وثائق وادلة تثبت امتلاك النصرة للكيماوي، فهل استعملته بالغوطة؟

بعد الهجوم الكيميائي في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق والذي ادى الى سقوط المئات من المدنيين السوريين بين شهداء وجرحى تصاعدت وتيرة الاتهامات الغربية وتنظيمات المعارضة المسلحة للنظام السوري بتنفيذ هذا الهجوم في المقابل نفت الحكومة السورية في اكثر من تصريح روايات المعارضة متهمة المجموعات المتشددة التي تنتمي الى جبهة النصرة والقاعدة، ما جعل حقيقة الوضع في دائرة الالتباس بالرغم من وجود لجنة المحققين والمراقبين الدوليين في دمشق، ولكن بعد ان تكشفت الحقائق وبرزت مجموعة من المعطيات ووثائق مسربة من اجهزة استخبارات غربية وشهادات من صحفيين غربيين وادلة حصلت عليها روسيا عبر خبراء كيميائيين كانوا متواجدين اثناء العملية اضافة الى اعترافات احد قادة جبهة النصرة بان مجموعته نفذت العملية وضعت المجموعات المسلحة لا سيما التي تنتمي للقاعدة وللنصرة في موضع المتهم باستخدام الكيماوي وغيرها من الجرائم التي تطال المدنيين الآمنين، وهنا يطرح السؤال التالي: بمعزل عن مسؤولية النظام السوري عن هجوم الكيماوي ومع وجوده كاحد الفرضيات ولكن لماذا يتم استبعاد تنظيمات المعارضة المسلحة لا سيما جبهة النصرة بتنفيذ هذا الهجوم؟
فور تنفيذ الهجوم هدد أبو محمد الجولاني المسؤول العام في جبهة النصرة هدد بأنه سوف يرد بالمثل على قصف الغوطة بالصواريخ الكيماوية، متهماً النظام السوري بالاشتراك مع النظام الدولي كما قال بارتكاب هذه الجريمة. واضاف الجولاني وأضاف الجولاني” وقد شرع لنا أن نعاقب بالمثل” واستشهد بالآية القرآنة “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به”.وأعلن الجولاني أن الرد سيكون من خلال إطلاق “سلسلة غزوات العين بالعين” وهي غزوات تشن على القرى “النصيرية” بحسب قوله، مشيراً إلى أن كل صاروخ كيماوي سقط على الشام سوف تدفع ثمنه قرية من قراهم.
وهنا يطرح السؤال ايضا: الا تشكل تهديدات الجولاني دليلا قاطعا على امتلاك هذه التنظيمات سلاح كيميائيا؟ وبالتالي يرسم علامات استفهام حول الجهة التي زودتهم بهذا السلاح؟
وشهد شاهد من اهله عندما كشف رئيس المكتب الإعلامي لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة منذر خدام عن تلقيه معلومات تفيد بقيام تنظيمي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، بتحركات تحضيراً لتفجير سدي الفرات والبعث شمال سورية.خدام حذر من وقوع كارثة إنسانية في حال نفذت العملية، موضحاً "أن كل ما يملكه هو مجرد معلومات إذ لا يمكن لجماعات إرهابية أن تفجير السد ببساطة، إلا أن ذلك لا يعني إهمال هذه المعلومات" على حد تعبيره.
الكاتب والمؤرخ البلجيكي بيير بيتشينين الذي تمَ�' اختطافُه في سورية هو وزميله الإيطالي دومينيك كويريكو على أيدي مجموعاتٍ مسلحة وأطلق سراحهما أخيراً يقول إنَ�' "المجموعات المسلحة عاملته بقساوة"، مشيراً الى أنه "احتجز في غرفة صغيرة شبابيكها مغلقة"، نافياً أن تكون الحكومة السورية قد استخدمت السلاح الكيميائي في غوطة دمشق الشرقية.
وفي حديث خاص للميادين قال بيتشينين إنه "خلال إعتقاله سمع حواراً في الثلاثين من أبريل/ نيسان الماضي بين ضابط من الجيش السوري الحر وضابط من مجموعة الفاروق، إضافة الى وجود شخص ثالث كان يجيد اللغة الإنكليزية بشكل ممتاز" لافتاً الى أنه "لا يعرف هويته".
وأوضح بيتشينين أنه تأكد من خلال الحديث الذي كان يدور باللغة الإنكليزية "أن حكومة الرئيس بشار الأسد ليست المسؤولة عن إستخدام هذه الأسلحة في منطقة الغوطة الشرقية في دمشق".
صحيفة "تلغراف" البريطانية كشفت في مقال لروث شيرلوك تحت عنوان "سوريا: متمردون على صلة بالقاعدة يعدمون رجال ميليشيا أمام الأطفال"، عن مجموعة صور تظهر عملية ذبح أربعة سجناء سقطوا في يد مجموعة من الجهاديين، في اعدامات علنية منفصلة خارج حلب. وهذه الصور التي نشرت للمرة الاولى في مجلة "باري ماتش" الفرنسية التقطها مصور صحفي مستقل لم يتم الكشف عن اسمه حرصا على سلامته.
واشارت الصحيفة الى انه "بدأت تطبق في كثير من انحاء حلب، التي تعد ارثاً تاريخياً ومركزاً للتعلم والتجارة، الشريعة الاسلامية والمحاكم الاسلامية بوصفها القانون على الارض". وقالت الصحيفة ان "الشريعة - بحسب ترجمة القاعدة لها- تعيد سوريا الى القرون الوسطى، حين كان الحكم على جريمة هو الاعدام بقطع الرأس في ساحة عامة".
وثيقة استخبارية أميركية تثبت تورط جبهة النصرة باستخدام الكيماوي وبدعم من دول اقليمية حيث تكشف هذه الوثيقة عن قيام وحدة من القوات العسكرية الأميركية بمصادرة عبوات تحمل بداخلها غاز السارين السام منتصف العام الجاري واعتقال عناصر تابعة لجبهة النصرة في سورية، على علاقة بتنظيم القاعدة في العراق دخلت الأراضي التركية لتسليمها في سورية.
الوثيقة تعود "لمركز الاستخبارات الأرضية القومي" أحد أذرع الأجهزة الاستخبارية، وصنفت "سرية/يمنع التوزيع للخارج"، زعم موقع يرتبط بوزارة الدفاع أنه حصل عليها حصراً، موضحاً أن العناصر الجهادية المعتقلة، يعتقد أن عددها نحو 12 فرداً، تقطن منطقتي اضنة وميرسيا في تركيا وهي "من أشد الأجنحة خطورة وعدوانية" في صفوف المعارضة المسلحة.
وتجدر الإشارة الى أن عدداً من ضباط الاستخبارات الأميركية السابقين أرسلوا خطاباً جماعياً للرئيس أوباما، بتاريخ 6 أيلول الجاري، ينفون فيه مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم الكيميائي
وللدلالة ايضا على همجية المجموعات المسلحة " احد الشهود يقول.. هذا عمل وحشي لم نره منذ العصور الوسطى".. بتلك الكلمات وصف الصحافي الأميركي باتريك ويتي مشاهدته لعملية ذبح جندي سوري نفذتها عناصر القاعدة في حلب وتحديداً في ساحة قرية كفرغان.
الصحافي الأميركي وصف مشاهدته العملية بدقة قائلاً "هو جندي خائف ومتوتر صغير السن يجثو على ركبتيه جبراً، يافع لم يرى من الحياة شيئاً بعد، يذبح بكل برادة دم، والأغرب أنهم كانوا سعداء للغاية بهذا العمل".
بعد هذه الادلة والشهادات التي تشير باصابع الإتهام لمجموعات المعارضة المسلحة باستخدام الكيماوي وارتكاب المجازر نختم بالتساؤلات التالية: من يضمن ان تنفذ هذه المجموعات هجمات كيميائية في سوريا مجدداً؟ وما هي مصلحة الدول الغربية باخفاء هذا التورط وهل هي متورطة ايضا؟ وماذا لو استعملته يوما على اراضي تلك الدول؟
تقرير محمد حمية

» غرناطة غيت: وثائق تكشف لأول مرة عن قادة جبهة النصرة (الجزء1-2-3)....نضال حمادة
» العثور على وثائق تثبت تورط دول إقليمية بدعم الإرهابيين في العراق
» وثائق قضائية تثبت تورط الحريري وصقر بتسليح المعارضة السوريّة
» فضيحة.. العثور على وثائق سرية وخطيرة تثبت تورط مسؤولين عراقيين مع «داعش»
» الجيش السوري يحصل على وثائق مهمة من مسلحين وقعوا في كمين بالغوطة الشرقية