سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: بالصور .. القلمون .. معركة الانتصار النوعي الأحد ديسمبر 22, 2013 2:51 am | |
|
بالصور .. القلمون .. معركة الانتصار النوعي
برغم الخطة العسكرية الواضحة لدعم المجموعات المتطرفة في سوريا من قبل دول سبق أن أوضحت التصاريح الرسمية من هي ولعل تصريح الجعفري كان أوضحها مؤخراً , إن لم يكن جازماً لجهة حسم الأمور السياسية وفق قاعدة اتهامات باتت واضحة بعدما التقت مع تصريحات مسؤولي الداخل السوري بأن السعودية تقف مباشرةً وراء ما حصل في عدرا .
التصريحات كلها التي تتوافق مع المعطيات الميدانية على أرض الصراع في سوريا , وتوضح بأن المعركة في الداخل تنفذها أدوات تعمل وفق اجندات خارجية , تستهدف بالدرجة الأولى القرار المقاوم في المنطقة , معركة القلمون بين مد وجزر وقعت ولوقوعها من حيث الزمان والمكان أثر كبير في تحليل القادم من معطيات التوزع العسكري ما بين الكتائب المعارضة والجيش السوري مدعوماً برديفه ” الدفاع الوطني ” .
إذن هي معركة كبرى كما وصفها القائمون عليها وكما كانت فعلاً على الأرض بما لا يدع مجالاً للشك بأنها معركة المنطقة التي تعول عليها الدول الداعمة للتطرف , يبدو جلياً وفق مفاهيم العلم العسكري أن عدد ضحايا الجيش خلال معاركه التي استمرت نحو اسبوعين كان أقل من عشرة.
إذن هي معركة صبت في مصلحة الجيش وفق كل القراءات , في شهري نوفمبر واكتوبر الماضيين تسلل الصراع إلى قرى جنوب شرق حمص في خط الإمداد الأول لحواجز الجيش في البادية السورية وتحديداً صدد ومهين والحفر والحدث وحوارين , القرى التي استعادها الجيش السوري مع الدفاع الوطني بعمليات اتسمت بالدقة العسكرية وفق تقدم أحرزه الكم البشري المقاتل مدعوماً بسلاح الطيران الذي لعب الدور الفصل إلى جانب التمهيد المدفعي الطويل , كل ذلك خلال دخول المسلحين إلى مستودعات مهين – ثاني أكبر متسودعات السلاح في سوريا – .
تقارير استخباراتية آنذاك أشارت أن هدف سيطرة المسلحين على المستودعات هو نقلها إلى القلمون وتسليح آلاف المقاتلين هناك , ليصبح عصياً على الجيش دخول المنطقة , فبادر الجيش إلى استعادة المستودعات وابطل مخطط الطرف المعارض , فأرادها معركة ً تبدأ من البادية لتنتهي في سلسلة جبال القلمون جزئياً , نجح الجيش في السيطرة على المستودعات والقرية وانشغلت عدسات الاعلام في نقل الصور الأولى من المنطقة , وفي التزامن تماماً مع عرض ما التقطته عدسات الاعلام في مهين , كان الخبر القادم من المنطقة بمثابة المفاجئة – الجيش سيطر على قارة – وقارة هي مدخل الجيش إلى القلمون كما اتضح لاحقاً , سيطر على القرية التي تتوسط النصف الأول من طريق حمص – دمشق الدولي , دون مواجهات تذكر بعد أن عمد مسلحوها إلى الهرب باتجاه عرسال اللبنانية ويبرود والنبك ومناطق أخرى , وبالتزامن ارتكب المسلحون خطأً تكتيكياً وهو دخولهم إلى دير عطية – التي تعرف بعاصمة الريف – وبدؤوا معاركهم هناك , المعارك التي لم تكن بصالحهم بسبب انعدام البيئة الحاضنة للسلاح , فكان دخول القوات السورية إليها يسيراً خلال أيام المعركة الخمس , لتبدأ بعدها معركة تطهير البساتين المؤدية إلى النبك النقطة التالية في معركة القلمون , هناك بلغت المواجهات ذروتها وسجل مقتل العشرات من المسلحين من جنسيات غير سورية وأغلبها خليجي .
مع نهاية تطهير البساتين كانت الأمطار قد أغرقت المنطقة ما جعل سيناريو القادم أكثر تصوراً عما هو قبلها , فالعواصف تغلق الطرقات الجبلية وتسهل حركة القوات المنتشرة في السهول , بدأت معركة النبك في الأول من ديسمبر بتمهيد مدفعي استهدف غرف عمليات للمسلحين هناك , قبل أن تنسحب الكتائب المتطرفة وعلى رأسها جبهة النصرة في اليوم الثاني من الهجوم , ما مكن الدفاع الوطني من الدخول إلى الحي الشمالي وانقاذ ما استطاع من المدنيين وسحب الباقيين من خطوط التماس الأولى , بدأ الجيش انتشاره البري ليسد المنافذ على وقع نداءات للتسوية أطلقها مسلحو ” الجيش الحر ” من الداخل , الأمر المرفوض ففي مرحلة التقدم العسكري لا مكان للتراجع – بحسب مصدر عسكري – , دخل الجيش النبك من جهة الاوتستراد الدولي مستفيداً من سيطرته على الحي الشمالي عسكرياً والحيين الغربي – المحاذي للطريق الدولي – والشرقي – باتجاه الناصرية – نارياً , ليتمكن من عزل الحي الجنوبي تحت وابل من نار السلاح ويحاصر من تبقى هناك من المسلحين ما أدى لمقتل العشرات منهم والقاء القبض على آخرين أحياء , معلناً انتهاء معاركه واعلان السيطرة على النبك بشكل كامل في الثامن من ديسمبر المنصرم لهذا العام .
اتم الجيش سيطرته على نقاط التحول الأساسي ( قارة – دير عطية – النبك ) وفتح الطريق الدولي الذي أغلق لعدة أيام متواصلة , كان من المفترض أن تستمر العملية لتصل حتى يبرود , ولكنها توقفت لعدة أسباب لعلّ الكثافة السكانية في يبرود إحداها , ولعل ملف مفاوضات يجري هناك بحسب ما أفادت به مصادر اعلامية سبب آخر , إضافة لملف الراهبات المخطوفات , لا شيء واضح حتى الساعة إلا أن الأيام القادمة ستكون كفيلةً بايضاح المراحل القادمة , لا سيما أن المعركة هناك انتهت إلى غير رجعة لتنهي معها رهاناً كبيراً كانت قد طرحته زعامات عربية راهنت على اخضاع السلطة السورية قبل جنيف ٢ – إن كان – , المعركة التي تحدثت مصادر معارضة عنها بأن حشد المسلحين للمعركة وصل إلى أكثر من ٢٠ ألفاً في المنطقة وبأن الجيش حشد ذات العدد تقريباً لخوض معركته , ليوضح الميدان أنها لم تحتج لربع ذلك العدد , وبالخسائر الأقل لتستحق المعركة هناك اسم ” معركة الانتصار النوعي ” .
| |
|