في حين سمع صوت رشقات متفرقة من إطلاق النار في المدينة، في وقت بات الطريق إلى حي السكري الشعبي المعقل الثاني لمسلحي حلب مفتوحاً أمام الجيش
العربي السوري الذي سيطر على محاور عديدة تمكنه من اقتحام الحي بعد أن بسط نفوذه في «صلاح الدين» المعقل الرئيس لهم.
وخلال اليومين الماضيين أحرزت وحدات الجيش تقدماً في ثلاثة محاور تزنر حي صلاح الدين وتفتح الباب صوب حي السكري جنوب المدينة الذي فر إليه أغلبية مسلحي صلاح الدين وتحصنوا فيه باعتباره الحاضنة الثانية لهم.
وتمكن الجيش من دخول محور المشهد العامرية الذي يشرف على السكري من جهة الغرب في حين تحكم وحداته الطوق على الحي من طرف الراموسة الغربي، وبذلك تفصل مسافة أقل من واحد كيلو متر عن مشارف الحي التي يستوجب دخوله طرد المسلحين من أحياء المشهد وسيف الدولة والزبدية التي ينتشرون فيها بشكل عشوائي غير منظم.
وعلى الأرض، تصدى عناصر حراسة سجن حلب المركزي (10 كيلو متر شمال شرق المدينة) لثلاث محاولات فاشلة لاقتحام السجن صباح أمس من المسلحين الذين تكبدوا خسائر عشرات الضحايا في الأرواح وتدمير ثلاث عربات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة عدا عن تلقيهم ضربة جوية في البساتين القريبة من السجن أثناء تجمعهم بغية التخطيط للاستيلاء على السجن.
ومني المسلحون بالفشل لدى محاولتهم استهداف مطار النيرب العسكري ومطار حلب الدولي شرقي المدينة، كما فشلوا مراراً بدخول حي قاضي عسكر نتيجة لمقاومة الأهالي فاستهدفوهم بقذائف هاون انتقاماً منهم خلفت 6 شهداء ونحو 15 جريحاً من السكان المدنيين.
وكانت وحدات الجيش طهرت أمس الأول قلعة حلب والمنطقة المحيطة بها ومستديرات أقيول وباب الحديد وقاضي عسكر من المسلحين الذين تمركزوا فيها مما يمهد إلى مطاردة فلولهم في الأحياء القريبة منها في المدينة القديمة في الوقت الذي استهدفت الضربات الجوية مقراً للمسلحين في حي مساكن هنانو وتجمعات لهم في أطراف حي صلاح الدين وأحياء الشعار والصاخور وطريق الباب. ودارت اشتباكات بين وحدات الجيش والمسلحين في حيي سيف الدولة والإذاعة.
وبالعودة إلى دمشق، فقد سمع دوي انفجارين في المدينة الأول نجم عن قنبلة صوتية قرب قسم المرجة من دون أن يؤدي الانفجار إلى أي خسائر، وفق ما تحدث شهود عيان لـ«الوطن».
وبحسب شهود آخرين تحدثوا لـ«الوطن» فقد سمع دوي انفجار قنبلة صوتية أيضاً في منطقة البرامكة بالقرب من ملعب تشرين، من دون أن يؤدي الانفجار إلى أي خسائر. كما تحدث أهالي لـ«الوطن» عن سماع رشقات لأعيرة نارية في منطقة المزرعة بدمشق، فيما أوضحت وكالة الأنباء «سانا» أن الأجهزة المختصة قامت بملاحقة الإرهابيين وألقت القبض عليهم.
وفي ريف دمشق تواصلت مداهمة أوكار المجموعات المسلحة في مناطق مختلفة من أبرزها مدينة التل، كما استمرت ملاحقة المجموعات المسلحة والاشتباكات معها في بلدات الغوطة الشرقية ومنها النشابية، مرج السلطان، المزارع المحيطة بتل فرزات، بلدة حرستا القنطرة، منطقة خرابو.
كما تواصلت عمليات ملاحقة المسلحين في الحقول المحيطة بقرى شبعا وحتيتة التركمان وبزينة وبالا والغزلانية، وحول دير العصافير خصوصاً بعد أن طوقت المنطقة كلها وصولا إلى طريق مطار دمشق الدولي.
أما في حماة فقد سيطر الهدوء التام على مدينة حماة منذ نهار الجمعة الماضي، خلافاً لتوقعات الأهالي الذين خافوا من انفجار الوضع الأمني بعد صلاة الجمعة، استجابة لدعوات التنسيقيات المحلية، في حين واصلت قوات حفظ النظام والجهات المختصة في حمص تخليص شوارع المدينة القديمة وحي الخالدية من فلول الإرهابيين الذين ما زالوا يتمركزون فيها حيث دارت اشتباكات عنيفة استمرت لساعات تمكنت خلالها قوات الجيش من إحكام السيطرة على عدد من الكتل التي كانت تحت سيطرة المسلحين بعد قتل وجرح العشرات منهم، في وقت لاحقت قوات الجيش والسلطات الأمنية المختصة مجموعات مسلحة تسللت ليلاً عبر ريف المدينة إلى حي الشماس وتحصنت فيه وروعت المواطنين وقامت باستهداف نقاط لحفظ النظام هناك بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية حيث أسفرت المواجهات عن مقتل وجرح العشرات من المسلحين ومصادرة أسلحة متنوعة.
سورية الان - الوطن