صباح الخير صباح الخير لمن عرف كيف يحاصر صباح الخير للدخول إلى خناصر صباح الخير للزحف إلى بوابات قيل أنها على الكسر عاصية وان من يقترب من أقفالها يواجه الريح العاتية البوابة الشمالية الشرقية السورية هي السفيرة وتأتي التتمة صباح الخير لما يجري وراء أسوار المناطق المغيبة المعتمة و لما يرد من حكايات الناس يحاكي مستوى أحكام المحكمة في ريف حلب الشمالي الشرقي ما يستدعي المعرفة كان الكلام عن تجمعات الآلاف المؤلفة وعن مستوى التدريب والقدرات والشجاعة وعن الأهلية لمواجهة حرب عالمية وتحمل زلزال و طوفان ومجاعة وعن قوم لا يهابون الموت وقد إستعدوا لكل المفاجآت ودقت ساعة العزم والعزيمة وسيبدأ الجيش هجومه خلال ساعات وتعالت التكبيرات والصيحات وشد الهمم فماذا جرى وكيف كانت المواجهات و من تضعضعت صفوفه ومن إكتوى بنار الهزيمة ومن احس بالألم يروي أحد قادة الهجوم على السفيرة بالآليات أن وحوش القاعدة الذين روعوا الناس كانو يفرون عند سماع صوت جنازير الدبابات وأن الذي جرى في حناصر والسفيرة ليس إلا الشيئ اليسير قياسا بما صار في ريف الشمال و بما سيصير فيروي أحد القادمين من منبج أن المسلحين على بعدة مئة كيلومتر من ارض المعركة كانوا يتركون آلياتهم ومعداتهم ويخلعون ذقونهم للمزابل وأسلحتم والقنابل ويعلنون المفركة و المفركة كما يقولون بالدارج هريبة أو فريكة أو تلتين المراجل و أنه الآن في الطريق قرب دير حارم ثلاثة رشاشات محمولة لا تجد سائقا ولا راميا ولا مقاتل وأنه في إحدى القرى التي كان القاعدون نسبة للقاعدة يديرون الأفران فقاطعت الناس خبزهم بعدما كانت موهومة بهم وتخبز لهم أول قدومهم وإدعائهم الإيمان وأنه بعد ما رآه الناس من أفعالهم ومن مساوئ ما بشعوا فما عاد الناس يصدقون ما قيل لهم أو اسمعوا سقطت الكذبة الكبيرة و إنكشفت للناس أمور خطيرة فلزموا المنازل ورفضوا إرسال اولادهم للمدارس و خلعوا الثوب القديم ورفضوا دفع الجزية التي فرضوها ولو بقي اولادهم بلا تعليم و يروي الناس حكاية العجوز التي هاجمتهم قرب الفرن العتيق إسمها الحاجة حليمة وتكنى بام دياب وكانت من الفجر تقف بإنتظار الخبز على الريق ونشرت أرغفتها على الرصيف تنتظرها لتبرد وإلتفتت فإذ بأحد أشاوس المسلحين أخد الخبز ولو إستطاع لأخذ معه ما تبقى في الفرن من طحين فسألت من حولها وقالوا انه مد يده فوق رغيف وكبر الله أكبر ثلاث مرات مجتمعة ولم الخبز ومشى وقال صارت من نصيبي كما قال الأمير بعد صلاة الجمعة فقالت للنساء المتجمعات حول الفرن سترون ماذا سينال من نصيب وإقتربت منه ومدت يدها فوق رأسه وكبرت بأعلى صوتها و إهتز رأسه للتكبير الرهيب وقالت له لقد اصبحت ملكي الآن فسر معي ولا تتلفت وإلا فإلى جهنم المصير و ساقته إلى شيخه بموجب الفتوى التي أطلقها الأمير ما تكبرون فوقه صار لكم فتصرفوا به كما تتصرفون بملككم ولم ترحل إلا بعد ان نالت فدية فكه من التكبيره مئة وخمسين الف ليرة ولا زالت الناس تحكي الحكاية وتروي السيرة صباح الخير لما سيجري عندما يستدير الجيش صوب الباب أو صوب دير حارم أو مطار كويرس حيث ألف أم دياب الناس تنتظر بشغافها قدوم الجيش لتنضم له بلا قتال بالآلاف فلن يجد من يقاتل بل ستسقط المناطق تباعا و الناس صارت لا تخاف صباح الخير للعزيزية و الأحياء الحلبية تنتظر الخلاص ولا مناص من تحرير الباب والسلام على ام دياب صباح الخير للباب صباح الخير ام دياب ناصر قنديل |