الغارديان عن رجل أعمال معارض: كارثة إذا سقط النظام الآن

الغارديان عن رجل أعمال معارض: كارثة إذا سقط النظام الآن

بالنسبة لثلاثة رجال في شمال سوريا، فقد بدأت الحرب الأهلية الثانية بعد فترة وجيزة من ترنّح الأولى في مستنقع من العنف الطائفي. وتمّ استبدال أهداف الحرب الأولى – الحرية والإسلام، والمساواة الاجتماعية- بالخيانة والهزيمة والغضب تجاه الميليشيات المتناحرة، الجهاديين والقوى الاجنبية التي تقاتل في سوريا.
حالهم كحال كثيرين، أصبح الرجال الثلاثة حائرين بما آلت إليه حربهم. تحالفاتهم وأهدافهم تتغير. النظام بعيد، والجهاديون أقرب، ويبدو أنه لا يمكن وقفهم. مواردهم تتضاءل، وأسرهم قد تحطّمت. يفقدون قراهم وأراضيهم الزراعية لصالح النظام. حلفاؤهم، في أحسن الأحوال، لا يمكن الاعتماد عليهم، وعلى أسوأ تقدير يتآمرون ضدهم.
هم رجل أعمال، مهرّب ومنشق عن الجيش، أصبحوا على التوالي ضابط سياسي، أمين صندوق وقائد عسكري لكتيبة هائلة في شمال سوريا.
قال رجل الأعمال الذي كان من الرجال الأغنياء في حمص، قبل أن ينفق معظم ثروته على الأسلحة والذخيرة، ويستنزف ما تبقى منها ببطء لأُسَر القتلى وأقارب الجرحى والمفقودين، الذين يقبعون بأغلبيتهم في مخيمات اللاجئين:
“أنا أريد أن يبقى بشار الأسد لعامين إضافيين”. وأضاف: “ستقع كارثة إذا سقط النظام الآن: سوف ننقسم إلى دويلاتٍ تتقاتل بين بعضها البعض، وسوف نذبح بعضنا البعض، القبائل والإسلاميين والكتائب. إذا استمرّ النظام لبضع سنواتٍ أخرى، فمن الممكن أن نتفق حينها على شكل سوريا الجديدة. على الأقل سننتهي وقتها مع ثلاث ولايات بدلاً من عشرة”. وأضاف أنه فى الوقت نفسه،عمليات القتل والمجازر تستمر، حتى ينجز التطهير الطائفي في كل المدن والمناطق السورية: “لن يكون هناك العلويين والسنة، فإما هم وإما نحن، وربما بعد عشر سنوات سنملّ من القتال ونتعلم التعايش. في غضون عشر سنوات ربما، وليس الآن”.
وذكر الرجال الثلاثة أنّ الكتيبة التي ينتمون إليها كانت مدعومة من “الملوك القطريين والدعاة السعوديين والنواب الكويتيين” الذين كانوا يمدّونهم بالاموال والأسلحة. كما ادّعى رجل الأعمال أنه التقى بانتظام بضباط المخابرات العسكرية التركية على الحدود، والذي كان يحمي شحنات الأسلحة القادمة من موانئ البحر الأبيض المتوسط.
ولكن مع تنامي نفوذ الجهاديين بين قوى المعارضة، أصبحت الكتيبة تحت التهديد، ولم يكن هناك مفر من الإشتباك. اغتيل زعيم جهاديّ وأجبرت الكتيبة على ترك مركزها في الشرق الغني بالنفط. تبع ذلك المزيد من الانقسامات داخل الكتيبة ومغادرة بعض رجالها للإنضمام الى فصائل أخرى أو إنشاء فصائل خاصة بهم.
اتّهم كبار شخصيات الخليج الرجال الثلاثة بزرع بذور المعارضة في صفوف المجتمع الإسلامي وحوّل الممولون دعمهم لكتائب أخرى تتمتّع بنظرة مستقبلية إسلامية صارمة.
يقول رجل الأعمال: “لم تعد هذه ثورة ضد النظام، بل هي حرب أهلية”.
أمّا المهرّب، الذي عمل بطرق سرية عبر الحدود اللبنانية منذ سن 11 سنة، والذي يفخر بأنه لم يمتلك يوماً بطاقة هوية أو جواز سفر، قال: ” أشعر أنني لا أستطيع التنفس، لدي 20 شخصاً عليّ الإعتناء بهم، وإنها ليست مسألة أشهر بل سنوات. كانت ثورة في البداية، وكنت أعتقد أنها على وشك أن تتقدّم. ولكن الآن فقدنا كل شيء ونحن لا نتحدث عن الخطط العسكرية وضرب النظام. التآمر الآن هو ضدّ بعضنا البعض”.
عمل الرجل الثالث راعياً في طفولته، ثمّ انضمّ إلى الجيش بعد أن تخرّج من المدرسة الثانوية، وأصبح برتبة مقدّم. بعد فترة وجيزة بدأت الثورة في أوائل عام 2011، فانشقّ لينضمّ الى مجموعة ضباط متمردين في الشمال. اشتهر عندما هاجمت وحدته قاعدة للجيش وأسرت العديد من الدبابات، فأصبح قائد أولى الكتائب المدرعة في قوات المتمردين.
صرّح المقدّم المنشق: “أنا الآن في وضع مستحيل. الجيش أمامي وداعش تحاصرني من الخلف. لا أستطيع إلحاق الهزيمة بهم وبالجيش، وأنا على وشك الانهيار. يمكنني الصمود لمدة شهر أو اثنين على الأكثر. داعش تتوسّع بطريقة مخيفة”.
ووصف كيف اكتسبت داعش الأراضي، عن طريق استمالة كتائب الثوار المحليين، ثم استبدالهم بالوحدات الجهادية الموالية. وأضاف: “أقول للقادة الآخرين: دعونا نعقد صفقة ، دعونا نّتحد ضد الجهاديين وإذا سيطرنا على الشريط الحدودي الشمالي يمكننا محاصرتهم”. ويتابع بعد أن يرسم ابتسامة مريرة على شفتيه: ” لكننا لا نستطيع حتى التوحد ضد بشار، فكيف يمكننا أن نتوحد ضد الإسلاميين؟”
وعقّب زميله قائلاً: “لقد وصلنا إلى نهاية الطريق: إذا لم نحصل على الدعم، فسوف نخسر قريباً: إما أن نعلن الولاء للإسلاميين أو يقتلوننا”.
وشرح القائد العسكري للكتيبة إحدى المواجهات مع قوات النظام التي تظهر بسالة الجيش السوري وولائه للرئيس، حسبما قال القائد العسكري: “اذا كانوا يخوضون كل المعارك بهذه الطريقة، فهذا يعني أنّ هذا الجيش لن يتخلى عن بشار حتى الموت”. ذاكراً أنّ سلاح الجيش قد اقتصر في هذه المواجهة الميدانية التي أسفرت عن مقتل أحد المعارضين وجرح 11 آخرين، على المدفع الرشاش، في حين استعملت الكتيبة ذخيرة بقيمة 43000 يورو.
وفي تعليقه على دعم الممولين الخليجيين للجهاديين، قال رجل الأعمال: “ظللنا نقول لهم: إذا واصلتم دعم الجهاديين سوف تدمرون الثورة. النائب الكويتي الذي كان يتحدّث عن الاعتدال في أحد مؤتمرات اسطنبول هو نفسه الذي أرسل المال إلى المجاهدين”.
ترجمة مروة الشامي – سلاب نيوز

» رئيس المخابرات الألمانية: النظام السوري يعيش الآن مرحلته الاخيرة
» الغارديان: جهاد السلفيين الأردنيين في سوريا مجرد إعداد قبل العودة إلى وطنهم للتحول ضدّ النظام
» معارض سوري يتهم حركة "احتلوا وول ستريت" بتلقي الرشوة من النظام!
» كاثرين آشتون: لا بديل حقيقي حتى الآن عن النظام القائم في سوريا
» مركز إعلامي معارض يتهم النظام السوري بإعدام 13 عسكرياً داخل ﻣﻘﺮ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ