دخل الجيش السوري الحر بكوادره العسكرية والسياسية والمالية واللوجستيية الى لبنان ويعمل انطلاقا منه في الحرب ضد النظام في سورية.
هذه حقيقة واقعة على الأرض رغم محاولات النفي اللبنانية المتكررة والتي وصلت الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي نفى علمه بذلك مرات عدة منها في باريس أثناء لقاء عقده مع الصحافة اللبنانية خلال زيارته الى فرنسا.
حقيقة تواجد الجيش السوري الحر في لبنان واستخدامه بعض المناطق اللبنانية قواعد عمل خلفية في حربه ضد سورية، يتداولها الجمع السوري المعارض بكافة مشاربه وألوانه. فبلاد الأرز أصبحت منذ عدة أشهر الممر الأساس للسلاح الى سورية كما تقول جهة سلفية لبنانية في حديث لـ"الانتقاد"، فضلا عن مرور معظم الأموال الى الداخل السوري عبر لبنان. وتقول المصادر السلفية إن 70 بالمائة من الأسلحة التي تدخل الى سورية تتم عبر لبنان و15 بالمائة عبر تركيا وعشرة بالمائة عبر العراق، ويمر عبر الأردن حوالي 5 بالمائة فقط.
لبنان بات بلدا آمنا للمعارضين السوريين وللمقاتلين الأشد شراسة ضد النظام السوري، كما ان الكثير من المقاتلين العرب يأتون عبر لبنان وعن طريق مطار بيروت الدولي كما حصل مع مجموعة من الليبيين الذين انكشف أمرهم فور وصولهم الى مطار بيروت بداية شهر حزيران/يونيو حسب المصادر السلفية.
وينتشر ناشطو المعارضة السورية بأجنحتها السياسية والعسكرية في الشمال اللبناني ومن ثم في العاصمة اللبنانية بيروت حيث شهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة انتقال عدد كبير من الكوادر العسكرية والسياسية الى بيروت حيث يتمركز هؤلاء في الطريق الجديدة وفي شارع الحمراء ومنطقة وسط بيروت!.
بعض المصادر السورية المعارضة قالت "ان النائب وليد جنبلاط دخل على خط استجلاب الكثير من المعارضين السوريين من الجناح العسكري أو الذين يعملون مع هذا الجناح عبر تجنيد السوريين والبحث عن السلاح وإيصاله"، وتضيف هذه المصادر "بأن جنبلاط يتعمد إسكان هؤلاء الناس في مناطق محيطة بالضاحية الجنوبية وعلى تخومها في مسعى منه لبناء طوق من المعارضين السوريين حول الضاحية الجنوبية، قد يحتاجهم في مستقبل قريب في حال انتكست الأوضاع الأمنية في لبنان".
ووفق المصادر إياها "أن جنبلاط يتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين تحديدا ومع بعض الجماعات المحسوبة على رياض الترك وتحدث معهم في موضوع مواجهة حزب الله والحاجة الى وجود المعارضة السورية المسلحة في لبنان". وتلفت هذه الأوساط الى كلام ما يسمى بمسؤول اتحاد العشائر السورية عن وجود مليون سوري في لبنان سوف يتم تسليحهم ضد حزب الله، وتعتبر ان هذا الكلام، بعيد عمّا يدور في الاتصالات بين معارضين سوريين ومسؤولين لبنانيين أهمهم وليد جنبلاط.
وفي السياق نفسه تلفت الأوساط السورية المعارضة الى وجود تنسيقيات للمعارضة السورية في أكثر من مدينة لبنانية تقوم بجمع الأموال وشراء السلاح وتأمين طرق تهريبه الى سورية، وتفرض تنسيقيات المعارضة على العمال السوريين مبالغ شهرية بحسب لوائح اسمية لديها، ومن يرفض الدفع يهدد بعائلته المتواجدة في سورية وبمنعه من العودة الى بلاده، بينما يتم شراء السلاح عبر تجار معروفين وتقوم جهات معنية بهذه التنسيقيات بتهريب السلاح بعد تأمين ممرات آمنه له.
ورغم الحديث عن الشمال اللبناني وعن منطقة بعلبك الهرمل كمصدر أساس في تأمين السلاح، فإن هذا الأمر غير صحيح، والتركيز الإعلامي على هاتين المنطقتين هدفه التضليل ليس إلا، وأكثر صفقات السلاح كما ونوعا تم عبر بيروت وعبر مرفأ الجية، حيث يتم نقله بداية الى مناطق في جبل لبنان خاضعة لنفوذ وليد جنبلاط ومن ثم تقوم مجموعات أخرى بنقل هذا السلاح الى البقاع الأوسط ومن ثم يتم توزيعه الى معابر حدودية مع تفضيل ايصال كميات كبيرة الى مدينة عرسال في البقاع الشمالي ومنها الى سورية عبر معابر سهل القاع، تختم الأوساط السورية المعارضة حديثها...