عيون الجيش السوري تخرق جدار الجهاديّين

عيون الجيش السوري تخرق جدار الجهاديّين

ماجدة الحاج
يخطو الميدان السوري مزيدا من المفاجآت على وقع الإنجازات العسكرية اللافتة والمتلاحقة التي يسجّلها الجيش السوري في ريف دمشق كما بأرياف حلب واللاذقية بشكل خاص، متوّجا عملّياته بسيطرة كاملة على بلدتي الحسينيّة والذيابية في ريف دمشق، في تكتيك عسكري نوعي مكّنه من السيطرة على مناطق استراتيجية لعلّ اهمها طريق خناصر- حلب.. بالموازاة، كشف مصدرغربي متابع نقلا عن مسؤول روسي رفيع المستوى، انّ الجيش السوري يتحضّر لمعركة حاسمة باتت قاب قوسين او ادنى في جبال القلمون على طول السلسلة الشرقية للبنان وصولا الى جرود عرسال، مشيرا الى انّ هذه المعركة ستكون اشبه بالعمليّة الجراحيّة الدّقيقة نظرا لتعقيداتها اللوجستية والجغرافية، لناحية تداخل المنطقة بين الحدود اللبنانية والسورية، وكونها تشكّل قلاعا واشبه بثكنات عسكرية وغرف عمليّات يتحصّن فيها المسلّحون، وحيث ينطلق منها هؤلاء لتنفيذ اخطر العمليّات الإنتحارية.
وفي حين يستكمل الجيش السوري تطهيرالغوطتين، تنطلق وحدات نخبوية فيه في عمليّات قضم متلاحقة لبلدات في ريف حلب يسيطرعليها المسلّحون تجاوزت 12 بلدة محرّرة بالكامل.. تقدّم ميداني لافت يضاف الى سلسلة انجازات نوعية حقّقها الجيش السوري مؤخرا كان ابرزها الكمين المحكم في جسر الشّغور الذي ادّى الى فقدان الإتصال بين اكثر من 150 مسلّحا، والضّربة القاسية التي وجّها الجيش لمقاتلي” الجيش الحرّ” في ريف اللاذقيّة والتي ادّت الى مقتل عدد كبير من عناصره، كما باصطياد قياديّين بارزين في المجموعات المسلّحة ابرزهم علي طرّون القيادي البارز في حمص، ومحمد موسى الزّعبي القائد الميداني للواء اليرموك في درعا، وامير جبهة النّصرة فيها، بالإضافة الى اكتشافه نفقا يمتد من بساتين شبعا حتى اسفل طريق المطار تمّ حفره ضمن مخطّط يسمح للمسلحين من خلاله تنفيذ هجوم مباغت على منطقة السيدة زينب-بحسب ما اكّد ضبّاط ميدانيّون-
وبالموازاة، طفا حدث بارز امس على سطح المشهد الميداني في سوريا، تمثّل بإعلان مقاتلي” الدولة الإسلاميّة في العراق والشام-داعش” قطع الموارد والإمدادات الماليّة عن مسلّحي جبهة النّصرة، في خطوة ادرجها مراسلون ميدانيّون، ضمن الخلافات المالية واللوجستية التي بدأت تكبر بين التنظيمين”الجهاديّين”، كاشفين انّ هذه الخلافات برزت بقوّة خلال المواجهات الأخيرة بين مقاتلي “داعش” و”الجيش الحرّ”، حيث نقل احد المراسلين عن قيادي في جبهة “النّصرة” امتعاضه مما اسماها “التحرّكات المريبة وغير المقبولة” لمقاتلي داعش، وقوله” إنّ داعش تنوي التفرّد بميدان الخلافة في ارض الشام، ونحن نجهّز لعمليّات تطهير في هذا التنظيم”..ما يؤشّر الى اتجاه ترجمة العلاقة بينهما الى مواجهات عنيفة في المرحلة القادمة-بحسب ما اكّدت قناة” سكاي نيوز”، فيما ذهب احد المراقبين الدّوليين الى ادراج ما يحصل بين التنظيمات الإسلامية المسلحة في سوريا، ضمن الخروقات الإستخباريّة التي استطاع الجيش السوري زرعها في الكثير من التنظيمات التكفيريّة، مرجّحا عمليّات تصفية واشتباكات قادمة بين “داعش” و”النّصرة” ستنسحب فيما بعد على غالبية التنظيمات” الجهادية” تؤدي في اخر المطاف الى انهاك مقاتليها كي يستطيع الجيش السوري البدء بمواجهة من يتبقى من هذه التنظيمات على الأرض.
والى حين انعقاد مؤتمر جنيف2، فإنّ مقارعة الجيش السوري للجماعات المسلّحة ستنحو باتجاه مشهد ميداني جديد، في ظلّ غطاء اقليمي مستجدّ فرضه اللاعب الرّوسي في المنطقة من دون اغفال الدّور الإيراني والمحور الدّاعم للقيادة السورية، وحيث الورقة الميدانية الرابحة فقط يمكن صرفها على طاولة التسوية القادمة.
النشرة

» معركة الجيش السوري في ساحة الامويين هتاف النصر بعد التفجير الفاشل والهجوم الأفشل ..(خفافيش الظلام) لم يثنو من عزيمتكم يا أبطال الجيش العربي السوري
» الفتنة أشد من القتل ، حكاية عيون فاتنة
» الغزو الاسرائيلي البري لغزة في عيون الخبراء العسكريين الامريكيين
» بعد العراق … عيون داعش على حقول النفط الأذرية
» الحكومة المنتظرة... في عيون السوريين بين اليأس والتفاؤل