الباحث الإستراتيجي والخبير بشؤون الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد صادق الحسيني في حواره على قناة توب نيوز الفضائية
الحسيني :
- ما حصل في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني هو" صلح الحديبية ممهداً لفتح مكة "وفتح مكة هو إزالة إسرائيل، ولن نقايض بهذه المحطات الدبلوماسية على أصدقائنا بالعراق وسوريا و لبنان و فلسطين.
- بوتين اتصل بالملك عبدالله بن عبد العزير و قال له " ليس بوتين رئيس روسيا يكلامك الآن بل باسم العالم أجمع وعليكم أن تحضروا مؤتمر جنيف 2 أو سيكون لنا معكم شأن آخر".
- جنيف 2 لن يعد له معنى إذا ما أنجز الجيش السوري تطهير البلاد من القلمون إلى الغوطة الشرقية و الغربية إلى درعا وصولا إلى حلب.
- الجيش السوري و خلال 48 ساعة حتى 72 كحد أقصى سيطهر منطقة القلمون بالكامل.
- أنا متخوف من أن يتحول لبنان إلى ساحة اغتيالات لشخصيات من المقاومة
بدأ الحسيني حديثه بالإشارة إلى الانفتاح الذي تعيشه طهران على المستوى الإقليمي والعالمي بالقول" ما حصل في الأشهر الأخيرة هو تظهير لمعركةٍ عمرها سنوات خاصة في السنوات الثلاثة الأخيرة التي قرر فيها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الهجوم على قلب محور المقاومة وهي الجمهورية العربية السورية
والآن هذه المعركة تحسم نتيجتها لصالح محور المقاومة بعد نجاح هذا المحور في التصدي لكل المشاريع المراد تنفيذها من قبلهم تحديداً على أبواب دمشق . ونوه الحسيني قائلاً " عدونا الآن غير قادر على أن يخوض حروباً جدية بعد هزيمته في أفغانستان والعراق و انكسار شوكته على أبواب دمشق ، وهذا ما ساعد إيران وحزب الله كحلفاء لسوريا أن يصعدا إلى مستوى لاعبين دوليين كقوى عظمى
و أشار الحسيني أن أوباما اتصل أكثر من 5 مرات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مع الرئيس روحاني طالباً منه صورة مصافحة مشتركة على الأقل ، والرئيس روحاني لم يقبل آنذاك ما يشير على قناعة الولايات المتحدة لأهمية إيران كدولة إقليمية مؤثرة و لابد من التفاوض معها ، وآنذاك تم الاتفاق بين الرئيس روحاني و الرئيس أوباما على أغلب ملفات المنطقة بما فيها الملف النووي الإيراني.
كما أشار الحسيني أن ما تم الاتفاق عليه مؤخراً بجنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني هو ذات المشروع الذي قدمته إيران عام 2003 ولم تقبل به الولايات المتحدة آنذاك جراء مكابرتها لكن الآن عندما مرغ رأسها بالتراب على أبواب دمشق عشية العدوان الذي لم تستطيع أن تقدم عليه أمام "العصا الغليظة" الإيرانية والدبلوماسية السورية الحكيمة وصمت رهيب من حزب الله حيث كان ممكن أن يرد بأي لحظة فهذا التناغم الثلاثي هو ما دفع أوباما أن يلغي هذا العدوان الذي يتضح الدفع الإسرائيلي و السعودي بقيادة بندر بن سلطان وليس الملك عبدا لله لهذه الحرب آنذاك.
وعن سبب إخلاء مسؤولية الملك السعودي وتحميل كامل المسؤولية لبندر بن سلطان، قال الحسيني أن السبب هو أن الملك السعودي رجل ضعيف والسعودية دولة ليست صاحبة قرار مستقل إنما هي دولة تابعة للولايات المتحدة تقوم بدور وظيفي و هو تسهيل وصول النفط إلى الدول الأوربية بسعر بخس. ويضيف الحسيني أن هذا الملك الضعيف يتطلب أن يقوده مندوب سامي وأفضل مندوب سامي يعمل لصالح أمريكا هو بندر بن سلطان.
وعن سبب مفاوضة الجانب الأمريكي لطهران بهذه المرحلة قال الحسيني " هم يفاوضون إيران لأنهم يريدون الانسحاب من المنطقة و يريدون الذهاب الى الشرق الأدنى إلى الصين و روسيا لذا هم يريدون الإطمئنان على أمن إسرائيل قبل خروجهم، و من جهة أخرى لا يريدون التعبئة الروسية الصينية لهذا النفوذ بعد مغادرتهم
وعن علاقات إيران مع دول الجوار قال الحسيني من حق أي دولة في العالم أن تبني مصالح مشتركة مع دول آخرى وهذا ما تقوم به إيران مع الدول المجاورة لها ، مضيفاً أن إيران دولة تاريخية في المنطقة وليست دولة اصطناعية صنعت جراء اتفاقية ما ، و إيران بعد الثورة الإسلامية اتخذت قرار أن يكون القرار الإيراني في طهران وأن يكون القرار الإقليمي لدول المنطقة داخل عواصمها وغير تابع لعواصم الغرب . وهذا ما تسعى إليه إيران الآن
ونوه الحسيني أن ما حصل في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني هو صلح الحديبية ممهداً لفتح مكة على حد وصفه وفتح مكة هو إزالة إسرائيل مضيفاً أن الولايات المتحدة تساوي إسرائيل بالنسبة إلينا إذ لا يمكن أن نتفق معهم بمعنى الصلح الشامل ولن نقايض بهذه المحطات الدبلوماسية على أصدقائنا بالعراق وسوريا و لبنان و فلسطين قائلاً "هؤلاء كلهم ساهموا معنا بهذه المحطات وهذا النصر هو نصر مشترك لسوريا و المقاومة كما هو لإيران، لأن صمود سورية والمقاومة هو سبب في انتصار إيران .
كما أضاف الحسيني أن تركيا والسعودية مستعدان الآن ليس لإيقاف إطلاق النار في سوريا وحسب إنما لإيقاف المعسكرات في تركيا و لإغلاق الحدود وإيقاف كل أنواع الدعم اللوجستي. و بناء جدار يحول دون دخول الارهابين لأن تركيا تتخوف الآن من أن تتحول اسطنبول إلى قندهار ثانية .
وعن سبب عداء هذه الدول لإيران و مهادنتها للعدو الإسرائيلي أجاب الحسيني لأن هذه الحكومات لا تمثل شعوبها ولم توجد على قاعدة انتخاب شعوبها . و هذه الحكومات قائمة على دعم إسرائيل والتبعية للولايات المتحدة الأمريكية و قرارهم مرتبط بالخارج.
وعن مؤتمر جنيف 2 قال الحسيني كل اللذين كانوا يقولون أن إيران لا يمكن أن تحضر إلى مؤتمر جنيف ويجب أن تنسحب من سورية قبل أي شيء وهذا ما قاله الفيصلين وبندر وصولاً حتى محاولة تفجير السفارة الإيرانية كدليل إفلاس قائلاً "هاهم الآن يتقبلون التعازي في تل أبيب" .
وقال الحسيني أن إيران في جنيف2 ستكون الدولة الأقوى مشيراً إلى كلام وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو حيث قال أن ضمان نجاح جنيف هو حضور إيران والتركي يعترف الآن أن إيران هي ضمانة للاستقرار في المنطقة لذا يجب أن تشارك في مؤتمر جنيف 2 . مضيفاً أن التركي الآن يمسك بيد الإيراني ليأخذ مكان في جنيف 2
وكشف الحسيني بالمعلومات عن اتصال الرئيس بوتين بالملك عبدالله بن عبد العزيز وقال له " ليس بوتين رئيس روسيا يكلامك الآن بل باسم العالم أجمع وعليكم أن تحضروا مؤتمر جنيف 2 أو سيكون لنا معكم شأن آخر"
وبعدها اتصل الملك عبدالله فوراً ببندر بن سلطان ليكلفه أن يتصل بالسفير السعودي بأنقرة ليتصل بالجربا ويقول له عليك فوراً أن تعلن الموافقة بمشاركتكم في مؤتمر جنيف وأشار الحسيني أن السعودي الآن لم يعد أمامه إلى التسليم وأول تسليم هو إخراج الفيصلين وبندر من دائرة صناعة القرار .
ويضيف أن جنيف 2 لم يعد له معنى إذا ما أنجز الجيش السوري تطهير البلاد من القلمون إلى الغوطة الشرقية و الغربية إلى درعا وصولا إلى حلب قائلاً "أن الجيش السوري و خلال 48 ساعة حتى 72 أقصى سيطهر منطقة القلمون بالكامل كذلك في الغوطتتين الشرقية والغربية و نوه الحسيني أنه قد نشهد تصعيداً سعودياً خلال الفترة الفاصلة بين تحديد موعد جنيف2 من قبل الأمم المتحدة و انعقاده بـ 22 من كانون الأول العام القادم .
وفي السياق ذاته قال الحسيني أنه لا معنى لجنيف2 بالنسبة للسوريين ومن بحاجة لجنيف 2 هو الروسي والأمريكي أما سورية فهي بحاجة لدمشق 1 أو دمشق 2 بمعنى أن الحل هو الحل الداخلي .حل داخلي سوري سوري .
وعن لبنان قال الحسيني أنه متخوف من أن يتحول لبنان لساحة لاغتيالات من شخصيات المقاومة لأن لبنان هو آخر محطة لهم لكي يقوموا بالثأر ،لكن شعب لبنان المقاوم منذ أيام السبعينيات أثبت قدرته على التغلب على كل الصعاب و سيستعيد لبنان عافيته مع استعادة المنطقة عافيتها .
حوار : روزانا رمال - تحرير : نبيل شجاع(م ص)