خاص: خبير استراتيجي يكشف لأوقات الشام السبب الرئيس للحرب على سوريا
خاص – أوقات الشام: بعد عامان و نصف على بدء الحرب الدولية على سوريا, و تسخير المال و السلاح و الاعلام بل وحتى الاستعانة بالقاعدة و الشيطان نفسه لاسقاط هذا البلد, تكثر الفرضيات و النظريات عن سبب هذا الجنون الغربي لاسقاط سوريا.. و يبقى السؤال الأهم: لماذا ؟
نعم ان النظام السوري المقاوم الداعم للمقاومة اللبنانية و الفلسطينية يشكل خطرا دائما على اسرائيل ينبغي ازالته و لكن لماذا الان ؟ ولماذا كل هذا الزخم و الجنون ؟
في حديث أجراه معه موقع أوقات الشام, أكد خبير عسكري و استراتيجي روسي أن السبب الرئيسي لهذه الحرب التي يشنها الغرب على سوريا هو النفط.
و تسائل الخبير: هل يمكنكم أن تتخيلو دولة تناصب اسرائيل العداء و لا تبعد عنها مرمى حجر, يبلغ عدد سكانها 25 مليوناً و جيشها نصف مليون بخبرات قتالية عالية استمدها من مواجهاته مع الاسرائيليين و من الخبرات التي نقلتها اليه المقاومة في مواجهاتها معهم, و تملك مخزونا هائلا من النفط سيجعلها من أغنى دول الشرق الأوسط ؟
هل تتخيلون أن الاسرائيليون سيقبلون أن تصبح سوريا الممانعة بهذا الثراء ؟
هل تتخيلون مدى القدرات التي ستحصل عليها سوريا عندها ؟ وما هي جدية التهديدات التي ستشكلها حينها على وجود الدولة الصهيونية ؟
لقد علم الاسرائيليون بالثروات النفطية السورية الغير مكتشفة قبل السوريون أنفسهم من خلال شركات التنقيب و الغربية و التي تنقل تقاريرها أولا الى اجهزة الاستخبارات الامريكية و الاسرائيلية.
ولهذا فقد كان القرار الاسرائيلي بتدمير سوريا.. أو لنكن أكثر تحديدا: تقسيم سوريا.
نعم.. ان الهدف الاسرائيلي الاستراتيجي هو تقسيم سوريا و خلق كيانات متناحرة تقوم بتبذير المدخولات النفطية المتوقع اكتشافها على صراعاتها و التي ستعمل اسرائيل و الدول الغربية على اشعالها فيما بينها.
وفي سؤال لموقع أوقات الشام عما اذا حققت اسرائيل هدفها بعد دمار جزء كبير من البنية التحتية السورية و الضرر الكبير الذي أصاب الاقتصاد السوري أجاب الخبير:
لا يفكر الاسرائيليون بالوضع الراهن, حساباتهم تمتد لعشرات السنين, لا شك أن اسرائيل استفادت من الاحداث السورية و لكن على المستوى الاستراتيجي فهي لم تحقق هدفها وهو ( التقسيم ).
يعلم الاسرائيليون أن جميع الاضرار التي تسببت بها الحرب في سوريا يمكن اصلاحها و التعافي منها خلال سنوات معدودة, اي انها اضرار قابلة للاصلاح و ليست أضرارا دائمة تؤدي الى نصر استراتيجي دائم, ولذلك وبعد فشل الخطة الرئيسية ( تقسيم سوريا ) لم يعد لديهم سوى الخطة البديلة ( ب ) وهي اذا لم نستطع التقسيم فتغيير النظام ( ادارة الدولة و ادارة الصراع و ادارة الموارد لمواجهة اسرائيل ) هو أهون الشرور عبر الإتيان بنظام تابع للولايات المتحدة على شاكلة النظام السعودي يقيم سلاما مع اسرائيل و ربما قواعد امريكية على الاراضي السورية اي نسخة عن ممالك الخليج.. مستعمرات تدعي الاستقلال.
وفي نهاية المحادثة سألنا الخبير: ماذا تبقى من خيار لدى الاسرائيليين ما داموا فشلوا في تقسيم سوريا أو اسقاط النظام ؟
أجاب: لدى الاسرائيليين حلان لا ثالث لهما الان:
1- اطالة أمد الحرب السورية قدر الامكان منعا لعملية اعادة ترميم وبناء الدولة السورية و بالتالي تأخير استفادتها من مواردها النفطية المكتشفة عبر الهاءها بالحرب الداخلية.
2- او السلام في حال فشل مشروعها تماما.