هيثم مناع : ماهو دور الجماعات الإسلامية المتطرفة في الأحداث السورية؟

في صفوف المعارضة السورية في الخارج لا الداخل، هناك اليوم من يخرج في الإعلام ليحذر من يسمى "أسلمة الثورة" ومن المقاتلين الأجانب الذين يأتون من مختلف دول العالم للمشاركة في القتال الدائر على الأراضي السورية، ..فما هي حقيقة هذا الواقع على الأرض؟



المجموعات المتطرفة "هاجس" داخل المعارضة السورية
يُعتبر المعارض السوري البارز هيثم مناع من أول المحذرين بشكل واضح من هذا الخطر، من خلال حديثه قبل أيام قليلة عن أن "الجيش السوري بات يدافع اليوم عن ابن حلب المعتدل والمسيحي والكردي بوجه الشيشاني الذي يتنصب لإمارة إسلامية في سوريا، الآن للقيادة قضية حماية البلد من التدخل الخارجي العشوائي والمتطرف والمذهبي". ويشير مناع، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ خبيرا عسكريا مختصا في الشأن التركي أكد له أن السلطات التركية قادرة على منع دخول المقاتلين المتطرفين إلى الأراضي السورية باعتبار أنّ تركيا دولة قوية لها خبرة في هذا المجال من خلال حربها مع "حزب العمال الكردستاني"، ويعتبر أن هذا الأمر يشكل دليلاً على أن دخول هؤلاء يتم بموافقة السلطات التركية وتحت إدارتها.
ويلفت مناع إلى أن في سوريا اليوم مقاتلين أجانب يحملون أيديولوجية تكفيرية، بحيث يعتبرون أنفسهم "الفرقة الناجية" فقط والباقون يجب قتلهم، ويشير إلى أن حرب هؤلاء مذهبية، وليست ضد الدكتاتورية أو من أجل الديمقراطية لأنهم لا يريدون قيام دولة ديمقراطية علمانية، ويرى أن هؤلاء يقاتلون الرئيس السوري بشار الأسد بسبب دينه، ويعتبرهم أكبر خدمة قدمت إلى السلطات السورية بحسب تعبيره.
ويعتبر مناع أن هذه التصرفات حولت ما اسماها " الثورة" السورية الشعبية إلى ظلامية، ويرفض القول بأن هذه الظاهرة ليست كبيرة ولا تشكل خطراً على المجتمع السوري، ويذكر بأن 18 شخصاً في الحادي عشر من أيلول إستطاعوا تغيير إنطلاقة القرن الحادي والعشرين، ويرى أن "الإرهاب ليس قضية تقوم على الكم بل على النوع والفعل"، ويشير إلى أن "إغتيال مجموعة على أساس عرقي أو مذهبي قد يؤدي إلى نتائج خطيرة جداً".
ويرى مناع أن الأسباب وراء بروز هذه الظاهرة، التي يشدد على أنها غريبة عن المجتمع السوري، ..بالإضافة إلى الدول التي حولت صراعها مع الرئيس بشار الأسد من سياسي إلى شخصي، وإلى القوى الإسلامية التي تريد الوصول إلى السلطة بأي شكل من الأشكال، ويعتبر أن هؤلاء عملوا على "أسلمة" الثورة المدنية التي تتكون من إتجاهات سياسية متنوعة.
ويعتبر مناع أن حركة "الإخوان المسلمين" ومن معهم فيما يسمى المجلس الوطني السوري من إسلاميين جدد وعلمانيين على علم بهذه الظاهرة، لكنهم يصمتون عنها، ويرى أن هذه الظاهرة قد يكون وجودها من مصلحة الحركة لكي تكون في المستقبل هي البديل عنها، ويضيف: "عندها سيكون الأعور بين العميان دحّة".
سورية الان - النشره