هل تصل الحرب الشاملة على الارهاب التكفيري إلى لبنان ؟

هل تصل الحرب الشاملة على الارهاب التكفيري إلى لبنان ؟

أنطوان الحايك
لاحظت مصادر طرابلسية أنّ المعارك الدائرة على محور التبانة جبل محسن، والتي تترافق مع حملات إعلامية منظمة على “حزب الله”، تشتدّ مع تقدّم الجيش السوري على جبهة الغوطتين في دمشق، حتى أنّ الوضع الأمني في عاصمة الشمال تحوّل إلى مرآة حقيقية للأزمة السورية تعكس صورة الوضعَين السياسي الشديد التعقيد والأمني المتقلب في ظلّ تحوّلات سياسية دولية متسارعة تعكس حقيقة الصراع وتؤسّس إلى المرحلة المقبلة من خلال إعادة ترتيب الأوراق وفق سلم أولويات جديد يأخذ بالاعتبار تطوّر الانفتاح الأميركي على الأزمة السورية من خلال البوابتين الروسية والايرانية.
وفي سياقٍ متّصل، يكشف زوار العاصمة السورية عن اتصالاتٍ دبلوماسية ناشطة بين الادارة الأميركية من جهة والحكومة السورية من جهة ثانية أدّت إلى كسر الجليد المتراكم بينهما منذ أشهر طويلة وإلى عودة الاتصال المباشر بين الجهتين عبر الشبكة العنكبوتية التي كانت واشنطن قد أوقفت العمل بها وقطعت من خلالها الاتصالات المباشرة مع سوريا في مشهد يؤكد على عودة التنسيق الامني بين قيادة الجيش النظامي وأجهزة الأمن الغربية والأوروبية المولجة بمتابعة ملف الحرب على الارهاب التي أطلقتها واشنطن منذ أكثر من عقد وتعاقبت على إدارتها أجهزة الاستخبارات المركزية وأنشأت لها فروعًا وإدارات متخصصة في هذا المجال.
ويبدو بحسب هؤلاء أنّ القضاء على تنظيم القاعدة ومتفرّعاته في بلاد الشام امتدادا إلى لبنان بات مطلبا غربيا ملحا تكفل الرئيس السوري بشار الاسد بتلبيته والعمل بأسرع وقت على تحقيقه، وذلك بعد أن فشلت الدول الخليجية والعربية في إدارة هذا الملف وحوّلته لمصلحتها الخاصة بعيدا عن التداعيات والاخطار الطويلة الامد التي تكمن في اتساع رقعة سيطرة الأصولية السياسية وخروجها عن التعاطي الموزون وتخطيها الخطوط الحمر وبالتالي تمدد الارهاب التكفيري الى حدود القارة الاوروبية بعد ان فرض ايقاعه على الكثير من الدول الافريقية المعنية بالصراع الاقليمي. وبالتالي، فإنّه من غير المستبعد أن تأخذ المعركة في سوريا اتجاهاتٍ جديدة بعد دخول عوامل سياسية جديدة أنتجت بدورها تواصلا مستمرا بين أكثر من جهاز أمني لتحديد مراكز قيادة جبهة النصرة وتنظيم القاعدة وسائر متفرعاتهما والتعامل معها بهذه الطريقة المحترفة المستندة إلى مبدأ الحروب الامنية وليس معارك الجبهات التقليدية.
ما يبرّر هذا الاعتقاد هو سير المعارك العسكرية ونوعية الأداء العسكري للجيش النظامي الذي لم تكن لتشهده الساحة لولا دخول عوامل جديدة على الخط ليست حتما نوعية السلاح المستخدم أو ماهيته انما على صعيد التخطيط والخبرات في مجال حرب الشوارع والانفاق وهي حرب باتت تعتمد في الكثير من مراحلها على التكنولوجيا الحديثة في جمع المعلومات والاستقصاء ومتابعة مراكز القيادة التي غالبا ما تكون متنقلة ومراقبة خطوط التموين ومعرفة السبل المستخدمة في الدعم الميداني واللوجستي.
في سياق متصل، يخشى هؤلاء الزوار من امتداد المعركة الفعلية ضد الارهاب الى داخل لبنان وتحديدا الى طرابلس وعرسال والمخيمات الفلسطينية في برج البراجنة وعين الحلوة، خصوصًا أنّ هناك معلومات متداولة على أعلى الصعد عن تحضيرات كبيرة ومكثفة على جبهات طرابلس الداخلية ترجح حصول معركة لا يستهان بها من شأن نتائجها أن تحدد مسارات، فضلا عن تحضيرات مماثلة في مخيم برج البراجنة الذي بات يضم عددا لا يستهان به من النازحين السوريين عن مخيم اليرموك مع الاشارة الى ان بعض المعلومات تتحدث عن لجوء اكثر من ستين الف فلسطيني توزعوا على المناطق الساخنة في الشمال والبقاع وبعض المخيمات الفلسطينية يما يدفع الى المزيد من الحذر المبرر.
النشرة
Share on facebookShare on twitterShare on emailShare on pinterest_shareMore Sharing Services

4

» هل سيعلن السيد نصرالله اليوم الحرب الشاملة على “الارهاب التكفيري”؟
» الشيطنة الاميركية في جلد الارهاب التكفيري
» من يدفع بالأسد إلى تصفية ما يصفه الغرب بـ"الارهاب التكفيري"؟
» مجزرة التريمسة ...سطور جديدة من الارهاب التكفيري ...بقلم : مي حميدوش
» الحرب على “داعش” وخطة واشنطن لتجفيف منابع الارهاب