مكابرة واشنطن وحلفائها لن تغيِّر الوقائع مسار الأمور بداية مؤكّدة للهزيمة الكونية ضدّ دمشق ..بقلم حسن سلامه

مكابرة واشنطن وحلفائها لن تغيِّر الوقائع مسار الأمور بداية مؤكّدة للهزيمة الكونية ضدّ دمشق ..بقلم حسن سلامه

أظهرت كل المعطيات الميدانية والسياسية والدبلوماسية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة أن أصحاب المشروع التآمري ضد سورية قد تعرّضوا لنكسة كبيرة بلغت حدود الهزيمة الشاملة. وقد توضحت هذه الهزيمة بشكل جليّ بعد سقوط التهديد بالعدوان. لكن المؤشرات لهذه النكسة بدت واضحة قبل مؤشرات العدوان وبعده. ويمكن الإشارة إلى بعض مؤشرات ذلك وفق الأمور الآتية:
مكابرة واشنطن وحلفائها لن تغيِّر الوقائع مسار الأمور بداية مؤكّدة للهزيمة الكونية ضدّ دمشق ..بقلم حسن سلامه Oi8vc3lyaWFub3cuc3kvYXJjaGl2ZS9hcnRpY2xlcy9uMTM4MjA3NTY0OS5qcGc%3D

ـ سبق التهديد بالعدوان وتبعه مجموعة انتصارات حقّقها الجيش السوري في الميدان في معظم مناطق المواجهة مع المجموعات المسلّحة وبخاصة في ريف دمشق وحمص ومناطق أخرى بحيث أدت هذه الانجازات العسكرية إلى تعديل استراتيجي في موازين القوى لصالح النظام في سورية بعد أن كان الحلف المعادي يعد بجملة سيناريوهات ميدانية تبدأ من السيطرة على كامل محافظة حلب ولا تنتهي عند التحضير لما سُمي معركة دمشق.
ـ لم تنفع كل الإغراءات وكل الدعم المالي والعسكري لكل أصناف المجموعات الإرهابية أو الغطاء السياسي لهذه المجموعات ـ أي ما يسمى الائتلاف الوطني المعارض ـ في جمع هؤلاء تحت صيغة واحدة سياسية أو عسكرية ما أدى إلى خيبة كبرى لدى واشنطن وحلفائها الإقليميين. بل إن الصراعات تمدّدت إلى كل تصنيفات المعارضة المرتبطة بالخارج سواء داخل ائتلاف الدوحة أو مجموعات القتل والإرهاب ميدانياً فحصلت مواجهات بين العصابات المسلحة كان من أبرز نتائجها سيطرة المجموعات المتطرّفة التابعة لتنظيم القاعدة على معظم مناطق وجود المسلحين.
ـ لقد أدركت واشنطن ومن معها غربياً وعربياً أن حلفاء سورية ليسوا «لقمة سائغة» لتهريب العدوان بخاصة أن إيران وروسيا وقفتا بقوة في مواجهة الحرب الكونية ضد سورية ما اضطر الإدارة الأميركية وحلفاءها إلى التراجع في الكثير من المحطات الأساسية. فالروسيّ أبلغ الأميركي أن إسقاط سورية «خط أحمر» مهما كانت الظروف وهو ما تأكد من خلال التحضير للضربة العسكرية من جانب واشنطن عندما أسقطت البوارج الروسية الصاروخين اللذين قيل إن «إسرائيل» أطلقتهما كما أن إيران أبلغت البيت الأبيض بطرق مختلفة أن أي عمل عسكري ضد سوية سيتحوّل إلى حرب شاملة على مستوى المنطقة بكاملها.
لذلك فالسؤال اليوم ما هي الخيارات المطروحة لمسار الوضع في سورية في المرحلة المقبلة؟
وفق معلومات مصادر دبلوماسية فإن أحداً في الغرب لم يعد يناقش في قضية بقاء النظام السوري بصيغته الحالية بما في ذلك بقاء الرئيس بشار الأسد حتى الانتخابات المقبلة في الحد الأدنى وإن كان الأميركي لا يزال يعلن بين الحين والآخر عن مواقف من بقاء الرئيس الأسد وما يسمونه أنه فقد شرعيته لكن المصادر الدبلوماسية ترى في ذلك مجرد «بالونات اختبار» لتحسين شروط «ائتلاف الدوحة» في المفاوضات المتوقعة خلال «جنيف ـ 2».
وتضيف المصادر وتجزم أن مسار الأمور يتجه نحو مزيد من الانجازات الميدانية والدبلوماسية لسورية وهو الأمر الذي ظهر في الأسبوعين الماضيين إن من خلال ما حققه الجيش السوري في عملياته ضد العصابات المسلحة وهو سيستمر في الأسابيع القليلة المقبلة وإن من خلال ما يجري تحضيره دبلوماسياً لمؤتمر «جنيف ـ 2» المرجّح منتصف الشهر المقبل فالمعارضة ستضطر للمشاركة من دون شروط مسبقة كما أن هذه المعارضة لن تكون في وفد واحد أو رؤية موحدة بينما سورية وبدعم من حلفائها لن تتراجع عن تأكيدها بأن الحل السياسي يبقى سورياً مهما تعددت طبيعة المشاركات الدولية في جنيف أو غيره. يضاف إلى ذلك اضطرار واشنطن وحلفائها للإقرار بضرورة مشاركة إيران في المؤتمر.
يضاف إلى كل ذلك تشير كل المعطيات إلى تعرّض واشنطن وحلفائها لنكسات كبرى إقليمياً ودولياً ويكفي القول إن الولايات المتحدة لم تعد صاحبة القرار الأول في الهيمنة على السياسات الدولية والإقليمية بل إن الروسي أصبح شريكاً أساسياً في ذلك كما أن إيران استطاعت فرض معادلات لمصلحة سياساتها على الإدارة ألأميركية وحلفائها وهذا يتأكد في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. ناهيك أيضاً عن تراجع دور تركيا وتعرض الدور السعودي لنكسات استراتيجية رغم مكابرة حكامها ومحاولتهم فرض وقائع ميدانية داخل سورية عبر تحويل الدعم العسكري والسياسي لجماعات القاعدة وأخواتها.
من كل ذلك تشير كل الوقائع إلى أن مسار التغيير الجذري في موازين القوى لمصلحة سورية وحلفائها أصبح ظاهراً بكل تجلياته. وإن كان استكمال مسار هذا التغيير وتثبيته يحتاج إلى المزيد من الوقت والمزيد من الخضات الإقليمية بما في ذلك على صعيد مواجهة مجموعات الإرهاب داخل سورية.
البناء

» تأجيل واشنطن لـ «جنيف ـ 2» سيجبرها على مزيد من التنازلات ....حسن سلامه
» تقرير إسرائيلي يقر بتورط واشنطن وحلفائها في سوريا
» هل ستصمد سورية أمام غزوة واشنطن وحلفائها ألاخيرة ؟؟
» ماالذي يجمع بين حرب تشرين التحريرية والحرب الكونية الحالية على سورية ؟ بقلم : الإعلامية مها الباشا
» معركة دمشق حسمت الأمور القاعدة وجبهة النصرة خسروا