أيّ بديل عن نظام الأسد تريد أميركا وحلفاؤها حتى بدأت باستهداف روسيا لتوافق على الفصل السابع ؟!

أيّ بديل عن نظام الأسد تريد أميركا وحلفاؤها حتى بدأت باستهداف روسيا لتوافق على الفصل السابع ؟!

دوللي بشعلاني
رغم المفاوضات الروسية – الأميركية الجارية بشأن حلّ الأزمة السورية وتسليم الأسلحة الكيمائية التي يمتلكها النظام، قامت إحدى المجموعات المسّلحة باستهداف السفارة الروسية في دمشق بصاروخ هاون سقط في حرمها، بهدف «تخويف» روسيا وردعها عمّا هي ماضية فيه في مجلس الأمن الدولي أي استخدام «الفيتو» في حال واصلت الولايات المتحدة والدول الأوروبية تشبّثها بقرار قوي تحت الفصل السابع.
هذه المحاولة وصفتها روسيا نفسها بـ «العمى» لدى الغرب وبالسعي لابتزاز موسكو، ويجد فيها مصدر ديبلوماسي مطلع «رسالة في غير وقتها ومكانها لا سيما وأنّ الفرصة سانحة اليوم للحلّ السلمي وليس للتهديدات العسكرية، والجميع بات يعرف من يقف وراء المجموعات المسلّحة في سوريا ومن يُحرّكها كالدمى ولأي مآرب سياسية». وبرأيه، إنّ رسالة من هذا النوع لا تخيف روسيا ولا تجعلها بالتالي تبدّل موقفها لا في مجلس الأمن ولا خارجه، وهو لم يتغيّر منذ اليوم الأول لبدء الأزمة السورية وحتى اليوم.
كما وأنّها عندما قرّر الرئيس الأميركي باراك أوباما شنّ ضربة عسكرية على سوريا أعلنت أنّها لن تدخل في أي حرب عسكرية، أي أنّها التزمت الحياد، ولم تعمد الى التهديد بشن ضربات إنتقامية في حال تمّ قصف دمشق. كما وأنّ مثل هذه الضغوطات التي وصفها الروس بـ «الابتزاز» بهدف أن توافق روسيا على قرار على أساس الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لن تؤثّر على موقف موسكو لأنّها تُدرك تماماً كيف تُحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الالتفاف على ما تمّ التوافق عليه بين وزيري خارجية البلدين كيري ولافروف، وهذا الأمر لا يجوز لا سياسياً ولا ديبلوماسياً، ولا حتى أخلاقياً، وإلاّ فإنّ كلّ اللقاءات التي حصلت بين الطرفين حتى الآن كانت مضيعة للوقت، أو الاستفادة من الوقت لصالح توفير دعم عسكري أكبر للمعارضة المسلّحة التي بدت تنوء في بعض المناطق من وطأة وسيطرة القوّات النظامية عليها.
وفيما يتعلّق بالتهديد بوقف العمل في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فهو أمر لا يمسّ روسيا بالسوء بل الدول التي تعاني من خوفها الشديد من أن تطال هذه الأسلحة بلدانها مثل تركيا، وإسرائيل التي تمتلك مفاعل نووية. ويرى بأنّ ما تمّ التوافق عليه بين الجانبين بشأن تدمير الترسانة الكيميائية بحلول منتصف العام 2014، يُشكّل حلاً بحدّ ذاته لبقاء الرئيس بشّار الأسد على رأس السلطة في بلاده حتى موعد الانتخابات الرئاسية دون الحاجة للقيام بمحاولات عدّة لإسقاطه، ولهذا فمن مصلحة الولايات المتحدة والدول الأوروبية التمسّك بهذا الاتفاق بدلاً من العمل على إفشاله عن طريق فرض شروط تحيده عن مساره الطبيعي، مثل قرار التلويح باستخدام القوة في مجلس الأمن الذي تسعى اليه هذه الدول.
ويقول بأنّه لو أرادت سوريا فعلاً عدم الوفاء بالتزاماتها لما وافقت في الأساس على مبدأ تسليم سلاحها الكيميائي، ولما قدّمت طلب عضويتها للانتساب الى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ولما قامت أخيراً بتسليمها لائحة كاملة بترسانتها.. فإذا كانت كلّ هذه المبادرات التي صدرت عن النظام لا تطمئن المجتمع الأميركي والأوروبي، فإنّ اتخاذ قرار تحت الفصل السابع يجيز فرض العقوبات على النظام الى حدّ استخدام القوة معه، يعيد الأمور الى نقطة الصفر، فلا يكون النظام عندها مضطراً الى تسليم أسلحته للمجتمع الدولي لكي يُصار الى تدميرها.
ففي المبدأ وافق على التسليم لقاء إلغاء الضربة العسكرية، وليس الالتفاف عليها وإمكانية العودة اليها بقرار أممي موافق عليه من غالبية الدول!! وإذا كان النظام يستحق العقوبات واستخدام القوة بحقّه بعد كلّ التجاوب الذي أبداه مع المجتمع الدولي، على ما تساءل المصدر نفسه، فما الذي تستحقه المعارضة المسلّحة التي تواصل المعارك والقتال والعنف، وتُطلق الصواريخ، كما فعلت أخيراً وطالت السفارة الروسية في دمشق، من دون أن تُتهم من أي طرف بانتهاك حقوق الإنسان أو القيام بجرائم ضدّ الإنسانية رغم كلّ ما نسمع عنه من مجازر وارتكابات قامت بها في بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية؟! أمّا الهدف الذي تنوي الولايات المتحدة والدول الحليفة لها تحقيقه بشكل أعمى، فهو إسقاط نظام الرئيس بشّار الأسد خصوصاً قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأنّه في حال صمد حتى ذلك الحين فإنّه سيكون المنتصر على كلّ الدول التي واجهته وحاربته وأكّدت على انهياره السريع، فيما قام الأسد بإصلاحات سياسية وتحدّث عن بقائه حتى موعد انتهاء ولايته، وبعدها فليقرّر الشعب السوري أي رئيس يريد للبلاد.
وهنا يكمن السؤال، بحسب المصدر، أي رئيس بديل عن الحالي في سوريا تريد الولايات المتحدة والدول الأوروبية، من تنظيم «القاعدة» أم من «جبهة النصرة» أم من التكفيريين؟ أو ليس هؤلاء من الإرهابيين التي تسعى الى محاربتهم في كلّ أنحاء العالم؟ وهل توقّف الأمر على وجود هؤلاء على الساحة السورية، أم أنّه دخل اليها التنظيم الجديد «داعش» الذي يُقال إنّه أكثر تطرّفاً من المتطرّفين والتكفيريين أنفسهم؟ فهل تريد الدول المذكورة رئيساً من إحدى هذه التنظيمات لكي تستريح وتستكين نفس إسرائيل من تهديدات إيران و«حزب الله» في لبنان؟!
ثمّ إنّ سقوط قذائف الهاون بشكل يومي على دمشق من قبل مقاتلي المعارضة يؤكّد، بحسب المصدر، على امتلاك هؤلاء للصواريخ، وهذا الأمر خلافاً لما يشيعوه بأنّهم لا يملكونها، بل أنّها في حوزة النظام فقط. وما يعيد التساؤل حول الجهة التي استخدمت غاز السارين في خان العسل، كما في الغوطة الشرقية، فلو كان لدى المفتشين الدوليين أي أدلة ملموسة على استخدامها من قبل النظام، لما قاموا بالسكوت عن هذا الأمر بل لقدّموا ما يملكونه من معلومات حسيّة للمجتمع الدولي، خصوصاً وأنّهم يدركون مدى رغبة بلدانهم باتهام نظام الأسد بهدف إسقاطه بأي طريقة كانت. غير أنّ الحقيقة جاءت مخالفة لتوقعات المجتمع الدولي ولهذا تكتّمت على الجهة التي استخدمته واكتفت بتأكيد استعماله فقط.
الديار

» هل بدأت روسيا وحلفاؤها هجوماً معاكساً؟
» روسيا تحبط هجوم «الفصل السابع» على سوريا ....محمد بلوط
» تشوركين: روسيا لن تسمح بتمرير أي قرار لمجلس الأمن حول سورية تحت الفصل السابع
» المعارضة السورية تهدد الأسد: إما الحكم الإنتقالي او «الفصل السابع»
» دمشق تعدّ اللائحة الكيميائية ..وشيطان «الفصل السابع» لا يعيق «جنيف 2»