هذا وتحدثت مصادر صحافية أنّ الجيش السوري ليتفادى سقوط ضحايا جانبيين، عمد إلى “رش” شرائح إلكترونية صغيرة في الأماكن والبنايات التي يتواجد فيها المسلحون من أجل إرشاد الطائرات النفاثة والحوامة إلى هذه الأماكن وجعل إصابتها محققة مئة بالمئة.
وقال المصدر إن روسيا زودت القوى الجوية السورية بكميات كبيرة من هذه الشرائح المسماة “لواقط سمتيه” Azimuth Sensor لا يتجاوز حجم الواحدة منها 15 سم مربعا ( 3 بـ 5 سم ، وهو ما يعادل مساحة أصغر من سطح علبة كبريت ).
وتقوم هذه الشرائح ببث ذبذبات تمكن الطائرات من تحديد إحداثيات الهدف بنسبة خطأ لا تتجاوز المتر الواحد.
وبحسب المصدر، فإن مدنيين موالين للسلطة ، أو عناصر أمن متنكرين أو “مندسين” في صفوف مليشيات “الجيش الحر” ، يقومون بنشر هذه الشرائح قرب الحواجز التي يقيمها المسلحون، وفي الأماكن التي يتخذون منها مقرات ثابتة أو شبه ثابتة لأنشطتهم.
كما أن كثيرا من هذه الشرائح جرى زرعه من قبل “مندسين” حتى في سيارات تحمل رشاشات دوشكا ومدافع هاون عائدة للمسلحين. وهو ما يعني أنها تبقى عرضة للاصطياد من قبل الحوامات حتى خلال تحركاتها وتنقلاتها.
وكانت طائرة هيلوكوبتر تمكنت ، قبل أيام، من اصطياد قافلة من سبع سيارات على طريق الباب ـ حلب بفضل شريحة من هذا النوع زرعها أحد “المندسين” في صفوف “لواء التوحيد”.
وقال المصدر إن القافلة كانت في طريقها لتقديم الدعم للمسلحين في “حي السكري” حين استهدفت بصاروخ موجه من الطائرة.
وبحسب مصدر متخصص في شؤون القوى الجوية والاستطلاع الجوي ، فإن هذه الشرائح لا يمكن التشويش عليها “بالنظر لأنها تستخدم موجة أقصر بكثير حتى من موجات FM والموجات الراديوية القصيرة الأخرى ، وبالتالي حتى إذا فتحت جهاز راديو ( مذياع) بالقرب منها ، كما يفعل الجواسيس المدربون أحيانا حين يستخدمون الهاتف الخليوي لمنع العدو من التقاط المكالمة، لا يمكن التأثير عليها”.
وقال المصدر “إن لجوء القوات السورية إلى استخدام هذه الشرائح يؤكد أنها حريصة على عدم وقوع خسائر جانبية، مادية أو بشرية ، في صفوف الأبرياء. وذلك بخلاف ما ندعيه لوسائل الإعلام عن أنها تنفذ قصفا عشوائيا بالطائرات”.
وكانت “الغرف السرية” للجماعات المسلحة ، لاسيما في حلب، فضلا عن بعض صفحاتهم ، بدأت تحذر عناصرها مؤخرا من انتشار هذا النوع من الشرائح ، وترشدهم إلى كيفية التخلص منها وإتلافها إذا ما جرى العثور على بعضها.
علما بأنه من الصعب العثور عليها إلا مصادفة أو نتيجة معلومات محددة مسبقا، بالنظر لصغر مساحتها وإمكانية دسها في زوايا ميتة متناهية الصغر.
الوكالات