هل سيبقى العرب في الجانب الخطأ من التاريخ؟! ...نبيل حافظ حسن

هل سيبقى العرب في الجانب الخطأ من التاريخ؟! ...نبيل حافظ حسن

في ظل ما يشهده وطننا العربي من أحداث مفجعة، يقف المرء مذهولاً أمام ذلك المشهد الذي يجتاح عالمنا العربي.. لدرجة أننا نكاد لا نصدق أن ما يجري هو حقيقة أم خيال!! مشهد مأساوي.. وخراب ممنهج.. قتل وسفك للدماء يعم أرجاء أمتنا العربية.
هل سيبقى العرب في الجانب الخطأ من التاريخ؟! ...نبيل حافظ حسن Oi8vc3lyaWFub3cuc3kvYXJjaGl2ZS9hcnRpY2xlcy9uMTM4NjQwNDcxNS5qcGc%3D

حيال هذا المشهد غير المسبوق وفي لحظة تأمل سرعان ما تتبادر إلى الذهن تساؤلات (محقة ومحيرة) في آن معاً، لاسيما عندما يدرك المرء أن كل شعوب الأرض لديها ما تعتز وتفتخر به، فعلى سبيل المثال لا الحصر الفيتناميون مازالوا يفتخرون ويعتزون حتى يومنا هذا بأنهم دحروا الولايات المتحدة الأميركية (القوة الأعظم في العالم آنذاك) واتحدوا في دولة واحدة بعد أن كانوا فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية.
أيضاً اليابانيون يفتخرون بأنهم خرجوا من تحت ركام هيروشيما وناغازاكي واستطاعوا أن ينهضوا ببلدهم ليصبحوا بمصاف الشعوب المتقدمة تكنولوجياً، كذلك الأمر الصينيون يفتخرون ويعتزون لأنهم أصبحوا قوة اقتصادية عالمية، فالعديد من دول العالم أدركوا حاضرهم ومستقبلهم بمزيد من الانجازات.
في الوقت ذاته نرى حالة من الضياع والهوان تسود عالمنا العربي وكأن المعنيين في الشأن العربي لا علاقة لهم بما يجري لا من قريب ولا من بعيد، سوى إمداد العصابات المسلحة بالمال والسلاح حاملين معهم من دون حياء مهمة تنفيذ المشروع الأميركي؟!
السؤال الذي يطرح نفسه نحن العرب بماذا نفتخر؟!! ما هي مكانتنا وما هو موقعنا بين الشعوب؟! أين نحن وشعبنا العربي يقتل؟! أسئلة محيرة ومؤلمة تدور في ذهن كل واحد منا، هل نفتخر ونعتز بانقساماتنا وتشرذمنا بتلك الطريقة المخزية لنصبح عبارة عن إمارات وممالك صغيرة متناحرة لا وزن لها بين الأمم؟!!
هل نفتخر في تآمر بعضنا على البعض الآخر؟!! أم نفتخر في قدرتنا الفائقة بطعن بعضنا للبعض الآخر.. هل نفتخر بأننا أكثر شعوب الأرض تعرضاً للخيبة والذل؟!
أم نفتخر في قدراتنا الفائقة على التلون كالحرباء نغير مواقعنا ومواقفنا بطريقة عجيبة غريبة.
هل نفتخر بأننا أكثر الشعوب انهزاماً وخنوعاً واستسلاماً.؟! أسئلة كثيرة تدمي القلوب وتذهب العقول لذلك الحال الذي أودى بمستقبل الأمة نحو حافة الهاوية والتهلكة بفعل فاعل قذر وخبيث، تلك الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس بدأت تتهاوى وتتآكل بطريقة بشعة لم يشهد لها العالم مثيلاً.
هذا الدمار والحريق الذي يجتاح أمتنا إلى متى والى أين؟! لقد أصبحتم ألعوبة وأضحوكة أمام شعوب العالم نتيجة أفعالكم التي لا تمت للعرب والعروبة بصلة، وذلك بعد أن تهتم في نزواتكم الفردية الرخيصة والضيقة الثروة والمال.
الثروة والمال أعمت بصركم وبصيرتكم لتصبح القيم والأخلاق بالنسبة لكم مجرد (موضة قديمة) في كل الأحوال نحن في سورية لم نعرف الغدر أو الخيانة في يوم من الأيام، كنا ومازلنا صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين، فكم من مرة نبهنا لأخطار محدقة بنا جميعاً في حال بقينا تائهين ومشتتين في سراديب الحلول وأنصاف الحلول.. وكم من مرة نبهنا إلى تلك العواقب الوخيمة التي ستطولنا جميعاً من دون استثناء أحد فينا بسبب انقسامنا وتناحرنا.
القاصي والداني بات يدرك أن سورية بذلت كل ما لديها من إمكانات وخبرات ونصائح لتجاوز ما كنا عليه من ضعف وهوان من دون أن نلقى آذاناً مصغية (اللهم ما عدا شرفاء هذه الأمة الذين يقفون اليوم بعزم ورجولة إلى جانب سورية) بل جوبهنا بطريقة قذرة.
من كنا نعدهم إخوة وأصدقاء غدروا بنا ووقفوا إلى جانب أعداء الأمة بعد أن تعهدوا بأن يمولوا إرهابيي العصابات المسلحة بهدف ضرب سورية وتفتيتها لكن شرفاء الأمة وعلى امتداد الساحة العربية يقفون بثبات وثقة أكثر من أي وقت مضى إلى جانب الموقف السوري الشجاع الذي أذهل العالم.
سورية كانت ومازالت تطمح بل تتمنى أن نكون أمة عربية واحدة نعتز ونفتخر بقوتها ومكانتها بين الشعوب، السوريون كل السوريون يتساءلون أين أنتم يا عربان الخزي والعار؟! الشعب العربي يقتل ويذبح.. هذا هو لسان حال السوريين وكل شرفاء الأمة العربية..
هل سيبقى العرب في الجانب الخطأ من التاريخ؟! هذا السؤال سيبقى شغلنا الشاغل إلى أن تعود الأمور إلى نصابها بهمة شرفاء الأمة على امتداد الساحة العربية."تشرين"

» تصفية ضباط الارتباط..”الخطأ في المخابرات كالخطأ في المتفجرات: الخطأ الأول هو الخطأ الأخير”
» سوريا على الجانب الصحيح من التاريخ..بقلم : سيرغي لافروف
» ماذا سيسجل التاريخ في جبين العرب؟ ...سهيل بن ناصر النهدي
» بين الخطأ والصواب ...رشح أم إنفلونزا؟ .
» الخارجية السورية: دمشق تطلب وضع حد للعنف من "الجانب الآخر" قبل وقف للنار أحادي الجانب