حلب: الطريق بات ســـالكاً.. الجيش السوري يمد جسر «حلب الشرقي» في اتجاهين متعاكسين

حلب: الطريق بات ســـالكاً.. الجيش السوري يمد جسر «حلب الشرقي» في اتجاهين متعاكسين

حلب: الطريق بات ســـالكاً.. الجيش السوري يمد جسر «حلب الشرقي» في اتجاهين متعاكسين

حسين طليس – دون أن يلتف أو ينشغل بالصراع الدموي الذي تشهده مناطق حلب وريفها بين المجموعات التكفيرية، حلفاء الأمس وأعداء اليوم، استكمل الجيش السوري عملياته في الريف الشرقي للمدينة، ببسط سيطرته على عدة مناطق إستراتيجية فيها، تُحكم قبضته على زمام الأمور في الميدان، وتنذر بالمزيد من المعارك القادمة التي ستبدل موازين القوى جذرياً في حلب وريفها.

انطلق الجيش بمهمته في اليومين الماضيين مسيطراً على تلال النقارين في حلب، وبلدات الصباحية والفاعوري وتل الريمان في شرق السفيرة بريف حلب، الأمر الذي يعيد رسم خارطة السيطرة و النفوذ في المنطقة، ويمهد للسيطرة على مناطق جديدة ومحاصرة مناطق أخرى.

سيطرة الجيش على تلال النقارين والزرزور تحمل عدة أبعاد إستراتيجية، وتشير الى سلوك عسكري شبه كلاسيكي اتخذه قادة الجيش السوري، يقضي بالتقدم و”القضم” وتقطيع أوصال البلدات والمناطق في حلب على غرار ما حصل في ريف دمشق في الغوطتين والقلمون.

فلتلال النقارين أهمية خاصة، حيث تشرف على مناطق المدينة الصناعية والشيخ نجار والمحاور المحيطة بالسجن المركزي، التي فر اليها المسلحون بعد تقدم الجيش، ويكون بذلك قد أشرف على مخازن أسلحة ومقرات هامة للمجموعات المسلحة (المدينة الصناعية) والطريق المؤدية منها الى الأحياء الشرقية لمدينة حلب، أي انه قطع الإمداد عن حي الشيخ خضر والصاخور وهنانو، ومنع وصول الأسلحة والذخائر اليها، كما أنه بهذه السيطرة يكون قد قسم حلب الى شرق و غرب الأمر الذي يتيح له الإلتفاف لاحقاً من الأحياء الغربية للمدينة وبالتزامن مع هجماته الحالية، وتوسيع رقعة سيطرته شرقاً.

وبالفعل فقد بدأ الجيش عملية توسيع سيطرته شرقاً حيث حرر منطقة “الزرزور” شرق حلب مروراً بالطعّانة والشيخ يوسف والغانية وتلة ال57، ما يزيد في شدة الحصار الذي يحاول الجيش السوري فرضه على مداخل مدينة حلب من الجهة الشرقية، كما يثبت سيطرته على المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي، ويساهم في تأمين الطرقات الدولية الواصلة الى المدينة . وفي موازاة هذا التقدم، حقق الجيش تقدماً آخر في ريف حلب الشرقي، حيث سيطر على بلدات الصباحية والفاعوري وتل الريمان شرق مدينة السفيرة ما يفتح الباب أمام الجيش لإستعادة المنطقة المحيطة بالمحطة الحرارية في حلب، وفك الحصار عن مطار كويرس، وكذلك تثبيت سيطرته وتقدمه على الجبهة الشرقية لريف حلب.

ومن حلب أيضاً، صد الجيش السوري بمؤازرة لجان الدفاع الوطني، هجمات للمسلحين على عدد من الأحياء الآمنة في المدينة وريفها، وأشار مصدر عسكري لوكالة سانا السورية الرسمية انه تم إحباط محاولة مسلحين الاعتداء على الأهالي في محيط مدرسة الحكمة والشمسة بمنطقة الراشدين في مدينة حلب وإيقاع معظم أفراد المجموعة المسلحة بين قتلى ومصابين. ولفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش اشتبكت مع مجموعة مسلحة حاولت التسلل من حي بني زيد وشارع الضبيط وسوق الخضار باتجاه الأشرفية وأردت أغلبية أفرادها قتلى. وفي مدينة حلب القديمة قصفت وحدات من الجيش تجمعات للإرهابيين في حي بابيص بينما سقط عشرات المسلحين قتلى ومصابين في عملية نوعية ضد أحد أوكارهم في محيط سجن حلب المركزي ودمرت لهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة. كذلك في منطقة ريف حلب حيث تصدت وحدات الجيش و لجان الدفاع لمحاولة تقدم بإتجاه منطقتي نبل و الزهراء، وأوقعت عدد من القتلى و المصابين في صفوف المهاجمين.
من جهة أخرى أفادت مصادر إعلامية أن الجماعات المسلحة التي تقاتل داعش استولت على مدينة جرابلس بريف حلب، بعد معارك عنيفة بين الطرفين، وأشارت المصادر إلى محاصرة من تبقى من عناصر تنظيم داعش التابع للقاعدة في المركز الثقافي بالمدينة بعد أن تم أسر حوالي 70 مسلحا منهم لم يعرف مصيرهم حتى الآن. و أفادت معلومات لقناة المنار عن مقتل احد القادة الميدانيين في “لواء التوحيد” التابع لما يسمى “الجبهة الاسلامية” المناوئة لتنظيم داعش، خلال انفجار وقع داخل مقر “لواء التوحيد” في حي “ضهرة عواد” بمحافظة حلب، الى مقتل القائد “حسين حج طالب” و اثنين من مرافقيه وأربعة قادة ميدانيين.
أما في حمص، فقد قام الجيش بقصف تجمع للمسلحين في قرية الغجر وشرق جامع المحمود ومحطة وقود الصمدي في مدينة الرستن، وذلك بعد أن تصدى لهجوم على بلدة العوصية في ريف حمص، وأفاد مصدر عسكري لـ”سانا” أنه تم إيقاع العديد من القتلى والمصابين بين صفوف مسلحين حاولوا الاعتداء على أهالي قرية العوصية في منطقة القبو وتم تدمير أسلحة وذخيرة متنوعة كانت بحوزتهم. وأضاف المصدر إن وحدة من الجيش أوقعت عددا من المسلحين قتلى ومصابين اثناء محاولة تنقلهم بين قريتي الخالدية والدار الكبيرة بينما قضت وحدة ثانية على افراد مجموعات مسلحة في قرى تل جديد وأبو العلايا والدار الكبيرة والحولة. على المقلب الآخر أفاد المرصد السوري المعارض عن قيام مقاتلين من تنظيم داعش بإعدام 14 مسلحا على الأقل من الجماعات الأخرى، بعد اشتباكات بين الطرفين في البادية السورية على بعد عدة كلم من مدينة السخنة.

وفي ريف دمشق قضت وحدات الجيش السوري ولجان الدفاع على 20 مسلحاً يتبعون للجبهة الإسلامية وجبهة النصرة ودمرت لهم عددا من المراكز بما فيها من أسلحة وذخيرة في سلسلة عمليات نفذتها ضد تجمعاتهم في مدينة عدرا العمالية ودوما وجوبر وعربين والزبداني وداريا وخان الشيح ويبرود.

مدينة الرقة كانت هي الأخرى على موعد مع الإشتباكات بين فاصل المعارضة وتقدم من قبل الجيش، فقد سيطرت وحدات الجيش على منطقة صوامع الحبوب شمال مركز “الفرقة 17″ متقدمة باتجاه مزراع وقرى جديدة بالتزامن مع انسحاب مسلحي “أحرار الشام” من محيط الفرقة. وقد شهدت مدينة الرقة إشتباكات عنيفة بين داعش و الفصائل المعارضة، حيث قتل ما لا يقل عن 46 مسلحا من حركة أحرار الشام في اشتباكات مع داعش بالقرب من منطقة الكنطري شمال المدينة. وأفاد المرصد السوري المعارض أن الإشتباكات وقعت أثناء توجه عناصر الحركة من محافظة الرقة الى محافظة الحسكة، ولفت إلى أن مصير العشرات من مسلحي الحركة لا يزال مجهولا، في حين لا تزال الإستباكات متواصلة بين الطرفين.
سلاب نيوز

» الجيش السوري يبسط سيطرته على ريف حلب الشرقي
» الجيش السوري يقضي على مجموعة إرهابية مسلحة بريف حمص الشرقي
» الجيش السوري يمهد لتدوير عجلة اقتصاد حلب من ريفها الشرقي
» الجيش السوري يقضي على العديد من الإرهابيين في ريفي حمص الشرقي والشمالي
» روسيا اليوم: الجيش السوري يحضر لعملية عسكرية واسعة بالريف الدمشقي الشرقي