بري: مفاعيل الحل السوري تشمل لبنان والاردن وسوريا...محمد بلوط - "الديار"

بري: مفاعيل الحل السوري تشمل لبنان والاردن وسوريا...محمد بلوط - "الديار"

يتأرجح لبنان بين الهبّات الباردة والهبّات الساخنة للازمة السورية، لا سيما في ضوء فشل كل المحاولات لفصل المشاكل والملفات الداخلية اللبنانية عن مسار هذه الازمة.

ويبدو، بعد إنسداد افق الحلول الداخلية ان الرهان على الانفراجات مرتبط بنجاح الجهود الناشطة لانعقاد ونجاح (جنيف 2)، الامر الذي يجعل من الصعب التكهن بمصير الملفات المطروحة لاسميا الملف الحكومي.
ومن المرجح ان تستمر الازمة الحكومية طالما أن هناك في الداخل والخارج من يراهن او يحاول السباحة عكس تيار الذهاب الى جنيف. وبطبيعة الحال فان ذلك ينعكس على باقي الملفات الداخلية، ويبقى الوضع في حالة جمود وفراغ قاتلين.
ورغم ميله الدائم الى التفاؤل ومحاولاته المستمرة الرامية الى احداث خرق في جدار الازمات المتراكمة، لا يرى الرئيس بري ان هناك معطيات جديدة تؤشر الى نضوج الحلول.
ويتطلع الرئيس بري كما الكثير من السياسيين والمراقبين الى نجاح الجهود المبذولة لانعقاد (جنيف 2)، لأن مجرد حدوث ذلك سيضع الازمة السورية على سكة الحلول السياسية، بدلا من استمرار دورة العنف والنزف الحاصل.
ويرى ان الحل السوري لم تعد تقتصر مفاعيله على سوريا فحسب بل يشمل البلدان المجاورة مثل لبنان والعراق والاردن، لذلك فان الذهاب الى جنيف لا يعني سوريا فحسب بل ايضا المنطقة بأسرها.
وفي لقائه مؤخرا مع الموفد الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي ابدى الرئيس بري ملاحظات عديدة حول ما سمعه من زائره، مركزا مرة اخرى على اهمية العمل على تحسين الاجواء الايرانية ـ السعودية لما لذلك من تأثير على مسار المعالجات.
ويقول الرئىس بري في ضوء لقائه مع الموفد الأممي انه لمس اهتماما ورغبة دوليين بالمشاركة في المؤتمر، فالى جانب الاتجاه لاشراك دول جوار سوريا وايرن والسعودية ومصر، هناك دول ابدت رغبتها في الحضور ايضاً مثل الهند والجزائر واندونيسيا.
اما في شأن المعارضة فان فكرة مشاركتها بثلاثة وفود يمكن ان يساعد على بروز المواقف المتطرفة خلال المؤتمر، باعتبار ان هناك من سيزايد على الاخر في التشدد والتصلب، لذلك فمن الافضل ان تذهب المعارضة بوفد واحد، وهذا ما يحبّذه الابراهيمي.
ويسجل الرئيس بري لدمشق انها تتعامل بايجابية وحنكة سياسية وديبلوماسية مع (جنيف ـ2) لا سيما من خلال استعدادها لحضور المؤتمر من دون شروط وايضا وقف (جنيف ـ2). وقد ابلغت هذا الموقف الى الابراهيمي في زيارته الاخيرة.
كما ان طهران تتعاطى مع هذا الموضوع بحرقة سياسية وديبلوماسية عالية ان من خلال عرضها لوجهة نظرها بالنسبة للمؤتمر وتشجيعها على انعقاده، او من خلال ردها على مواقف خصومها.
فهي تؤكد انه ليس من حق او بمستطاع احد ان قرر سلفا مصير النظام او الرئيس الاسد، وان الحل الذي يفترض ان يخرج به المؤتمر سيشمل الاحتكام الى الشعب واجراء انتخابات لاختيار الرئيس وبالتالي فإن هذا الاستحقاق هو الذي سيحدد مصير الرئاسة، لذلك فليترك هذا الامر الى الشعب السوري بدلا من استباق جنيف او الانتخابات.
ويرى رئيس المجلس ان هذا المنطق السليم لا يمكن تجاهله من قبل الاطراف الاخرى لا سيّما الولايات المتحدة الاميركية والغرب.
وفي الشأن الداخلي يأمل الرئيس بري في ان يغير البعض مواقفه لحلحلة الامور والسير باتجاه معالجة الاستحقاقات والملفات الداخلية، مكررا دعوته الى الحوار لأن لا بديل عنه لمعالجة مشاكلنا.
وحول مطلب رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة بانسحاب «حزب الله» من سوريا والتزام اعلان بعبدا في البيان الوزاري كشرط لتشكيل الحكومة، يقول الرئيس بري بلهجة استغراب هذا الامر يشابه قصة احد اقربائي الذي بادرني مرة قائلا انه اذا ما وقعت مصر اتفاق كامب ديفيد مع اسرائيل فانه سيطلّق زوجته. فسألته يومها ما العلاقة بين الامرين؟ ورد جازما: طبعا هناك علاقة هناك كل العلاقة.
ويضيف الرئيس بري: وبالفعل فإن هذا القريب طلق زوجته بعد توقيع الاتفاق المذكور... هيدي مثل هيدي.
لا ادري ما العلاقة بين المطالبة بانسحاب حزب الله من سوريا وبين تشكيل الحكومة. واريد ان اذكر مرة اخرى اننا كأطراف وافرقاء تختلف على امور عديدة وبالتالي نحن غير متفقين، وهذا ما يجعل من الحوار والتلاقي امرا طبيعيا بل ضروريا من اجل التعامل مع قضايانا ومشاكلنا.
وفي معرض حديثة عن الطروحات حول صيغة الحكومة الجديدة يقول الرئيس بري «يعلم الجميع ان فريق 14 آذار ليس مشاركا في حكومة تصريف الاعمال الحالية اي انه لم يكن مشاركا في الحكومة المستقيلة، وهذا يعني انه اذا عرض عليه اليوم المشاركة بعدد يوازي الثلث المعطل فان ذلك يعتبر مكسبا مهما له خصوصا ان الوضع بالنسبة للاكثرية لم يتغير. ولذلك فانني استغرب رفضهم لصيغة (9-9-6) لا بل ان موقفهم هذا غير مبرر، الامر الذي يطرح السؤال: ما هو السبب الحقيقي لهذا الرفض؟
ويضيف رئيس المجلس انه انطلاقا من ذلك صرح في حديثه الاخير لمجلة الامن العام بأن فريق 14 آذار هو الذي يعرقل تشكيل الحكومة. واستدرك قائلا على اي حال نحن لا ننطلق في حساباتنا ابدا من مبدأ الرابح او الخاسر في سوريا وعلينا ان نفكر جميعا بهذه الطريقة، لانه اذا خسرت سوريا كلنا هنا سنكون خاسرين ولن يكون احد رابحا. علما ان هناك من يقاتل في سوريا منذ اكثر من 18 شهرا اي قبل «حزب الله» والامثلة كثيرة وواضحة تبدأ من سفينة لطف الله ولا تنتهي.
وفي محصلة الكلام عن الازمات السياسية الداخلية وما نشهده من جمود ومراوحة يؤكد الرئيس بري ان النظام اللبناني الحالي هو مولد للحروب وللفتن والازمات.. حرام ان يبقى».

» مصادر ديبلوماسية: الصفقة الايرانية ـ الاميركية تشمل لبنان وسوريا والعراق
» معركة القلمون : «لواء الإسلام» على سفوح لبنان الشرقية .....محمد بلوط
» الديار تنشر برقيات ووثائق التمويل القطري للحرب في لبنان وسوريا/ إتصلوا بمشعل آل ثاني إذا واجهتكم مشكلة ولتقم ريم بالإتصال/ يجب أن يستلم روني من ريم 250 ألف دولار قبل ليل غد
» «جنيف السوري» : لا أجندة ولا إيران! .....محمد بلوط
» انقلاب قطري على السعودية : انفراد بقرار "الائتلاف "السوري ...محمد بلوط