نبوءات أم استقراء؟ هذا ما سيحدث في العام 2014
مع نهاية كل عام و بدء عام جديد, تزدهر أسواق العرافين و المنجّمين, و يستعر السباق بين المحطات الفضائية لاستضافتهم في جوّ من التشويق و الإثارة بينما يتسمّر البعض خلف الشاشات راجين أن تكون التوقعات إيجابية بالنسبة لهم، في وقت يتابعهم فيه آخرون من باب الترويح عن النفس و ربما بحثاً عن ضحكة غيبتها أحداث مؤلمة ( كحال محدثكم )!ليس هذا بواقع جديد على الإطلاق, فلطالما كانت هذه المهنة كالدجاجة التي تبيض ذهباً, و يخبرنا التاريخ كم كان للعرافين من حظوة لدى أولي الأمر و أصحاب القرار فلا يشنون حرباً ولا يتخذون قراراً إلا بعد استشارة ( العراف )! و قد يفاجأ البعض أن كثيراً من السياسيين و الزعماء في عصرنا الحالي قرّبوا المنجمين و عملوا بنصائحهم و منهم على سبيل المثال الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتيران و الرئيسان الأمريكيان رونالد ريغان و جورج بوش الأب! و هناك من يتحدث عن علاقة عدد من الزعماء العرب بالمنجّمين و استشارتهم لهم ( كحسني مبارك و علاقته بالعرافة أم ماجد , و العقيد معمر القذافي , و الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري)!
طبعاً كإنسان يحترم العقل و العلم و يعمل بهما, لا تحتاج هذه المهنة برأيي الشخصي لقدرات خارقة كما يحلو لممتهنيها و مسوّقيهم الإيحاء به , إنما لبعض الفطنة و الإلمام بعلم النفس و مرتكزاته , و ربما شيئاً من القدرة على قراءة سير الأحداث و مآلها و ترجيح الاحتمالات الأكثر منطقية بالاستناد إلى نماذج التاريخ مع استخدام عبارات مائعة تحتمل التأويل و المقاصد المختلفة, وقد لا يضير قليل من الحظ الجيد عند توقّع حدث ما بعينه لتسويق ( العرّاف ) و تنبؤاته!! أما إذا وجد طريقاً للتقرب من أجهزة الاستخبارات و التعاون معهم ..عندها قد يصبح العرّاف الذي لا يخطأ!!
ما ميّز نهاية هذه السنة عن غيرها, هو حمّى التوقعات السياسية و الأمنية, كيف لا و السياسة و الأمن هما أكثر ما يهم الناس في هذه المرحلة العصيبة التي تمرّ بها المنطقة ككل , و على رأس الاهتمامات تربعت الحرب في سورية لتنال القسم الأكبر من توقّعات المنجمين و تنبؤاتهم كونها الحدث الأبرز الذي سيرسم معالم المنطقة و ربما العالم بأسره, كلّ حسب اتجاهه السياسي و عمق علاقته بالسياسيين و أجهزة المخابرات!من هنا قررّت أن أدلي بدلوي في هذا الإطار أيضاً!! لا يقلقنّ من اعتادت عيناه قراءة المنطق السليم و الكلام الرصين في ما اكتب, فلن تروني بثياب العرّافين الغريبة متمتماً بطلاسم و خزعبلات! و لن أردّ ما سأورده من قراءات و استنتاجات إلى رؤى و منامات راودتني أو لجنّي تلبّسني لينبئني بما أخفت قادمات الأيام! بل هو ذات المنطق الذي عهدتموه و التحليل الاستراتيجي المنطلق من الواقع بكليّته و جزئياته و ديالكتيك التاريخ استدلالاً و استقراءً ليرسم صورة المستقبل فقد يصيب و قد يخطأ , لكن مصائر الأوطان و الشعوب لا تحتمل الشطط الماورائي و لا تبنى على إرهاصات الباحثين عن الشهرة و المال و تخرصاتهم.
اسمحوا لي بعد هذه المقدمة الضرورية أن أعرض لكم ما سيحدث في منطقتنا خلال المرحلة المقبلة من وجهة نظري المتواضعة لكن بأسلوب العرّافين ( الظريف ), مرفقاً بالتعليل المنطقي و التحليلي السياسي:
(1)- ستشهد المرحلة المقبلة منح توكيل دوليّ للجيش العربي السوري بغرض القضاء على الإرهاب و تجفيف منابعه مصحوباً بغطاء سياسي و إعلامي لم يسبق له مثيل!
* بات من المعلوم للقاصي و الداني أن الحرب التي شنت على سورية ما هي إلا استكمال لحلقات صراع متعدد المستويات ما بين محورين , محور الغرب و أتباعه في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل , و محور المقاومة مدعوماً من منظومة دول ( البريكس ) بما يمثل كل منهما سياسياً و اقتصادياً و عسكرياً و ثقافياً و إيديولوجياً, صراع لم يتوانى الغرب فيه عن استخدام أقذر الأسلحة و أكثرها خطراً على البشرية في سبيل تحقيق نصر حاسم في مواجهة خصومه..ألا و هو سلاح الإرهاب و التطرف الديني.بعدما أثبتت استراتيجية التدخل العسكري المباشر لتحقيق مصالحه فشلها , اتجه الغرب إلى خطة بديلة لا تقل خطورة عن سابقتها لا بل هي أشد خطراً, و هي العمل على إنشاء جدار إسلامي متطرف يمتد من جبال طوروس غرباً حتى جبال الأورال و سور الصين شرقاً تكون مهمته الرئيسية حماية الغرب و الكيان الصهيوني و تعزيز هيمنته على مصادر الطاقة و خطوط نقلها, و في ذات الوقت يخلق الاضطرابات و الفتن في الدول التي تشكل أكبر خطر يتهدد مصالحه على المدى الطويل لإضعافها و ربما تفتيتها في أحسن الأحوال, و نعني بذلك كل من الصين و روسيا و الهند و إيران, مستغلاً وجود كيانات ذات صبغة إسلامية في تلك الدول لا تعوزها نزعة الانفصال ( هذا ما تنبهت إليه تلك الدول غير متأخرة و كان أحد أسباب دعمها للدولة السورية منذ بداية الأحداث, حتى الهند التي تمتلك علاقات متينة و استراتيجيه مع الولايات المتحدة أدركت خطورة اللعبة التي يلعبها الغرب على أمنها القومي فقررت الوقوف ضدها ).
لقد أرادتها الولايات المتحدة حرباً خاطفة يشنها ( الإسلاميون ) في المنطقة فتصل إلى أهدافها قبل أن ينكشف غطاؤهم الذي منحتهم إياه من أنهم ثوار وطنيون هدفهم الحرية و الديمقراطية! لتكون الجريمة الكاملة!و هو ما حدث في تونس و مصر و ليبيا, لكن سورية كانت العقبة الكأداء في وجه تمام المخطط و وصوله لأهدافه , فصمود هذا البلد بمكوناته الثلاث ( الشعب و الجيش و القيادة ) لمدة لم يكن يتوقعها الغرب في أسوأ السيناريوهات رغم كل ما قدمه للمتطرفين و الإرهابيين من دعم سياسي و مادي و عسكري و إعلامي و مخابراتي, كشف المستور وأطاح بكل آمال الولايات المتحدة في استكمال تشكيل هذا الجدار الإسلامي, و نتيجة الانتصار السوري ستضطر أمريكا لدفع ثمن فشلها للمحور المقابل من خلال المساهمة في محاربة الوحش الذي ربّته و أطلقته في وجه خصومها لأنها ستواجه ما هو أخطر بكثير من مجرد إرهاب عابر للقارات إن لم تفعل..هذا هو لب التفاهم الروسي – الأمريكي, و ما يجري اليوم من اقتتال بين الفصائل الإرهابية لا يعدو كونه محاولة أخيرة في الزمن المستقطع من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لتجميل صورة طرف على حساب الآخر علّه يمسي مقبولاً بنظر العالم كجهة يمكن الجلوس معها على طاولة المفاوضات, لكن انعطافات الدول الكبرى الحادة لا تجري فجأة, بل لا بد أن يسبقها مناورات و قنابل دخانية تغطي انسحابها ,و هي تعلم أن استبدال اللاعبين في الثواني الأخيرة من المواجهة لن يجدي نفعاً, فالمعركة حسمت, و الرابح هو الجيش العربي السوري, إذاً كلّ من يحمل السلاح في وجهه…إرهابي..نقطة من أول السطر.
(2)- في المستقبل القريب سيدخل الجيش العربي السوري إلى لبنان و الأردن و تركيا, أو على الأقل ستتم الاستعانة به و بخبراته في مجال مكافحة الإرهاب في تلك الدول.
* على مدى أشهر عديدة, كان أكثر ما يثير استغراب المواطن السوري هو مشهد انسحاب الجماعات الإرهابية من المناطق التي يدخلها رجال الجيش العربي السوري! ما أثار دوماً زوابعَ من التساؤلات و الشك, و قد وصلت هذه التساؤلات أحياناً حد التشكيك و التخوين! كيف يسمح لهم بالانسحاب؟ لماذا لا يتم القضاء عليهم عن بكرة أبيهم؟ ما الحكمة من ترك بعضهم على
قيد الحياة؟
لكن ما قد يغيب عن ذهن البعض هو مدى ذكاء و حكمة صنّاع القرار السوري و حنكتهم الإستراتيجية, و حتى تصل الفكرة كما أريد, إليكم هذا السؤال( و ليعذرني القارئ الكريم سلفاً لاستخدامي هذا المثال لكنه يعبّر تماماً عم حدث و يحدث):إذا ما فاضت فتحة صرف صحّي في منزل أحدكم, هل سيقوم بتبخير المياه الملوثة أم أنه سيعمل على فتح منفذ التصريف المسدود و إعادة المياه الآسنة إليه؟
منذ بداية الحرب على سورية, كانت الحدود مع لبنان و الأردن و تركيا كفتحات التصريف التي تفيض بالقاذورات باتجاه واحد إلى داخل الأراضي السورية, بالطبع كانت هذه الدول تظن أنها ستحقق مصالحها أو بشكل أكثر دقة مصالح الفئات الحاكمة فيها إذا ما ساهمت في تدمير الدولة السورية إرضاءً لرغبات السيد الأمريكي و بأسوأ الأحوال كانت ستتخلص من قنابل موقوتة موجودة على أراضيها .. فليتقاتل الإرهاب و الجيش العربي السوري ..أياً كان المهزوم سيخرج المنتصر ضعيفاً , لكن ما لا تدركه تلك الدول أن القيادة السورية قررّت إعادة البضاعة ذاتها إلى مصادرها..كيف؟ هنا يأتي السؤال الأهم: بعد أن يُتم الجيش العربي السوري عملياته بناءً على الخطة العسكرية الشاملة التي ضعها…إلى أين سيفرّ من سيبقى على قيد الحياة من مسلّحي القلمون؟ بالطبع إلى لبنان! وهل سيلوذ أقرانهم في الشمال السوري بالفرار إلى كينيا أم إلى تركيا؟ و أين ستكون وجهة المسلحين الفّارين من الجنوب السوري؟ إلى القطب الجنوبي مثلاً؟ بالتأكيد لا..فهؤلاء جميعاً سيعودون من حيث أتوا, و هناك, لن ينصرفوا للعبادة و فعل الخير و كتابة المذكرات , بل إلى ما جبلوا عليه و سمّنوا و علفوا لأجله, للقتل و التدمير و التفجير و الذبح! فهل ستستطيع حكومات النأي بالنفس في لبنان مواجهة ما واجهته الدولة السورية؟ هل سيكون بمقدور المملكة التي تعيش على المعونات و التنفس الاصطناعي من فم الغرب ( مع كامل احترامنا للأشقاء الأردنيين الشرفاء ) تحمل تبعات المواجهة مع حركات التكفير و ( الجهاد ) المتغلغلة في بنية الكيان الأردني؟
و ماذا عن تركيا؟ ماذا عن عشرات ألوف ( المجاهدين ) الذين كانوا يعتبرونها مجرد نقطة عبور و إمداد لوجستي طوال الفترة الماضية! ماذا ستفعل عندما يتغير موقعها بالنسبة لهؤلاء (الذين لن يكون بإمكانهم العودة إلى بلدانهم الأصلية) لتتحول من معبر إلى مستقر؟ هل يحتمل الكيان التركي الهش أصلاً مواجهة من هذا النوع على أرضه؟ ( حذرناكم كثيراً لكنكم لم تصغوا!.. هذه بضاعتكم ردت إليكم !)
لهذا لم تقم الدولة السورية ” بتبخير ” كل المياه الآسنة التي جاءتنا من تلك الدول رغم كلفة هذا الخيار , بل أبقت على جزء منها لإعادتها كما هي من حيث أتت. أم كانوا يظنون أن اللعب على الفالق السوري لن يتبعه هزّات ارتدادية ؟ حينها سيصرخون جميعاً طالبين مساعدة الدولة السورية و قواتها المسلحة, بل سيكون ذلك مطلباً دولياً عامّاً.قد يبدو هذا الكلام خارج السياق و المعارك على أشدها فوق الأراضي السورية, و قد يجده البعض بمثابة إضافة حمل جديد ثقيل على كاهل الجيش العربي السوري الذي يخوض اليوم واحدة من أشرس و أعقد الحروب على أرضه و بين ظهرانيه, لكن الأمن القومي السوريّ لا يبدأ و لا ينتهي على مشارف حدودنا, هذا ما كان عليه الحال دائماً و هكذا سيعود, و هذا هو أحد العبر و الدروس الحيوية المستخلصة من حرب الوجود التي خضناها.
(3)- أردوغان قريباً في السجن, و حزبه ضمن لائحة الحظر و الملاحقة و الاعتقال!
* استكمالاً لتبعات الاتفاق الروسي- الأمريكي , و استجابة من الجيش التركي للواقع الذي سيفرضه عودة آلات القتل و الذبح (التي سهّل عبورها أردوغان ) من الأراضي السورية إلى تركيا. فأردوغان الذي طرب للفكرة التي زرعت في خياله المريض من أنه سيصبح خليفة المسلمين في القرن الحادي و العشرين و سكر حتى الثمالة و هو يرى عشيرته تنقسم و تتكاثر كما البكتيريا في العالم العربي حتى استلمت مقاليد الحكم في بعضها, سيكون كبش فداء الغرب الأول على مذبح التسوية الكبرى, و ما فضائح الفساد التي بدأت تعصف به و بالمقربين منه إلا حلقة أولى من مسلسل ( محمد مرسي ) المصري,لكن هذه المرّة مدبلجاً باللغة التركية!.
(4)- النظام السعودي يتهاوى, و الصراع على خلافة ملك الرمال يحتدم و يظهر إلى العلن!
* يشكل النظام السعودي حالة مختلفة عن مثيلاتها, هذا النظام الذي لعب على مدار عقود مضت دور الصمّام الذي يسيل عبره الإرهاب فقط عندما يأمره الغرب بذلك, بدأ مؤخراً يبتز القوى الكبرى علناً و يحاول الضغط عليها ملوّحاً بالوحش الذي يمسك بمفاتيح قفصه, و هو ما لا لم يعد مقبولاً بالنسبة لواشنطن قبل موسكو, فواشنطن لا تطيق العبيد الذين يتحركون بلا أمر, حتى و إن كان تحركهم يصب في مصلحتها, فما أن تحين الفرصة حتى تقوم باستبدالهم بعبيد أكثر التزاماً و طاعة! و لنا في النظام القطري أكبر مثال.
فكلا النظامين فشلا في تنفيذ أوامر واشنطن التي قضت بتدمير الدولة السورية و تفكيكها بعيداً عن أي تدخل عسكري أمريكي مباشر( لا لأن واشنطن غير راغبة بالتدخل, بل لأنها غير قادرة على تحمل تبعاته) ثم حاولا إثبات أن بقاءهما ضروري لمصالح الولايات المتحدة بالعزف المنفرد خارج الجوقة .و النموذج القطري الذي أزيح فيه حمد بن خليفة و ولّي ابنه الحكم ( و ليس حمد بن جاسم! ) سيطبق على جميع ممالك الخليج و إماراتها استجابة لرؤية ( العم سام ) المتعلقة بإحدى أهم مناطق نفوذه في العالم, وبحسب التسريبات التي تصل من واشنطن فلن تستثنى منه السعودية, لكن هل سيستسيغ أمراء الحقبة الجوراسية في السعودية أن يتولى الحكم بعد موت ( الملك العقرب ) أمير من الجيل الرابع أو الخامس؟ قطعاً لا, الأمر الذي سيتبعه تصدعات و انشقاقات و ربما خروج مناطق بأكملها عن سلطة الرياض, المريح في المسألة هو أنه حتى لو فرض العجائز رغبتهم في تعيين الملك الجديد, لن يسكت جيل الأمراء الشباب الذي بدأ لعابه يسيل طمعاً بعد أن بلغت مسامعه ذات التسريبات من لانغلي, و النتيجة هي ذاتها!
(5)- الوفود الدبلوماسية تتقاطر صوب دمشق, لتهنئة الرئيس المنتخب و لفتح صفحة جديدة مع زعيم المنطقة بلا منازع..السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.
* لن يكون هذا نهاية الصراع, فالاتفاقات و التسويات وضعت بناءً على نتيجة معركة من معارك حرب طويلة الأمد, معركة انتصرت فيها سورية بتضحيات شعبها و بسالة جيشها و حكمة قائدها و صمودهم,و أفضت إلى هزيمة الغرب و أعوانه و قبولهم بشروط التسوية المطلوبة لكن إلى حين تبدأ جولة أخرى من جولات الصراع, و لا أجد هنا ما هو أكثر تعبيراً مما يخطّه أبطال الجيش العربي السوري على الجدران كلّما حرروا منطقة جديدة ( و إن عدتم عدنا)!.ختاماً يا أعزائي نقول ما قاله الشاعر الكبير أبو تمام:
الـسَيفُ أَصـدَقُ أَنـباءً مِنَ الكُتُبِ فـي حَـدِّهِ الـحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ
بـيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في مُـتونِهِنَّ جَـلاءُ الـشَكِّ وَالـرِيَبِ
وَالـعِلمُ فـي شُـهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً بَـينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ
سن تسو السوريShare on facebooShare on twitterShare on emailShare on print