كما لو أن الضربة قائمة فعلا! ...زهير ماجد

كما لو أن الضربة قائمة فعلا! ...زهير ماجد

ليس أمام دمشق سوى تحمل الضغوط المكثفة عليها .. آمرها أميركي لعب الخطأ بلسانه فقرره إلى الآخر .. من سمع بالأمس على التلفازات "خبراء" في السياسة آمن أن الضربة الأميركية تقررت وأنه يجري تفعيلها لدى موسكو، بمعنى أن لا بد من القول للروس حجم الضربة واتساعها، هل هي على الطريقة الصربية مؤلمة وجارحة وقد تقرر مصير الدولة والنظام، أم أنها مبضعية، مجرد جروحات لإعادة التوازن بين ما وصل إليه الجيش العربي السوري وحدود المعارضة المسلحة.

كما لو أن الضربة قائمة فعلا! ...زهير ماجد Oi8vd3d3LnN5cmlhbm93LnN5L2FyY2hpdmUvYXJ0aWNsZXMvbjEzNzc1NTI3MTIuanBn

كما لو أن الضربة قائمة فعلا! ...زهير ماجد Oi8vd3d3LnN5cmlhbm93LnN5L2FyY2hpdmUvYXJ0aWNsZXMvbjEzNzc1NTI3MTIuanBn

لكن البعض لا يخشى هذا الفوران الأميركي ويرى فيه انعطافا نحو حل. وللوصول إلى هذا الهدف، لا بد من ممارسة أقصى الضغوط على سوريا، أليس الإعلان عن وصول أربعمئة طن إلى المعارضة المسلحة واحدة منها، وإذا أضفنا إليها البارجات الحربية الأميركية الأربع التي تحمل صواريخ كروز في البحر المتوسط، نكون أمام ذروة المشهد الذي لا يحتاج إلى تعليق واجتهاد.
اللعبة إذن بهذا الشكل وهذا "التصميم" يراد لها أن تبلغ غايتها، والغاية الحقيقية ليس فقط الدولة السورية والرئاسة تحديدا، بل عنصران مهمان يراد اجتياح نفوذهما في مسار الصراع على سوريا، وهما إيران وحزب الله .. ففي حين أعلنت إيران موقفها المصمم إلى جانب سوريا، لن يكون الحزب بمنأى عما وصل إليه من تحالف سياسي ميداني، وهو ارتباط استراتيجي لا انفكاك فيه، دون أن ننسى الحضور العراقي الذي يشبه إلى حد بعيد حزب الله في شرايينه التي تضخ على الأرض السورية.
العالم إذن يعيش هاجس الضربة الأميركية، مشهد العراق وكوسوفو وأفغانستان يتسلل إلى سوريا التي لا تملك سوى خيارها الوحيد: الحرب على الأعداء الداخليين والخارجيين، وإذا شاءت الظروف حربا ضد إسرائيل فليكن خيارا مرسوما، طالما أن الكيان الإسرائيلي يزيد من ضغطه على الأميركي من أجل توجيه الضربة، بل بات يحدد له مسارات يعتقد أن جل أهدافها من عندياته. بل إن الإسرائيلي الذي يجزم حصول الضربة كما هي معلوماته، يثق كثيرا بأنها ستحقق أهدافها إن حصلت.
ضمن هذ الجو المحموم الذي يظهر المسرح وكأنه قاب قوسين من ضربة فجائية أميركية لسوريا، تذهب الأنظار باتجاه موسكو وإيران بالطبع، فالدولتان تحذران، وتكادان على اطلاع وثيق بما يستعد الأميركي لتنفيذه، فتريان فيه إشعالا للمنطقة برمتها، بل هي في اعتقادهما دعسة خطيرة للتعدي على السلام العالمي الذي لن تسلم منه واشنطن أيضا ولا حتى إسرائيل، وفي القلب من الاعتقاد الروسي أن الأميركي من ضمن أهداف عمليته إن وقعت، الذهاب على جنيف 2 على قاعدة أميركية مئة بالمئة.
لهذا السبب تستعد سوريا وروسيا وإيران والحلفاء الآخرون إلى اعتبار المعركة واقعة، وأن الأميركي الذي اخطأ في حسابات سابقة ودفع ثمنها، فإما أنه يمارس سياسة التهويل الكبرى، وإما أنه ذاهب نحو زيادة في تلك الأخطاء، وسيكون مفاجأة له ما ينتظره إن هو فعلها..!

» قبل الفعل .....زهير ماجد
» إنهم ينتحرون ....زهير ماجد
» الشام تغسل أوجاعها .....زهير ماجد
» صناعة الموت ...في سورية - بقلم زهير ماجد
» القصير .. ضربة تطول كثيرين ....زهير ماجد