سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: الطرف الثالث... اللاعب الشبح على الأرض السورية السبت أغسطس 24, 2013 2:35 am | |
|
الطرف الثالث... اللاعب الشبح على الأرض السورية
الجمعة، 23 آب، 2013
خاص أوقات الشام
إدارة التحرير / أوقات الشام
تثير الحرب التي تجري في سوريا و على سوريا منذ بداياتها الكثير من التساؤلات, وتضعنا أحيانا في مواقف ملتبسة لأحداث غير مفهومة. فمنذ بداية الأحداث في سوريا سقط العشرات من المدنيين و تم فورا استثمار مقتلهم عبر فضائيات الفتنة لاتهام الامن و الجيش السوري مما سيؤدي بالنتيجة الى اثارة الرأي العام ودفعه في اتجاه ثورة أصبح واضح تماما الان ماهيتها و أهدافها. وكذلك الامر تم استشهاد العديد من رجال الامن و الجيش و تكذيب وقائع استشهادهم من قبل نفس تلك القنوات كما كان يتهم النظام نفسه بقتلهم ثم تبين لاحقا وجود مسلحين وسلاح منذ بدايات الازمة السورية. لم يكن يلزم أعداء سوريا سوى مجموعة من القناصين تستهدف من بعيد المظاهرات المحدودة ورجال الامن حتى يشتعل فتيل العنف. سيتهم المتظاهر قوى الامن بقتل صديقه أو قريبه فيصبح مجرما حاقدا عنيفا, وستتهم قوى الامن المتظاهرين بقتل عناصرها فتبادلهم العنف بالعنف والقاتل الحقيقي يتفرج من بعيد. هناك في كل صراع مسلح سواء في سوريا أو غيرها طرفان للنزاع, هما السلطة و المعارضة كما هو الحال في سوريا أو حزب الله والمقاومة و جماعة تيار المستقبل و من معهم كما هو الحال في لبنان, وهذان الطرفان معلومان و ظاهران. ولكن يوجد هناك أيضا طرف أخر غير ظاهر و غير معروف و يعمل كالاشباح ومن منا يؤمن بوجود الأشباح ؟ كيف يمكنك إقناع جمهور ما بأن من قام بمجزرة ما أو جريمة ما هو طرف ثالث غير ظاهر كالأشباح ؟ بينما طرفي الصراع واضحين والاتهامات جاهزة ومجهزة. هذا الطرف الثالث ليس وطنيا ولا تهمه الدولة التي يعمل فيها أو الديمقراطية أو الحرية أو ديانة أو طائفة من يستهدفهم, إنه يعمل بإمرة اجهزة استخبارات خارجية هدفها تنفيذ أجنداتها في دولة ما, كإشعال ثورة من خلال استهداف المدنيين و قوات الأمن مما يدفع الطرفين لاتهام الاخر, أو لاشعال حرب أهلية من خلال استهداف طوائف معينة واتهام طوائف أخرى بتنفيذها, أو ارتكاب مجازر لاستدعاء التدخل الخارجي واستثارة الرأي العام وجميع الحالات السابقة تنطبق على ما حدث ويحدث في سوريا. لقد قام هذا الطرف الثالث بمجازر طائفية في سوريا واتهام النظام بها لكي يتحول الصراع الى صراع طائفي يستدعي التقسيم, والاعلام يتكفل بتأكيد هذه الاتهامات, فكيف يقوم النظام بارتكاب مجازر طائفية وهو يحتضن جميع الطوائف في المناطق التي يسيطر عليها و يوفر لهم جميع مستلزمات الحياة كما أنه يحميهم و يدفع رواتبهم ؟ كيف تتهم الطائفة العلوية بأنها طائفية و هي تستضيف أهلها من الطائفة السنية في مناطقها في الساحل السوري, في طرطوس و اللاذقية و القرداحة مسقط الرئيس السوري هناك عشرات الاف اللاجئين من السنة و المسيحين و كل من هو سوري. من له مصلحة بارتكاب هذه المجازر إذا ؟ فالمصلحة هي أساس البحث الجنائي لمعرفة الفاعل. ما هي مصلحة النظام السوري باستخدام الكيماوي ضد النساء والاطفال في ريف دمشق وهو الذي لم يستخدمه ضد المسلحين الذين يشكلون هم التهديد الأكبر له وليس الأطفال و النساء ؟ ماذا كسب ؟ وبماذا استفاد ؟ لماذا لم يقم النظام بإبادة المسلحين المتحصنين في داريا المحاذية لدمشق بالسلاح الكيماوي وهي التي تخلو من المدنيين حتى الأن ؟ لماذا لم يقم بإبادة المسلحين بالكيماوي في الخالدية بحمص و تكبد خسائر كبيرة حتى دخلها ؟ لماذا لا يبيدهم في حلب ؟ لا يمكن الاجابة عن هذه التساؤلات الا عبر البحث عن الطرف الثالث. هو من يسعى الى استمرار الحرب في سوريا, هو من يسعى الى تحويلها الى حرب طائفية, هو من يسعى الى تقسيم سوريا, هو من يسعى الى تدمير هذا الوطن تماما. فمن له مصلحة بذلك سوى العدو الاسرائيلي ؟ الطرف الثالث لا يهمه من يقتل أو أين يقتل, سيقتل السني لاتهام الشيعي, وسيقتل الشيعي لاتهام السني وسيبذل كل وسعه كي تشتعل الحرب الطائفية بينهما. هو من اغتال رفيق الحريري ليشعل الحرب بين سنة لبنان و شيعتها وهو من يفجر في الضاحية كي يرد حزب الله على السنة و يشتعل لبنان. هو من يفجر في العراق حتى يثير كره الطوائف العراقية لبعضها الاخر, فتنفجر حرب في المنطقة كحرب البسوس طرفاها هم ابناء الوطن الواحد و العدو الاسرائيلي طبعا ليس طرفا فيها. لا مصلحة لسلطة أو لمواطن شيعيا كان أم سنيا, مؤيدا كان أم معارضا في ارتكاب المجازر الطائفية و المذابح ضد الانسانية. من يقتل الاطفال و النساء و يستهدف الطوائف هو ليس سوريا وليس لبنانيا وهو ليس سنيا و لا شيعيا هو ليس مؤيدا ولا معارضا هو الطرف الثالث.. هو المجرم. لا يمكن انقاذ أوطاننا و وقف الحقد الذي ينمو في قلوبنا كل طرف تجاه الاخر سوى بمعرفة هذه الحقيقة وادراك وجود هذا الشبح المجرم الذي يعمل بالخفاء و بكل وحشية, لنتوقف عن كيل الاتهامات وزيادة جرعات الحقد والكره تجاه بعضنا البعض لنتأمل قليلا في أي وصلنا و إلى أين نحن سائرون إذا كان من يسيرنا هو مصلحة الوطن و ليست أحقادنا الشخصية و التي قد تكون جميعها من صناعة وانتاج ملوك غسل الأدمغة في العالم: الصهيو- أمريكية. | |
|