هل تكون بثينة شعبان «القطبة المخفيّة» في «جنيف – 2»؟

هل تكون بثينة شعبان «القطبة المخفيّة» في «جنيف – 2»؟

عمر الصلح – صحيفة الجمهورية

لاحظ مراقبون غياب وزير الخارجية السورية وليد المعلم من عداد الوفد السوري الرسمي الذي يزور موسكو حالياً للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف والمسؤولين الكبار في وزارة الخارجية الروسية؟
الحديث بدأ يدور في اروقة هيئة الامم المتحدة حول عقد موتمر “جنيف ـ 2″ منتصف الشهر المقبل على رغم كثافة الغيوم التي تغطي اجواء الاتصالات الدولية الجارية تحضيراً له. حتى انّ لافروف اكد في مقابلة مع صحيفة روسية امس “ضرورة عقد مؤتمر جنيف قبل نهاية السنة الجارية حتى ولو لم تتوافر الظروف المثالية، لأنه لن ينعقد اذا كنا ننتظر توافر ظروف مثالية، وانّ الروس متوافقون مع الاميركيين على هذا الإقتراح”.
ما يعني أنّ الظروف الحالية، بحسب رأس الديبلوماسية الروسية، ليست الأكثر ملائمة لإنجاح “جنيف ـ 2″، بل هي الحدّ الاقصى الذي يمكن أن يتوافر في ظلّ تعقيدات الملف السوري. وهذا ما يشير صراحة الى انّ القطبَين الدوليَين في صدد الاعلان عن توافق معين حول رؤيتهما لحلّ الازمة السورية.
فهل وجود مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد في موسكو حالياً هو من ضمن الاجراءات العملانية التي من شأنها الكشف لاحقاً عن رؤية الحلّ المنشود؟
لم يرشح أيّ شيء يُذكر عن لقاء الوفد السوري مع نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، وقد رفض الطرفان الروسي والسوري الادلاء بأيّ تصريح حول فحوى هذا اللقاء في انتظار اللقاء المتوقع مع لافروف اليوم.
وبالطبع فإنّ شعبان ليست من القريبين من الرئيس بشار الاسد فحسب، بل هي من القلائل الذين يحظون بثقته على المستوى السياسي، الامر الذي يضعها في دائرة الضوء في أيّ تسوية مقبلة، كونها تتمتع بمواصفات كثيرة تمكنها من تأدية دور مهمّ قد يرضي أطراف الازمة جميعاً، فهي موضع ثقة النظام وهذا ما يخوّلها قيادة المرحلة الانتقالية في حال تمّ التوافق على تلك المرحلة من دون الأسد من جهة، ومن جهة اخرى فإنّ عملها اقتصر خلال الازمة السورية على الشقَين السياسي والاعلامي، زد على ذلك انتماؤها الى الطائفة السنّية، وبالتالي فإنها بهذه الخصائص قادرة على إسقاط شرط “الائتلاف الوطني السوري” المعارض “عدم التفاوض مع من تلطخت أيديهم بالدم”، وهنا يكمن الرهان على قدرة حلفاء المعارضة الخارجيين في الضغط لتمرير شعبان قائدة للمرحلة الانتقالية التي لا يختلف الاطراف المتنازعون كلهم على انها المخرج الوحيد للأزمة.
ويمكن موسكو ايضاً أن تكون قادرة على اقناع الاسد بهذا السيناريو. وربما انطلاقاً من ذلك جاءت دعوة لافروف العلنية خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره الارمني امس المعارضةَ السورية الى زيارة موسكو بهدف التشاور وعقد لقاء غير رسمي مع ممثلي الحكومة السورية.
وفي هذا السياق يبرز السؤال مجدداً: هل قدّمت موسكو جرعة دعم لبثينة شعبان لتُشكّل الخيار الروسي في الحوار التمهيدي بين النظام والمعارضة، بما يخولها لاحقاً تأدية دور الوسيط الذي يحظى بالحدّ الادنى من موافقة الاطراف الداخلية للأزمة، على ان توفر له روسيا والولايات المتحدة الاميركية الحدّ الاقصى من الغطاء السياسي الخارجي؟
لا شك في انّ الاميركيين والروس يدركون جيداً صعوبة اخراج هذا السيناريو على مسرح الحدث السوري، ولكنّ السؤال المطروح حالياً يدور حول اسباب اصرار المجتمع الدولي على عقد لقاء جنيف من دون توافق مبدئي على ابسط الشروط لإطلاق حوار جدي ومنتج، في الوقت الذي اكد لافروف انّ “بعض اللاعبين الخارجيين يحاولون عرقلة التحضير لمؤتمر “جنيف ـ 2″ على رغم المواقف الواقعية التي باتت تظهر لدى الائتلاف السوري المعارض وذلك تزامناً مع ترحيب وزير الخارجية الاميركي جون كيري بموافقة الائتلاف على المشاركة في المؤتمر.
فهل انّ الطرفين باتا في طور صوغ توافق تحت الطاولة؟

» بثينة شعبان ، فيلتمان ، ما وراء اللقاء
» ماذا قال فيلتمان حول لقائه مع المستشارة بثينة شعبان ؟
» وفد برلماني أوروبي يلتقي بثينة شعبان والمعارضة في دمشق
» بثينة شعبان: الربيع العربي ليس إلا “شتاء دام وهابي إرهابي”
» بثينة شعبان في موسكو وتنفي المناورات العسكرية على الاراضي السورية