هل يستفيد الجيش السوري من موازين القوى الجديدة فيعجل في معركة القلمون؟

هل يستفيد الجيش السوري من موازين القوى الجديدة فيعجل في معركة القلمون؟

أنطوان الحايك
مع بدء فريق فريق الخبراء الدوليين عمله بتنفيذ القرار الدولي المتعلق بالترسانة الكيميائية السورية، عادت الأنظار لتتجه إلى المعارك الدائرة في أعزاز ومحيطها بين تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” من جهة و”الجيش السوري الحر” من جهة ثانية، خصوصاً أنها تحولت إلى حرب تصفيات شاملة من شأنها أن ترسم حدود الامارة الاسلامية بعد أن تغيرت الأهداف والمعطيات وموازين القوى، ففي وقت شرع فيه “الجيش الحر” بالعمل على تأمين شروط تفاوضية أفضل في ظل خفض السقف من اسقاط النظام إلى دور سياسي مستقبلي له، تعمل “داعش ” على انشاء امارتها الاسلامية مستفيدة من دعم سعودي سلفي يهدف أولاً وأخيراً إلى ابعاد كأس “القاعدة” وحكمها الديني عن وهابية آل سعود وسطوتهم على الجيل الثالث الأكثر انفتاحاً.
في هذا الوقت، يبدو النظام السوري مرتاحاً للغاية إلى تطور المعارك بين الخصمين المسلحين، لا سيما أنه يعتقد أن المعارك بينهما ستمتد إلى سائر المناطق والمواقع، ما قد يوفر عليه الكثير من الحروب الجانبية فضلاً عن امكانية عودة التواصل بين الجيشين النظامي والحر تمهيداً لايجاد تسوية تضمن عودة المنشقين إلى قواعدهم السابقة ولو بشروط أفضل من تصفيتهم على يد “داعش”، فضلاًعن أن القيادة السورية تقرأ، وفق ما ينقل عنها زوارها، أن النفور بين المكونين المذكورين يعود في أساسه إلى تضارب بين مصالح الدول الداعمة، فتركيا تستفيد من الحرب المعلنة بين ربيبتها، أي جبهة “النصرة” وما يمت اليها بصلة، والأكراد لتحسين صورتها الداخلية وتعزيز مواقعها في التسوية المفترضة، بينما ترى السعودية في انتصار “الجيش الحر” تحسيناً لموقعها التفاوضي بصفتها القائد الجديد للعالم الاسلامي.
في سياق متصل، يكشف زوار دمشق أن الجيش السوري يستعد بشكل جدي لحسم معركة الغوطتين الشرقية والغربية حتى الزبداني والحدود اللبنانية، مستفيداً من موازين القوى الجديدة التي أسفرت عنها المنظومة العالمية الجديدة، خصوصاً أن هناك من يعتقد أن معركة ريف دمشق تم التوافق بين موسكو وواشنطن على ضرورتها لعدة أسباب، أبرزها أن الضوء الأخضر لحسم هذه المعركة الحيوية بالنسبة للنظام، كثمن محتمل وبديل عن السلاح “الكيمائي”، الذي لم تتنازل عنه دمشق مجاناً انما لقاء مغريات لا بد من ظهورها عاجلاً أم آجلاً، فضلاً عن ضرورة تأمين الأجواء الملائمة لعمل لجنة خبراء الكيماوي، اضافة إلى أن أحداً لا يريد التفريط بالتوافق المبدئي حول مؤتمر جنيف، وذلك في ظل معلومات استخباراتية تشير إلى وجود أكثر من عشرين ألف مقاتل أصولي من جبهة “النصرة” وأخواتها في الغوطة الغربية، التي تشكل الامتداد الطبيعي للسلسة الشرقية التي تصل لبنان بسوريا عبر عرسال، ما يضع احتمالاً قوياً بأن يكون حسم هذه الجبهة مقدمة مقبولة للذهاب إلى جنيف 2 من دون شروط مسبقة.
كل هذا لا يمنع من التأكيد أن النظام بدأ يستفيد بصورة متدرجة من التطورات والتحولات الجديدة ومن موازين القوى السياسية التي تميل بشكل واضح لمصلحة التحالف الروسي الايراني السوري، في مقابل انكفاء غربي وفشل أوروبي وفرنسي لافت، اضافة إلى عجز سياسي واقتصادي أميركي مستجد بعد أن سقطت في امتحان الاحادية ودخلت في شراكة مع موسكو لادارة النظام العالمي الجديد.
النشرة

» ما هو سر الإنقلاب النوعي في موازين القوى العسكرية لصالح الجيش السوري ؟
» "القصير" قلبت موازين القوى و"القلمون" تستكملها
» حلب.. موازين القوى.. الجيش يتقدم و الفصائل المسلحة تتقاتل
» مصدر عسكري : معركة القلمون بين الجيش السوري ومليشيا"الجيش الحر" قد بدأت
» أوتوستراد المعركة الأخيرة‫:‬ موازين القوى العسكرية في جبهة درعا