باسم ياخور عندما يعلن انشقاقه

باسم ياخور عندما يعلن انشقاقه

أحمد الحباسى تونس

باسم ياخور عندما يعلن انشقاقه Mepanorama172331

صحيح أن محطة الجزيرة لها من الإمكانيات المادية و اللوجيستية ما يجعلها قادرة على تنفيذ المؤامرة الإعلامية على سوريا و على جميع الدول العربية ، صحيح أن المحطة تشبه في قدرتها تلك القوة العسكرية الأمريكية الضاربة ، صحيح أن ما سخرته القناة من محللين من كل الجنسيات متابعين للشأن السوري بالأساس يعادل ما سخرته بعض القنوات الصهيونية الغربية لمتابعة ما يحصل في سوريا ، صحيح أيضا ، أن القناة القطرية بالاسم الصهيونية بالفعل قد مارست الحرب النفسية بأدوات عربية و غربية مختلفة و كان لها السبق بالمفهوم الهجين للكلمة طبعا في افتعال “أخبار عاجلة ” زائفة ، و في كشف حالات سمتها ” بالانشقاق” تضخيما تبين للعارفين أنها مجرد فرقعات في الماء ، صحيح أخيرا أن ” حصاد ” الجزيرة لم يكن بقدر “البذر ” و جاءت استطلاعات الرأي حول أداء الجزيرة معبرة تماما عن سقوطها الفاجع من نسبة المشاهدة في العالم العربي و خروجها من المولد السوري بلا…حمص.
رغم الإمكانيات المالية الخيالية و الأدوات الإعلامية البشرية المسخرة و الإمكانيات اللوجيستية الفنية القادرة على صنع الفوتوشوب باستعمال صور من حروب “أخرى” لإسقاطها على المشهد السوري ، و رغم ميل المحطة للمبالغة في الأرقام و في تصوير الأحداث و القفز على الحقائق و الابتعاد عن الموضوعية المهنية ، فقد جاءت “انفرادات” الجزيرة و حصرياتها فاقدة للطعم و غير مؤدية للنتيجة المرجوة من تلك الفبركات المسمومة لسبب بسيط أن الجزيرة هذه المرة قد تعرضت بالسوء المقصود إلى قلعة من أهم قلاع المقاومة في الوطن العربي يحمل لها الوجدان العربي ، رغم اعتراضه المكبوت أو المعلن على بعض تصرفات النظام الخارجة عن السياق الشعبي السوري ، كل التقدير ، فهذا الوجدان لا يهمه رحيل حسنى مبارك أو زين العابدين بن على ، لان هؤلاء أعوان مخابرات و طابور خامس صهيوني مدسوس في الجسد العربي ، بقدر ما يهمه أن لا تتعرض المقاومة العربية في معناها الشامل و سوريا في معناها كمثال يختزل طموحات الشعب العربي إلى مؤامرة بالذات إذا كانت تنفذها أصابع خليجية قذرة.
من “حصريات” محطة الجزيرة ما نقل عن حالات هروب ضخمتها لتصبح حالات انشقاق مع أن اللغة العربية ذاتها تضع موازين مغايرة لتفسير كلمة هروب و كلمة انشقاق ، و من حصريات المحطة القطرية الصهيونية أنها عاندت المنطق في أحيان كثيرة عندما تحدثت أن هروب الخائن رياض حجاب مثلا هو ضربة قاصمة للنظام تبين لاحقا أن ذلك الهروب القبيح بقدر ما زاد من ثقة الجيش السوري ليصنع انتصارات إعجازية متواصلة بقدر ما أضعف ما تبقى من ثقة متابعي القناة في طبق المحطة الإخباري لينعكس لاحقا على هبوط و انتكاسة مشهودة لنسبة المشاهدة في حركة تعبير عن النفور لم يسبق أن تعرضت لها قناة إخبارية بمثل قوة الجزيرة في العالم ، و كما فعلت محطة الجزيرة ، كان هناك “إعلام” خليجي آخر يقوم بنفس المهمة القذرة و في نفس الاتجاه ، كل ذلك للحصول على “انفراد” بحالة هروب أو تعبير معارض ضد النظام السوري لمجرد “الاشتغال” عليه و صنع المستحيل ليصبح بمثابة انتصار عسكري لم تستطع كل “القوات” الجهادية الإرهابية السعودية التفكير و المنهج من تحقيقه .
الفنان باسم ياخور ، فنان سوري له شعبية في الوطن العربي ، له كغيره الحق في انتقاد النظام السوري بالطول و العرض ، و مهما كانت قسوة التعبير ، و هذا لم يحصل ، فهو فنان يعلم أوجاع الوطن ، و التعبير الصادق ، خلق لينقل من المواطن السوري بالأساس تلك الأوجاع ليضعها في “يد” النظام حتى يجد لها الحلول ، لكن وسائل الإعلام الخليجية الصهيونية المذهب تبحث عن ربع حرف أو همسة تعبير لتصنع منها قنبلة” اعلامية ” فاسدة تضلل الحقيقة و تدفع المتابع العربي إلى الشك و الغيض من هذا الفنان ، ذلك ما تم بالفعل ، ذلك ما سعت إليه ” قنوات صيد الفاحشة الإعلامية ، و حصلت الفبركة و النقل المضلل ، لكن الممثل السوري قطع الشك باليقين ، ليعلن موقفه الثابت من النظام ، ليقول انه لم يغير موقفه في حب بلده و انتماءه لشعبها في مواجهة المعركة الإرهابية التي يعلم الجميع أن الخليج هو من يمولها و أن الأنظمة الخليجية الفاسدة هي من تقوم عليها ، الأهم ، وصف الفنان إعلام العار الخليجي بتجار الإعلام و المتفلسفين الذين يروجون لخبر انشقاقه أو تغير موقفه معتمدين تشويه كلامه كعادتهم بشكل متعمد ، الأهم على لسان الفنان …” علمي الوطني يرفرف في سماء ساحة الأمويين في دمشق، ورئاستي الشرعية تقيم في المهاجرين وليس في فنادق اسطنبول، وتحيتي العسكرية هي للجيش العربي السوري وليس لمليشيات من المغول تمطر دمشق وحلب والمدن السورية بقذائف الهاون، وتفجر أينما استطاعت وتحرق الأديرة والكنائس وتخطف رجال الدين وتنهب وتسلب وتقتل، رافعة شعار القاعدة .. ” هذه هي سوريا ، هذا هو الفنان السوري ، و هذا هو الانشقاق لصالح الوطن السوري ، أفلا يستحون ، أفلا يستحون ، أفلا يستحون ؟ …

» بماذا علق باسم ياخور حول منعه من دخول سوريا؟
» الفنان السوري باسم ياخور: سأعود إلى سوريا لأنتخب الرئيس الأسد
» بالفيديو.. باسم ياخور: أنا مع الدولة السورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد
» العاهل السعودي عندما يقطع اجازته ومرسي عندما يعلن القطيعة...عبد الباري عطوان
» ماذا عندما يعلن الإتفاق ؟ - كتب ناصر قنديل