جعبة السيّد ملأى.. والمفاجآت لم يحن أوانها
معن حمية – صحيفة البناء
كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حفل تأبين القائد المقاوم حسان اللقيس جاءت زاخرة بالمواقف الحاسمة وانطوت على رسائل غير مشفّرة للقريب والبعيد فحواها أنّ المقاومة متمسكة بثوابتها وخياراتها لا تضعف بحملة مشبوهة من هنا واغتيال يستهدف قادتها من هناك.
وحرص السيد نصرالله في حضرة الشهداء العظماء أن يضع خارطة طريق عنوانها: هذا نحن.. وهذا اتجاهنا.. لن نغادر ساح المقاومة.. ومدى هذه الساح حيث يوجد خطر يتهدّد المصير والوجود.
وعلى أهمية المواقف التي أطلقها السيد نصرالله وقوّتها إلا أنّ ما قاله ليس كلّ ما في الجعبة فجعبته ملأى بالمفاجآت ومسلسل المفاجآت ينتظر مواجهات كبيرة على غرار مواجهات حرب تموز 2006 ضدّ العدو الصهيوني ومباغتة «ساعر» وأخواتها وإرسال الصواريخ إلى ما بعد بعد حيفا. وهذا ما أشّار اليه السيد نصرالله بوضوح بالغ حين آثر التأكيد أنّ حربنا هي مع العدو الصهيوني.
في كلمته بدا السيد نصرالله على غرار كلّ إطلالاته ممسِكاً بناصية الملفات بدقة متناهية فهو لا يخطئ البوصلة يُقارب الوضع في لبنان من زاوية المصلحة اللبنانية ويعلن صراحة أنّ المصلحة الوطنية تقتضي تشكيل حكومة وحدة لا حكومة حياد لأنّ الحياد خداع وتقتضي إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده من دون أيّ تأخير وصوْن الاستقرار وحماية السلم الأهلي وأنّ ما هو ضدّ مصلحة لبنان واللبنانيين ما يحضّر من مشروع فتنة تدفع عليه وإليه إحدى دول الأقليم أي السعودية التي ترى نفسها الخاسر الأكبر بعدما فشلت في الرهان على إسقاط الدولة السورية.
لقد أبدى السيد قلقاً من خطورة دفع لبنان إلى الفتنة وهو قلق مشروع مردّه إزدياد منسوب التحريض الطائفي والمذهبي وأعمال الإرهاب التي حصلت في أكثر من منطقة واستهدفت الجيش اللبناني أيضاً.. وبروز التطرف الذي وجد في بعض البيئات السياسية حاضنة له وهنا تأتي إشارة السيد نصرالله إلى ما تضمّنه إعلان طرابلس حول «غلاة الشيعة» الذي أصدرته قوى 14 آذار إدانة موثقة لهذا الفريق السياسي الذي يستخدم اسلحة التحريض الطائفي والمذهبي ضدّ الآخر.
على اية حال ورغم المضمون القوي لكلمة السيد وتحذيره من مغبة تورط الصغار في اللعب مع المقاومة إلا أنه أبقى الباب مفتوحاً أمام الأفرقاء السياسيين في لبنان علّ وعسى أن يتحسّس هؤلاء خطورة المرحلة ويعملوا بما يصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين.
هذا نحن وهذه مصلحة لبنان قال السيد نصرالله لغلاة 14 آذار وكلّ المحور الذي يدعم هذا الفريق ويدعم قوى الإرهاب والتطرف. كما أنه قطع الطريق على كلّ الذين يقيمون الحدّ عليه لأنه موجود في سورية فالوجود في سورية هو وجود مصيري للمقاومة والمقاومة خط أحمر. وفي ضوء التحولات في المنطقة لا يبدو أننا نحتاج إلى اعلان النفير العام.
باختصار تؤشر كلمة السيد نصرالله إلى أنّ المقاومة وقواها في لبنان سيكون تعاطيها أكثر مباشرة حيال مواقف الآخرين التحريضية وهذا اتجاه ربما يفيد فيتلمّس البعض في لبنان مصلحة بلدهم ويدرك بعض العرب أنهم لن يستطيعوا أن يعوّضوا في لبنان خسارتهم في سورية.
[size]
- See more at: http://alkhabarpress.com/%d8%ac%d8%b9%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%91%d8%af-%d9%85%d9%84%d8%a3%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d8%a7%d8%ac%d8%a2%d8%aa-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d8%ad%d9%86-%d8%a3%d9%88%d8%a7%d9%86/#sthash.4NZtMvMM.dpuf[/size]