أرسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلباً رسمياً إلى دمشق للحصول على تقارير للتحقيق في احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. وبالإضافة إلى ذلك، طلب من الممثل السامي لشؤون نزع السلاح أنجيلا كين زيارة دمشق من أجل المساهمة في الوصول السريع لفريق الخبراء إلى مكان الحادث. يشار إلى أن الفريق وصل إلى سورية في يوم 18 من شهر آب/أغسطس للتحقيق في الحالات السابقة من استخدام الأسلحة الكيميائية.
في هذه الأثناء سارعت بعض الدول الغربية إلى إلقاء اللوم على الحكومة في دمشق بشأن معلومات غير موثوقة حول حادث، ربما، لم يقع أصلاً.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل كان هناك هجوم كيماوي حقاً؟ وإذا لم يكن، فمن أين أخذت هذه الجثث التي تم اظهارها بالصور وتسجيلها على الفيديو؟
هذه الأسئلة كانت محط نقاش بين الصحفي العسكري الأبخازي في وكالة أنباء «ANNA » مراد موسين مع إذاعة "صوت روسيا"، مع العلم أن موسين برفقة ثلاثة من زملائه كان موجوداً في الغوطة الشرقية يوم الهجوم الكيماوي المزعوم.
سؤال:حسب معلوماتنا كنتم موجودين يا سيد مراد في الغوطة الشرقية ذلك اليوم. هل تم استخدام الأسلحة الكيميائية هناك أم لا؟
نحن لم نتواجد في الغوطة الشرقية فقط، وإنما كنا هناك طوال اليوم من الصباح الباكر، حيث تجري الآن هناك عملية تطهير كبرى ضد المسلحين، وقمنا بتصوير ما يحدث عبر تسع كاميرات بفضل أربعة مصورين. لقد بدأت العملية عن طريق اقتحام المنطقة من ثلاثة اتجاهات ودخلت خلالها قوات مشاة مدعومة من قبل سلاح المدرعات. قمنا بتصوير الضباط والجنود ولم يكن أيا منهم يرتدي الأقنعة الواقية من الغازات. وعلاوة على ذلك، فإن العملية العسكرية في الغوطة الشرقية هي نوع من أنواع القتال القريب. وغالبا ما كانت مجموعتنا تقوم بتصوير المواقع التي تبعد مسافة تتراوح بين 30-40 متر من نقاط تواجد المتمردين. ولذلك فإنه لو كان هناك هجوم كيماوي لتضرر فريق التصوير أيضاً، ولكن من كثافة النيران مع المسلحين، ولحسن الحظ حصلت لدينا إصابات طفيفة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن اللقطات التي تم عرضها تبين أن معظم ضحايا الهجوم الكيماوي المزعوم هم من النساء والأطفال، وهذا أمر يناقض الواقع، لأنه في حال استيلاء المتمردين المسلحين على منطقة ما من المناطق فإن سكانها يغادرون المكان، لا بل أكثر من ذلك، في كثير من الأحيان يجبر الإرهابيون أنفسهم على مغادرة المكان لكي لا يكون من بين السكان عملاء للحكومة الشرعية. وبالتالي، لو أن الجيش استخدم الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية، لرأينا فقط جثث الرجال.
لذلك يمكنني أن أصرح بكل مسؤولية أنه لم يكن هناك استخدام للأسلحة الكيميائية السامة في الغوطة الشرقية. أما فيما يتعلق بظهور مثل هذه الاستفزازات عن طريق الإشارة إلى استخدام الأسلحة الكيميائية فهذا على ما يبدو بسبب الحالة المزرية للغاية التي يعاني منها المتشددون، مع الاشارة إلى أن عمليات التطهير التي يقوم بها الجيش العربي السوري بأقل الخسائر، تجري بنجاح كبير. وهنا لا بد من الاشارة إلى أن الغوطة الشرقية تعتبر من المناطق الهامة للمقاتلين من الناحية الاستراتيجية، وهذا هو السبب في تواجد المرتزقة الأجانب المحترفين الذين يقومون بحماية هذه المنطقة. على الرغم من هذا، فإن خسارة الجيش العربي السوري ضئيلة تقدر بـ2-3 شخص يومياً، خلافاً لما هو عليه الحال مع المتمردين المرتزقة الذين تقدر خسائرهم بالعشرات وحتى بالمئات.
ولهذا يلجأ الإرهابيون إلى مثل هذه الاستفزازات، وهذه ليست المرة الأولى. فعندما بدأ الجيش باستعادة المواقع والضغط على المتطرفين، يلجأ الأخيرون إلى ارتكاب الجريمة وبالطبع فإن المتهم الوحيد في هذه الحالة هي دمشق. وبالطبع كما جرت العادة يتمكن المسلحون من كسب قسط من الراحة ويعيدون تجميع صفوفهم في الوقت الذي ينشغل فيه العالم لمعرفة ما حدث حقيقة وخلال مناقشة قضية إدخال أو عدم إدخال المراقبين الأمميين، والآن نحن نتعامل بالضبط مع نفس الاستفزاز.
سؤال:
ومع ذلك، من أين كل هذه الجثث في هذه الحالة التي ظهرت على شاشات التلفزة؟ وإذا لم تكن هذه الجثث قد لقيت حتفها في الغوطة الشرقية فأين إذاً؟ ومن برأيكم هو المسؤول عن ذلك؟
كما قلت سابقاً، فإن الصور ولقطات الفيديو تظهر جثثاً للأطفال والنساء. أي أنهم لم يلقوا حتفهم في المناطق التي تجرى فيها عمليات مكافحة الإرهاب، وبطبيعة الحال، ليس في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وبالتالي يمكن أن نستنتج أنهم قتلوا في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.
بطبيعة الحال، هذه الجريمة تتطلب تحقيقاً منفصلاً. وينبغي أن تعطى إجابات على أسئلة حول توقيت مقتل كل هؤلاء الناس، وما هو السبب في إثارة موضوع الأسلحة الكيميائية في الوقت الذي وصل إلى سورية فريق لمفتشي الأمم المتحدة وذلك للتحقيق في استخدامه؟
وإذا ما واصلنا موضوع الأسلحة الكيميائية، أود أن أذكر بأن المسلحين هم من يستخدمون هذا النوع من الأسلحة في المعارك ضد الجيش العربي السوري. لقد قمنا بتوثيق بعض الوقائع التي استخدم فيها المسلحون في ضواحي دمشق المتفجرات التي تحتوي على عبوات غازية. أما بالنسبة للاستفزاز الحالي، فإنه ليس لدي أدنى شك في أن هذه الحادثة كانت مفبركة مسبقاً وتم توقيتها لتتزامن مع وصول مفتشي الأمم المتحدة.
وفي الوقت نفسه، أكد مصدر في السلك الدبلوماسي الروسي لإذاعة "صوت روسيا" بأن المسلحين على الأغلب أطلقوا صاروخاً، وذلك لأن ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قدم لأعضاء مجلس الأمن صوراً من الأقمار الروسية التي تظهر بوضوح أن القذيفة السامة تم إطلاقها من الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون، وسقطت في منطقة يسيطرون عليها أيضاً بالقرب من الغوطة الشرقية.
المصدر : القسم العربي لإذاعة روسيا اليوم الحكومية