هل سيعقد جنيف الثاني من دون مشاركة “الإئتلاف الوطني”؟

هل سيعقد جنيف الثاني من دون مشاركة “الإئتلاف الوطني”؟

ماهر الخطيب
لا تزال الأنباء عن انعقاد مؤتمر جنيف الثاني تشغل بال الساحتين الإقليمية والدولية، نظراً إلى المخاطر الناجمة عن الحرب الدائرة على الأراضي السورية، لا سيما بالنسبة إلى الدول الجوار، لكن جميع المعطيات التي يتم الحديث عنها في الأوساط السياسية تنفي ما يتم تأكيده على لسان كبار المسؤولين الدوليين.
منذ الإتفاق الأميركي-الروسي المتعلق بالسلاح الكيميائي السوري، بدأ الحديث عن قرب إنعقاد هذا المؤتمر، وذهب بعض المسؤولين إلى حد تحديد الكثير من المواعيد له، لكن فعلياً باستثناء هذا الإتفاق ليس هناك ما يدعو إلى التفاؤل باحتمال نجاحه، لا سيما في ظل رفض “الإئتلاف الوطني السوري” المشاركة في هذا المؤتمر أصلاً، فهل من الممكن أن يعقد من دونه؟
إحتمالات عقد المؤتمر لا تزال ضعيفة
على الرغم من تبدل الكثير من المعطيات الإقليمية والدولية، لا تزال احتمالات عقد مؤتمر جنيف الثاني ضعيفة حتى اليوم، مع العلم أن هناك الكثير من الضغوط التي تمارس في سبيل حصول ذلك.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر سورية معارضة مطلعة على أجواء المباحثات القائمة أنّ احتمالات عقد هذا المؤتمر لا تزال بعيدة، وترى أن من الصعب جداً حصول ذلك في المواعيد التي تحدد من قبل بعض القوى الدولية، لا سيما أن الخلاف حول تفسير بنود مؤتمر جنيف الأول لا يزال قائماً.
وتشير المصادر نفسها، عبر “النشرة”، إلى أن كل الكلام الدولي حول هذا الموضوع لا يزال غير واضح، سواء لجهة مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في المعادلة السياسية، أو لجهة الحكومة الإنتقالية ذات الصلاحيات الواسعة التي يتم الحديث عنها، وتعتبر أن بعض القوى الدولية، الساعية إلى عقد هذا المؤتمر بأي شكل من الأشكال، تضع بعض الألغام في البنود من أجل تفجيرها في الوقت المناسب.
من جهة ثانية، تستغرب هذه المصادر الذهاب نحو عقد مؤتمر جنيف الثاني، في حين أن بنود المؤتمر الأول لم يطبق أي منها، وترى أن البعض يريد أن يعقد هذا المؤتمر فقط ليقول أنه يعمل على حل الأزمة لا أكثر، مع علمه المسبق بأن لا نتائج عملية متوقعة منه في ظل الواقع القائم على الأرض.
هل يعقد المؤتمر من دون “الإئتلاف”؟
في ظل هذا الواقع، لا يبدو أن هذا المؤتمر سيكون أكثر من محاولة هروب إلى الأمام لا أكثر، لا سيما أن جهات إقليمية فاعلة تسعى إلى إفشاله بكل الوسائل، وهذا الأمر كان واضحاً من خلال التصعيد الذي يقوم به “الإئتلاف” مدعوماً من السعودية.
وعلى هذا الصعيد، تجدد مصادر “الإئتلاف” موقفها الرافض للمشاركة في هذا المؤتمر في الوقت الراهن، وتؤكد أن من غير الممكن عقده في ظل غيابه، وتعتبر أن الحديث عنه يعني قلب المعادلة السورية رأساً على عقب، وترى أنه غير وارد من الناحية المنطقية لأنّ ذلك يعني أن لا ضرورة لهذا المؤتمر من الأساس، خصوصاً أن المشاركين لن يكونوا قادرين على تطبيق أي من البنود التي قد يتم الإتفاق عليها.
في الجهة المقابلة، لا تستبعد مصادر سورية معارضة عقد هذا المؤتمر من دون مشاركة “الإئتلاف”، لا سيما بعد إعلان الكثير من المجموعات المسلحة سحب الشرعية عنه، وتعتبر أن القوى الدولية قادرة على القيام بهذا الأمر في حال أرادت ذلك.
وفي هذا الإطار، تؤكد هذه المصادر أن جزءًا من قوى المعارضة من خارج “الإئتلاف” أكدت مشاركتها في المؤتمر عند الدعوة إليه، بالإضافة إلى ذلك، فهي ترجّح مشاركة شخصيات وقوى من داخله، في ظل الخلافات القائمة حول النظرة إلى هذا الموضوع، حيث أنّ من غير الممكن الغياب عن هكذا أمر.
وحول هذا الموضوع، تعرب مصادر “الإئتلاف” عن اعتقاده بوجود رهانات من جهات من داخله على هذا المؤتمر، لكنها تعتبر أن الشخصيات التي ستشارك ستبتعد أكثر عن “الثوار” الحقيقيين على أرض الواقع، وتشير إلى أن هناك من يراهن على الغرب من أجل ان يحجز له موقعاً في المستقبل، لكنها ترى أن هذا الرهان سوف يخسر في نهاية المطاف.
في المحصلة، لا يبدو أن هناك من تسوية سياسية قادرة على إنهاء الحرب السورية في وقت قريب، وبالتالي تبقى الكلمة لمن يكسب في أرض المعركة في المرحلة الراهنة، فهل يعقد المؤتمر من دون “الإئتلاف”، وفي حال ذلك هل يستطيع وقف الحرب فعلياً؟
النشرة

» الحوار الوطني السوري سيعقد قريبا بطهران او احدى دول المنطقة
» بوغدانوف : جنيف 2 سيعقد على مستوى وزراء خارجية 30 دولة
» مصادر الوطن : مؤتمر جنيف 2 سيعقد في قصر مؤتمرات مدينة مونترو
» موسكو وطهران تؤكدان على الحل السياسي ..الحوار الوطني السوري سيعقد قريبا بطهران.. او احدى دول المنطقة -
» الائتلاف الوطني السوري المعارض يقرر إرسال وفد صغير إلى جنيف للتشاور حول عقد “جنيف – 2″