائر عالية جداً.. بشرياً، عتاداً، ومعنوياً وهو الأصعب.
الآن وبعدما أنهى الجيش السوري وضع الخطط، أطلق عملياته العسكرية على عدة محاور، حيث واصل في الأيام الأخيرة عملياته في محيط بلدة الزارة، بعد أن أنهى أمس خطة الإطباق على المزارع المحيطة بها، وتقدم بإسناد من وحدات الدفاع التي برز بين صفوفها عناصر الحزب القومي السوري الذين قدموا ٣ شهداء خلال معارك بلدة الزارة أمس وأول أمس، أما اليوم فكان التقدم مهماً واستطاع الجيش والدفاع السيطرة على منطقة برج العقاب الإستراتيجية موقعاً خسائر كبيرة في صفوف المسلحين الغرباء عن البلدة، والذين أكد مصدر ميداني سقوط المئات من القتلى في صفوفهم منذ بدء عمليات الزارة-قلعة الحصن.
أما على جبهة حمص فقد واصلت قوات الجيش السوري عملية سد الثغرات والمناطق المفتوحة بين الأحياء المحاصرة، مغلقة أكثر نقاط التسلل التي يستخدمها المسلحون للتنقل بين الأحياء وايصال المدد البشري والعتاد اليها، وتعد هذه العمليات بمثابة الظهير الخلفي لعمليات الزارة – قلعة الحصن، بحيث يتم تأمين المنطقة من محيط المدينة (الشمال الغربي) وصولاً للحدود اللبنانية غرباً بالتوازي مع العمليات الجارية على محور جنوب حمص أي ريف القصير وبالتحديد منطقتي جوسيه والعبودية.
عمليات الأمس في منطقتي جوسيه والعبودية أسفرت عن تراجع المسلحين من كافة المحاور التي كانوا يستخدمونها في الفترة الأخيرة لشن الهجمات المكثفة على مداخل ريف القصير، واستطاعت وحدات الجيش السوري السيطرة على منطقة واسعة من التلال والهضاب المتصلة ببلدة قارة من جهة الداخل السوري والمشرفة على مناطق تسلل المسلحين من جرود عرسال باتجاه تلال النعيمات التي أصبحت بشكل كامل تحت سيطرة قوات الجيش السوري ووحدات الدفاع.
العملية التي استمرت يومين، استطاع خلالها الجيش السوري تدمير عدة آليات ومراكز ثابتة ومتحركة ونقاط تموضع كان المسلحون يستخدمونها للتقدم والاسناد، وأكد مصدر ميداني أن المناطق التي تمت السيطرة عليها تمتد على مساحة ٢٠ كلم مربع، وبعمق ١٢ كلم وهذا العمق والامتداد المرتكز على مرتفعات مشرفة يعتبر انجاز استراتيجي يعزز خط الدفاع والحماية على الحدود اللبنانية -السورية، كما يعزز من قدرات خطوط الدفاع الممتدة على مساحة ريف القصير.
المصدر الميداني أكد أن السيطرة على هذه المرتفعات سيكون لها الأثر الكبير في القادم من العمليات، كونها تعتبر تغيراً نوعياً في السيطرة بالنار والأرض على منطقة واسعة من مناطق الإمداد الخلفي والمتقدم لجهتين، الأولى لجهة الإمتداد السوري نحو قارة ومرتفعاتها والقرى القريبة منها، ولجهة الإمتداد اللبناني الذي يتقاطع بشكل كامل مع خطوط الإمداد والتسلل المتصلة بجرود عرسال.
على نفس الخط «القلموني» وفي المقلب الآخر من الجبهة، كان الجيش السوري ووحدات الدفاع ينصبون كميناً قاتلاً لمجموعة كبيرة من عناصر النصرة والحر، على الطريق إلى يبرود، حيث استطاعت قوة الكمين حصر الإشتباك في نقطة ضيقة لا تسمح لأي مسلح بالإفلات خارجه، وسقط بنتيجتها أكثر من ٢٥ قتيلاً في صفوف المسلحين، فيما تم القاء القبض على الباقين من بينهم جرحى، وقدر عددهم بحوالي ٣٠ مسلحاً يتوزعون على مجموعات تتبع للجيش الحر وجبهة النصرة.
سلاب نيوز

» فيديو : احرار المرخ عملية الوفاءً للشهيدة إغلاق شارع 9 مارس
» مصدر عسكري: عملية اقتحام يبرود ستبدأ خلال الساعات المقبلة
» جوسيه‪:‬ معبر حدودي «قاتل»
» مقتل القادة الـ 13 للمسلحين في يبرود وانسحاب كتائب مسلحة كاملة من يبرود بإتجاه عرسال
» مقتل عدد كير من المسلحين باشتباكات عنيفة عند معبر جوسيه – القاع