ماذا يجري بين الإستخبارات اللبنانية وقادة «الجيش الحر»؟
جواد الصايغ – وكالة انباء آسيا
اثار موضوع توقيف إستخبارات الجيش اللبناني، لعدد من الضباط والعسكريين السوريين المنشقين، حفيظة بعض قادة الجيش السوري الحر، على خلفية إرتفاع وتيرة الإعتقالات في الأيام الماضية.
العقيد المنشق، محمد أحمد عامر، يعتبر واحدا من هؤلاء الذين ألقت الأجهزة الأمنية اللبنانية، القبض عليهم، منذ حوالي شهر ونصف، وقد أصدر القضاء اللبناني، مذكرة توقيف وجاهية بحقه، على خلفية إتهامه، “بتكوين مجموعة مسلحة ومحاولة القيام بأنشطة وأعمال إرهابية وتجنيد المئات من النازحين السوريين في لبنان، بهدف ارسالهم لقتال الجيش السوري النظامي”.
قائد تجمع قوى الثورة لتحرير سوريا العميد الركن المنشق احمد رحال، الذي سبق له وان تكلم عن موضوع توقيف عامر، في أوقات سابقة، أشار في حديث لوكالة أنباء آسيا، “أن العقيد المعتقل، يمكث منذ أكثر من شهر في سجن رومية”.
وأضاف، ” العقيد محمد، لم يقم بأي نشاط على الأراضي اللبنانية وهو كان عائدا من لتوّه من تركيا الى سوريا عبر لبنان، ولكنه إعتقل مباشرة على باب السفينة، دون ان تطأ قدماه الأراضي اللبنانية”.
واشار إلى انه “تبين لنا، ان شعار سياسة النأي بالنفس الذي ترفعه الحكومة اللبنانية، هو كذب، بكذب، فالتصرفات التي ظهرت، وتظهر منها، سواءا بمواقفها السياسية في اجتماعات الجامعة العربية او في تصرفاتها الانسانية مع النازحين السوريين تثبت انها منحازة كليا للنظام الاسدي”، لافتاً إلى ان سيطرة حزب الله على المعابر والموانئ اللبنانية ومساندته للنظام، تفضح كل الأمور”.
وردا على سؤال، حول موقف هيئة الأركان من قضية توقيف عامر، بظل إمتلاك بعض قادتها علاقات مميزة مع اطراف سياسية لبنانية، قال رحال، “لم تتدخل هيئة الاركان ولم تساعد بأي شيء فيما يخص الموضوع، خصوصا ان اطلاق سراحه يحتاج لمبلغ مالي، وقد حاولنا عبر احد المتابعين للموضوع دفع هيئة الأركان بإتجاه دفع المبلغ او المساهمة فيه، ولكن للاسف لم نجد آذانا صاغية”، متابعاً “حتى في مجال علاقاتهم السياسية لم يتعاونوا، وكأن الامر لا يعنيهم، على الرغم من انهم مطالبون بحماية الضباط المنشقين، ومساعدتهم وتأمين الحماية لهم، ولكن انشغالهم بمصالحهم الشخصية يبعدهم عن القيام بتلك الأمور”.
وتوجه رحال إلى اللبنانيين، قائلاً “إخواننا في لبنان، الشعب السوري في يوم محنتكم ويوم نزوحكم عام ٢٠٠٦ ، تقاسم وإياكم الطعام والغطاء، واستقبلكم كأهل وليس كضيوف والآن نجد الرد من بعضكم بمنتهى نكران الجميل”.
وتابع، “بالطبع هناك من حافظ على اصالته وعمل بكل وجدان مع اخوانه السوريين، ولكننا وجدنا معاملة سيئة من الحكومة، وبعض التنظيمات السياسية، لا ترقى لاخلاق شعبنا العربي عامة، واخواننا اللبنانيون”.
وأضاف”اقول في النهاية ان الحكام يذهبون وتبقى الشعوب، فبشار الاسد راحل والشعب السوري سيبقى، فاحسنوا العمل للمستقبل ولا تجعلوا منافع آنية وحسابات سياسية تغير من اصالتكم ووجدانكم .. اما اخواننا اللبنانيون الذين فتحوا بيوتهم للسوريين ورد الجميل بأحسن منه، فنقول تلك هي الشعوب الحقيقية وانتم اخواننا في السراء والضراء وسنعود كما كنا، اخوة متحابين تربطنا افضل العلاقات”.
وقد كتب العميد رحال، على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك)، “أن العقيد محمد احمد عامر ( أبو أحمد ) تم اعتقاله في ميناء طرابلس بلبنان على باب السفينة التي أقلته من مرسين أثناء عودته من تركيا، واودع السجن وتم التوصل بطريقة ما لاخراجه عبر محامي متخصص في لبنان، ابلغنا ان مصاريف القضية تبلغ حوالي خمسة عشر ألف دولار”.
وأشار إلى انه “تم تأمين مبلغ ستة آلاف دولار من رجال الخير وأصحاب الضمائر الحية، وبقينا بحاجة إلى تسعة الاف دولار لإخراجه، وقد تمت مناشدة الائتلاف والأركان للتدخل او تقديم العون ولكن لا آذان تسمع ولا عيناً ترى”.
وتساءل “هل هذا المبلغ الذي لا يعادل ثمن طاولة عشاء لأحدكم أحق من فك اسر ذلك الرجل الذي انشق عن النظام وناصر اخوانه ووقف لجانب شعبه؟، مؤسسة الأركان إن كان هذا الشأن لا يهمكم فأخبرونا بربكم ماذا تفعلون؟؟
وكشف ان نجل العقيد “أرسل لي رسالة قاسية وجهها للجميع وعجزت عن الرد وأعجز عن نشرها لقساوة الكلام فيها ولا أقصد أنها تحوي سباب او شتائم بل تحوي حقائق غير قادرين على الاجابة عنها”.
وأضاف، “علمنا أنه تم اعتقال ضابطين في لبنان، (العميد أحمد طلاس والنقيب عبد الله طلاس)، على ذمة أخونا السيف الخالدي، فإن كان الخبر صحيح، فقد أصبحنا في ورطة وكل من هو في لبنان أصبح في خطر ولدينا الكثير من الضباط هناك”.