تأكل من طعامهم وتلبس من ثيابهم.. بالصور: «الخبر برس» في ضيافة رجال الله
الخبر برس – لبنان
عندما تتحدث عن مجاهدي المقاومة الاسلامية في لبنان، تتواضع الأقلام ويجف مدادها خجلاً أمام صبرهم وإيمانهم وإرادتهم الصلبة، هم المرابطون على الثغور في كل الساحات والجبهات، الصابرون على الاذى وعلى الصعاب، الذين يتحدون كل الظروف من أجل حماية وطنهم، هم الساهرون في الليل المثابرون في النهار من أجل حمايتنا عندما ننام وعندما نذهب إلى معايشنا.
إنهم أصحاب القائم المهدي “عج” وقد أحاطوا بما في الخافقَين، فليس من شيءٍ إلاّ وهو مُطيع لهم، حتّى سِباع الأرض وسباع الطير، يطلب رضاهم في كلّ شيءٍ، فهم رهبان الليل ليوث النهار.
إنهم مجاهدو المقاومة الاسلامية، الذين كما وصفهم أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، “أهل الفضائل ومنطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع”. ملامحهم يفوح منها عبق الإيمان والتقوى والولاية والجهاد والتضحية والإيثار واليقين من النصر بتحقيق إحدى الحسنيين، اما النصر واما الشهادة، همهم الوحيد الدفاع عن وطنهم في مواجهة “اسرائيل” وكل من يكون في مشروعها، وكل من يتربص اللبنانيين بشر.
من يرى كيف يعيشون في الثغور، كيف ينامون متيقظين من عدو غدار، كيف يرابطون ويسهرون الليل حتى في البرد القارس ليحرسون وطنهم، وكيف يحضرون طعامهم المتواضع الذي يأكلونه وهم سعداء برزق الله، لا يهمهم مظاهر الدنيا وهمومها، يعرف أنهم مجاهدين اعاروا جماجمهم لله الواحد الجبار، لا يخافون غيره، فهم البكائون في الليل من خشية الله، العابدون الذين لا يملون ولا يكلون من طلب مرضاة الله، رهنوا حياتهم دفاعاً عن امتهم لا يبتغون من وراء ذلك الا مرضاة الواحد القهار.
لذلك، كان لـ”الخبر برس” شرف زيارة المجاهدين، في احدى محاور المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، شرف الزيارة والجلوس مع الاطهار، وقضاء بعض من الوقت معهم نتعرف على عيشتهم وحياتهم في الثغور وبعض أعمالهم، نأكل من طعامهم ونلبس ملابسهم ونرى معداتهم ونقف على جهوزيتهم فنطئمن أن شعبنا ووطنا في امان مع هؤلاء المضحين.
وصلنا الى نقطة الالتقاء، وجدنا الاحباء ينتظروننا، كان الترحيب بافضل ما يكون وكأننا اخوتهم، “تفضلوا تفضلوا” اهلا وسهلاً ومن ثم تناول كوب من الشاي على طاولة خشبية من صنع (الشباب) بجانب الصوبية نتيجة الصقيع، وبدأ التعرف على المكان، غرف النوم والجلوس والعمل والخارج، حيث المكان جداً متواضع اكثر مما نتصور ولا يمكننا ان نعيش فيه في حياتنا اليومية، وبعدها جلسنا نتحدث فسألنا عن التلفاز لكي نشاهد “الاخبار”، فكان الجواب لا تلفاز هنا نسمع الاخبار على الراديو، فلا نحبذ الالتهاء بالتلفاز فالوقت لا يساع الا للعمل والبعادة.
خرجنا لمشاهدة ما أرادوا لنا أن نشاهده، وكان الوقت يمر بسرعة وكأننا في مكان خارج هذا الكون الصغير، وفعلاً عندما ترى هؤلاء تعرف ان الكون صغير وهم يعيشون في كونهم الاكبر وحياتهم الاخرى التي تختلف عن حياتنا الدنيوية، وبعدها تم اصطحابنا مجدداً لتناول الغداء الذي اعده المجاهدون انفسهم، الرز والفاصولياء وكنا لأول مرة نأكل بهذه الشهية، حيث لم نذق من قبل الذ من هذه الفاصولياء، وعندما سـألنا عن السر قال احدهم ان الاخ (حيدر) طبخها ومن المؤكد ستكون بهذه الطعم الطيب فهو دائماً على وضوء ويسبح لله باستمرار.
وكان لافتاً كيف يتعامل المجاهدين مع بعضهم البعض، فهم فعلاً كأنهم اخوة من اب وام واحدة، فلا تفريق بينهم، الاحترام والحب والرحمة هم الاساس في هذا التعامل بين الافراد، وللأسف كان الوقت يمر باقصى سرعة، ولم نشبع من الجلوس مع المجاهدين، الا اننا خرجنا بنتائج اهمها:
ـ المقاومة دائماً على استعداد لمواجهة العدو.
ـ واجب المقاومة حماية اهلها ومجاهدوها جاهزون دائماً.
ـ مجاهدو المقاومة عينهم على العدو فقط لا يشغلهم شيء اخر.
ـ “اسرائيل” ستمنى بهزيمة نكراء في اي حرب قادمة.
يبقى أن نقول أن مقاومة عاهدت ربها وشعبها وقائدها بكل عزيمة وايمان لا يمكنها الا تحقيق النصر.
[/size]