سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: حرب الساعات الاخيرة وانقلاب المواقف رغم تدخل كبرى وحدات الاستخبارات في العالم الأحد أغسطس 12, 2012 7:48 pm | |
|
| حرب الساعات الأخيرة وانقلاب المواقف رغم تدخل كُبرى وحدات الاستخبارات في العالم | دام برس – بهاء نصار خير سنة ونصف السنة مرت على سورية التي تعيش حالة حرب لم تعشها أي دولة في العالم, وهذا الكلام وفق اعترافات من هم يُعدّون من أبناء من دعم وسلح الإرهاب في سورية. فالصحافة الغربية والأمريكية حصراً غصت بمقالات كُتابها الذين يُثنون على قوة سورية وثبات جيشها الذي فاجئ العالم بعقيدة قتالية يفتقدها الكثير من جيوش العالم. ولكن رغم هذا وذاك وكل هذا الكلام لم يستطع أعداء سورية حل المعادلة أو حتى فهمها والقصد هنا أعداء سورية الصغار والأقزام منهم الذين يظنون لوهلة بأنهم أصبحوا أصحاب قرار. فأمريكا وبريطانيا تسعى ومنذ زمن لتحويل سورية لصومال جديدة تعيش حالة من الفوضى والحرب الأهلية, يعيش شعبها على فتات معونات من منظمات إغاثة دولية كما يُسمونها, والخاسر من هذا كله شباب سوري مُضلل يُقاتل بسلاح تشتريه لهم المملكة المتخلفة الوسيطة التي تُسمى السعودية من أوروبا وأمريكا. وبما أن الشعوب العربية لا تقرأ ولا تُريد فهم الحقيقة المرة استغلوها بالكلام والشعارات المعسولة المُعلبة والمُغلفة بقوالب أمريكية صهيونية, وتركت التفكير جانباً يتولاه من هم أهل التفكير عنهم, فقد ذكر الباحث الروسي الذي تستعين المخابرات الروسية بدراساته الأمنية المبنية على معرفة عميقة بالشرق: هم يريدون إضعاف الدولة السورية المركزية لأنها تعاديهم وهي متحالفة مع إيران ومع روسيا الاتحادية وهذا هدف سياسي يسحب من يد أبرز خصوم واشنطن ورقة التحالف مع دمشق، ذات الموقع الجيوستراتيجي الهام، ولكن الهدف الأساسي للأميركيين ليس سياسيا فقط، ولو كانت الديمقراطية ومحاربة الديكتاتوريين هي السبب لكان على الأميركيين والبريطانيين غزو السعودية وتبديل النظام الثيوقراطي المتخلف فيها. وهنا قد يتساءل البعض ويُظهر ذكائه الخارق ويقول: نحن نعلم بأن الأمريكيين لا يغزون إلا لمصالحهم ومنفعتهم, وقد غزو العراق لنفطه وغزو أفغانستان لموقعها وخلق قواعد لهم بالقرب من روسيا, فما هي مزايا سورية حتى تُقاتل أمريكا لأجلها, فيُفسر السبب لمن ما يزال لا يعلم بأن الأميركيون كما الروس يملكون دراسات جيولوجية وصوراً عبر الأقمار الصناعية تؤكد وجود مخزون من الغاز في المياه الإقليمية السورية يعادل ما اكتشفته قبرص وإسرائيل مجتمعتين من ثروات في البحر المتوسط ! وللتأكيد أكثر فأين تجد الغاز والنفط وما يُحقق مصالح إسرائيل فأؤكد بأنك ستجد أمريكا. وسوريا تمتلك دافعين من تلك الدوافع الثلاثة لتفعل بها أمريكا ما تحاول فعله الآن. فقد حولت الولايات المتحدة الأمريكية وبجهود إخواننا العرب سورية إلى مسرح عمليات وجهاد وميدان تسرح فيه أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية وتمرح كما يحلوا لها وتُسلح وتُدرب وتُخطط, وتشرف على سير العمليات. ناهيك عن تأمين مرتزقة من الخارج مدفوعة الأجر من جيب آل سعود وخليفة. وعندما نجد أيضاً بأن أقمار التجسس الأمريكية والبريطانية قد تحولت لتُرابط فوق سورية تماماً وتنسى العالم بأسره ومناطق الصراع فقط لتوضع تحت تصرف مقاتلين يُنادون بحرية تقتل وتكُم الأفواه, حرية عدوتها الأولى الحرية, فالقلم والإعلام الذي بأعراف العالم بأسره هو رافع راية الحرية أصبحوا أهدافاً مباحةً لهم . و يؤسفنا بأنه لا يسعنا إلا الوقوف والقول لمن خاننا عبر هذه الفترة أين أنتم يا أبناء العرب؟ أين عقولكم؟ وبكم بيعت؟, وهل أصبحت سورية سلعة للمساومة عليها وحساب الربح والخسارة. كل يوم تُتحفونا وتجعلوا من كلامكم مدعاة تسلية في جلساتنا وفكرة جديدة لتتحول وجوهكم على صفحات الفيس بوك رسومات يتسلا بها شبابنا علها تُشكل دافعاً للضحك في زمن كثُر فيه البكاء. فالسيد عبدلله الصغير سليل العائلة الذائعة الصيت, والتاريخ المجيد المُتخم بالخيانة, وللعلم فقط وحسب ما قاله الباحث الروسي فإن الأمريكيين قاموا بتسخير المخابرات الأردنية العسكرية لتنفيذ جرائم في خدمة ما تُسمى الثورة في سورية فالمخابرات الأردنية العامة وهي الجهاز الأكبر في الأردن يعمل منذ عقدين بمثابة أجير عند الأميركيين، وهم من يمولون نفقاته الضخمة، ولكن ولأن وصول الإسلاميين إلى الحكم في سوريا يعني زوال الحكم الهاشمي في الأردن، فإن الملك عبد الله بن الحسين جادل الأميركيين في رغبته بعدم مساعدة استخباراته للأصوليين في سورية حتى لا يتقوى بهم أترابهم في عمان. ، فما كان من الأميركيين إلا أن مارسوا على الأردنيين ضغوطا أدت إلى تحييد المخابرات العامة ولكن مع تسخير المخابرات العسكرية الأردنية لخدمة الحرب الأميركية على النظام السوري، في مفارقة مأساوية وساخرة في آن. وفي الوقت الذي تقوم فيه مخابرات الملك الأردني العامة بتحريك العشائر البدوية ضد الإخوان المسلمين في الأردن (معظمهم من أصول فلسطينية) تقوم المخابرات الأردنية العسكرية بدعم الإخوان المسلمين في سورية وتدربهم وتقاتل عنهم حين لا يمكنها القتال معهم. كل هذا الكم من التآمر والضغوط و القذائف الإعلامية الموجهة والتي سجلت حدثاً تاريخياً كبيراً فلا أزمة دولية أو إقليمية شهدت مثل هذا الكم الهائل من الهجوم من قِبل أقوى وأكبر دول العالم ضد بلد ظنوه صغيراً لكنه فاجئهم بكبر تاريخه فأحفاد الفاتحين والقادة العظام لم يُخلقوا إلا في سورية والآن وبعد مئات السنين أمتُشق السيف الدمشقي الذي مل المكوث في غمده ليُعيد أمجاد التاريخ الذي أبكاهم دماً. لكنهم الآن وبعد مرور مئات السنين استبدلوا الحملات واستعاضوا عنها بأدواتٍ محلية الصنع وبعضها مستورد, ليقين علمهم بتحطم حملاتهم على أسوار الشام. تًشرف على تلك الأدوات وحدات أمريكية مخابراتية تُتقن فن الحرب النفسية بالتعاون مع طواقم بريطانية وإسرائيلية تتخذ من لندن مركزاً رئيسياً لها ترتبط مباشرة بقيادة الحرب النفسية في الجيش الأميركي والمعروفة باسم " مدرسة جون كنيدي للعمليات النفسية الخاصة" وبوحدة الحرب النفسية الإسرائيلية " ملاط " المتخصصة بالرئيس السوري بشار الأسد وبقادة نظامه وحكومته والمقربين منه. وما يميز هذه الوحدة أنها مشتركة بين الخلايا الناشطة عمليا والتي تدير وتنفذ عمليات الاغتيال و القتل الجسدي، وتلك التي تمارس القتل المعنوي ضد من لا يتجاوبون مع محاولاتها لشقهم ودفعهم إلى الانقلاب ضد السيد الرئيس بشار الأسد. لهذا السبب تم التصعيد بهذا الشكل واستهداف كبار الضباط في الجيش العربي السوري, إضافة لحالات هروب وفرار شخصيات كانت على صلات معهم خلال الفترة الماضية ظناً منهم بأن عمليات الاغتيال, وشراء ذمم بعض الشخصيات التي يعلوا مستواها يوماً بعد يوم تؤثر على معنويات السوريين وتدفع بهم للانهيار, ولكن التوازن والقدرة على التعامل مع كل التطورات هو ما فاجئ الجميع وعلى رأسهم الدول العظمى التي بدأت مواقفها تتلون بين دولة وأخرى. فالسيدة هيلاري كلنتون دعت من جنوب إفريقية منذ أيام لعدم إرسال السلاح إلى سورية وحذرت الدول التي تقوم بالإمداد من القيام بفعل كهذا. فالأم الحنون هيلاري أخيراً صرحت بأنها لا تُريد لنا حرباً أهلية. حالة التلون هذه التي يعيشونها الآن إن دلت على شيء فتدل على مدى الانهيار الذي يُعانونه والذي يُحاولون رأبه بتصريحات متناثرة هنا وهناك لعل وسيطاً يُطل فجأةً يُخرجهم من حفرتهم التي حفروها لنا فوقعوا بها. خاصة بعدما اصطدموا بحائط روسي صيني إيراني توقعوه أن ينهار تحت الضغط كما انهار في ليبيا والعراق من قبلها. لذلك الآن أيقنوا تمام اليقين بأنه لا استسلام مواقف يُرى في الأفق, وقرار الحرب العالمية الثالثة هو الآن بيد سورية, الدولة التي أحرجت أكبر دولة في العالم. لذلك حرب الساعات الأخيرة بدأت و القرار اتُخذ لا رجعة عنه.
|
| |
|