سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: التسوية بين مرارة الهزيمة ونشوة الانتصار ميلاد عمر المزوغي الأحد نوفمبر 03, 2013 2:31 am | |
| التسوية بين مرارة الهزيمة ونشوة الانتصار
ميلاد عمر المزوغي عديد المعطيات اجبرت الاطراف الداعمة للمسلحين القبول بمبدأ الجلوس على الطاولة مع النظام في دمشق الذي نعتوه بكل الاوصاف السيئة,فالجانب التركي الذي كان سباقا الى دعم المعارضة وفتح كامل الحدود امام المرتزقة من كافة انحاء العالم بعد ان اقامت لهم مراكز تدريب على حدودها مع السورية ,دعموا المعارضة بكل ما يستطيعون ,استضافوا “اصدقاء سوريا” متيقنين بان النظام قريبا الى زوال,اصبحت القاعدة على حدودها الجنوبية ان لم نقل توغلت في الشريط الحدودي ,انتفاضة اكراد سوريا على الاوضاع القائمة وحماية مصالحهم في سوريا واتهام تركيا بمساعدة التنظيمات التكفيرية ,ادى الى ازدياد الترابط بين اكراد سوريا وتركيا ومن المؤمل والحالة هذه ان يسعى اكراد سوريا الى اقامة اقليم لهم في شمال سوريا له نوع من الاستقلالية في بعض الامور الداخلية,ولن يكون ذلك بمنآى عن اكراد تركيا في المطالبة بإقليم مماثل وبالتالي تكون تركيا قد جنت على نفسها خاصة وان اكرادها يمتلكون من القوة ما تؤهلهم لزعزعة الاستقرار بتركيا والعودة بها الى تلك السنين التي عانت منها النظام التركي الويلات .لذلك فإننا نجد تركيا اليوم تعترف بان سقوط النظام عسكريا اصبح من المستحيل ولا بد من الانخراط في تسوية سياسية بالمنطقة. القطريون بدلوا ما باستطاعتهم لإسقاط النظام وإقامة امارة اخوانية بمؤازرة الاتراك,ويبدو انهم انفقوا جل اموالهم ولم يحصلوا على شيء خاصة مع سقوط النظام في مصر الذي علّقوا عليه الامال وما استتبعه من سقوط لدور الاخوان في تونس التي تشهد اعمال اجرامية لم تألفها من قبل, وانتفاضة الشارع الليبي على الاخوان,كل ذلك ادى الى تراجع الدور القطري في سوريا وجدت نفسها منبوذة من كافة الشعوب التي انخدعت بالربيع العربي فبدلا من الجنة الموعودة وجدت الشعوب نفسها في جهنم التي لا تبقي ولا تذر . وتتحدث المصادر عن ان القيادة القطرية الجديدة تسعى الى التوبة مما اقترفته من جرائم بحق الشعب السوري والرغبة في اعادة اعمار البلد الذي ساهمت في تدميره . ادركت امريكا ان إيران التي تشهد تقدما ملحوظا في المجالات الصناعية الحربية والنفوذ الاقليمي”سوريا وحزب الله” لا يمكن تجاهل دورها فوجدت الفرصة في القيادة الايرانية الجديدة المعتدلة, فكان هناك تقارب بين الطرفين في رؤيتهما للأوضاع بالمنطقة وإمكانية حل المشكل النووي عن طريق الحوار, خاصة وان المسلحين في سوريا يتصرفون بهمجية بحق كل الاثنيات العرقية وان “اسرائيل” لن تكون بمنآى عما يجري بالمنطقة . المملكة السعودية التي تولت الراية بعد افول الدور القطري فقامت بإمداد ميليشيات اكثر دموية علها تقضي على النظام الذي صمد في وجه كل المؤامرات,حاول قادتها ثني روسيا عن مؤازرة النظام السوري والوعود بإبرام صفقات اسلحة بمبالغ ضخمة تغذي الخزانة الروسية بمليارات الدولارات ,لكن يبدو ان للروس رأي اخر وليس كل شيء قابل للمساومة او البيع خاصة وأنهم وجدوا في الازمة السورية فرصة لهم للعودة على خشبة المسرح الدولي بعد غياب دام لأكثر من عقدين والعودة الى الثنائية القطبية. يبقى ان نشير الى ان الزعل السعودي على امريكا على خلفية التقارب مع ايران ما هو إلا “فشت خلق” والأمريكان بالتأكيد يقدرون ذلك خاصة وأنها الصديق الاوحد لهم في المنطقة طوال العقود الماضية ,فلم تقم المملكة السعودية العلاقات مع الروس إلا في سنوات متأخرة بحجة انهم كفرة ملحدين لا يجوز التعامل معهم, ولعل زيارة كيري المرتقبة الى السعودية ستلطف من الاجواء ويأخذ بخاطرهم ويبين لهم ان العالم مصالح ولا وجود لصديق دائم او عدو لدود وعليهم ان يأخذوا الامور بصدر رحب.وسوف تكون لهم ادوار اقليمية بفعل اموالهم وخاصة في لبنان المنكوب المتشرذم حيث تغذي السعودية بعض اطرافه وإحياء النعرات الطائفية لئلا يستقر وللتعويض عما كانت تصبو اليه من قيادة العالم العربي.لم يبق غيرهم من ممول للعصابات الاجرامية بسوريا الممثلة بداعش وأخواتها الذين يمنون كل يوم بخسائر فادحة في الارواح وانحسار رقعة الارض التي يقفون عليها, فهل يدركون ان مسار التسوية قد خطط له ووجب التنفيذ. السعودية والحالة هذه غير مرتاحة لمجريات الامور بالمنطقة وهي تدرك ان المنهزم بالمعركة لا يمكنه البقاء طويلا وجرت العادة ان المنهزم سيطاح به ان لم يسارع ويقدم استقالته, وتخشى ان يسعى الامريكان “اصدقاء الامس” الى زعزعة امن المملكة وتقسيمها, فقد ينتقل اليها الربيع”الخراب” العربي وهي تدرك انه كذلك خرابا وليس ربيعا, ولعل ما يغيض المملكة هو رؤيتها لغريمتها التقليدية ايران وقد انتصرت بفعل سياستها المتأنية العقلانية, وان محور المقاومة هو الرابح الاكبر وان كانت الاثمان باهظة المهم من يضحك اخيرا ويقبض بزمام الامور. خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
التسوية بين مرارة الهزيمة ونشوة الانتصار
| |
|