-الملخص:
في زمن العاصفة السورية بدا أن الرهان على الأكراد والدروز لهز الجغرافيا السياسية للمنطقة بمشاريع التقسيم
- خلال الشهر الأخير بدا ان تحولات حاسمة الوضوح تجري على المسرح الكردي مواجهات عسكرية للقاعدة واعلان البرزاني جهوزية التدخل وموقف اوجلان الداعم لسوريا
- مع الحسم في الخيارات الكردية تسقط سلسلة كبرى من المخاطر الإقليمية والإستراتيجية
- حلف بندر يخسر في سوريا من ريف اللاذقية وقد تلقى ما بين القصير والخالدية والقابون وبرزة ضربات قاسية
- في مصر حسم الجيش امره نحو انهاء ساحات رابعة العدوية والنهضة وانهاء عصيان الاخوان
- يقف جنبلاط وحيدا بعدما احرق السفن وتوجه بكلام فوق قدرته على تحمل تبعاته لحزب الله بالإنسحاب من سوريا وإلا سيخسر كثيرا ليصله الرد سريعا ان القصير اهم من عالية والشوف
- دروز الجولان رأس حربة بوجه الحرب على وطنهم سوريا والجليل يشهد شراكة وازنة للدروز في التحركات التضامنية مع سوريا أما في السويداء جبل العرب فقد صار جنبلاط وجماعاته منبوذين ولذلك في لبنان المعادلة المريحة لجنبلاط تضيق هوامشها و تنتظر غلطة مميتة على الكوع
- انتحار جنبلاط
[b style="padding: 0px; margin: 0px;"]النص الكامل:[/b]
- حالتان تتوسطتان في الجغرافيا مناطق التوتر وفوالق الزلازل الديمغرافية في الشرق الأوسط وتملكان مفاتيح التغيير الكثيرة
- حالة دروز بلاد الشام بامتدادهم في الجليل والجولان وووسط لبنان وجنوب سوريا لتشيكل جغرافيا قابلة للإنزلاق نحو تفتيت الكيانات و تشكيل حزام امن لإسرائيل وهي جغرافيا قابلة بالعكس تماما لتشكيل درع حماية الإستقلال الوطني ومواجهة المشاريع الأجنبية لقدرتها المتسمرة على التماسك رغم تنوعها السياسي والعشائري وتصرفها كجماعة لها خصوصيتها
- بموازاتها وربما بما هو أهم وأكثر حساسية الجماعة الكردية الموزعة بين تركيا وسوريا والعراق وإيران وأهليتها لقيادة مشروع تقسيم المنطقة لكيانات او دورها في تزخيم جبهة ذات مضمون سياسي إستقلالي
- مع سلطان باشا الأطرش و الأمير مجيد إرسلان في زمن الإحتلال الفرنسي و بعد نشأة إسرائيل شكل الدروز قوة طليعية لحماية العروبة والدفاع عن مشروع الإستقلال وفي زمن جمال عبد الناصر شكلوا مع كمال جنبلاط مشروع الفكرة التقدمية العربية المرافقة للناصرية والحامية للثورة الفلطسينية
- في مراحل وليد جنبلاط وقفوا على خط التماس بين إستثمار قوة المشروع العربي لحافظ الأسد لبناء كيان خاص بقيت عينه على متغيرات تسمح بظهوره للعلن وكان المانع دائما ميزان القوى الإقليمي الذي تفرضه قوة الدولة السورية وبعدها المقاومة اللبنانية بما يحول دون العبث بتماسك سوريا والإنفتاح على صيغ إسرائيلية للتواصل مع دروز الجليل والجولان ضمن مفهوم كيان له خصوصية لا تتعارض مع مقتضيات الأمن الإسرائيلي
- الحرب على سوريا وفيها أعادت فتح الملف المغلق بعدما بدا أن ركائز الكيان الوطني للدولة السورية يتزعزع وتهتز وحدته وتتآكل الكثير من عناصر قدرته على الردع والمنع فيما المقاومة في لبنان تبدو تحت حصار متعدد الإتجاهات يسمح بإبتزاز إنشغالاتها للعب على أوتار متعددة و التلون على ايقاع موازين القوى حتى تحين لحظة الانقلاب الكبير
- مدخل الانقلاب يجب ان يكون حكومة تصادم مع حزب الله وتحويلها بتصاعد التوتر الى حكومة تابعة للمحكمة الدولية لمضبطة اتهام للحزب بالإرهاب يجيد وليد جنبلاط تصدرها وهو قد فعل ذلك بين العامين 2005 و2008 وصولا لمطالبة اليوت ابرامز باغتيال السيد حسن نصرالله
- على الضفة الكردية نجح كل من جلال الطلباني والملا مصطفى البرزاني في المواجهة مع النظام الحاكم في العراق في السبعينات ومن بعدهما عبدالله اوجلان في مواجهة النظام الحاكم في تركيا بالبقاء رغم كل التقلب والتغير في ظروف المواجهة على ضفة حركة التحرر الوطني و يكفي ان سوريا حافظ الأسد كانت الحاضن والمضيف لثلاثتهم كل من موقعه وخصوصيته
- في زمن جلال الطلباني ومسعود البرزاني بعد الإحتلال الأميركي للعراق ودورهما كجزء من مكونات المعارضة العراقية في اسقاط نظام الرئيس صدام حسين في كنف الإحتلال جنبا الى جنب مع التحالف الشيعي الذي يقوده اليوم رئيس الحكومة نور المالكي وفي مرحلة ما بدا ان هذا الثنائي من ضمن الشراكة مع المالكي قد يشكل رأس حربة للإستهداف الأميركي لنظام الرئيس بشار الأسد بينما كانت التطمينات الإيرانية التي لم تكن بعيدة عن تشجيع الثلاثي على إستثمار الإحتلال الأميركي تؤكد أنه في اللحظة الحاسمة وخصوصا ما بعد الإنسحاب الأميركي سيكون الاكراد والشيعة في العراق سندا لدعم سوريا بوجه التحديات بينما حافظ عبدالله اوجلان من سجنه على سجل الوفاء لموقعه المعادي للسياسات الأميركية و تسمكه بخطاب ايجابي تجاه سوريا
- في زمن العاصفة السورية بدا أن الموقف الكردي يتأرجح سواء بما بدا من اتجاه حزب العمال الكردستاني لمصالحة مع حكومة اردوغان ارادتها بوليصة تامين للتفرغ للحرب على سوريا او ما بدا من حراك لاكراد سوريا وتورطهم بالعمل المسلح مرة بالتعاون الضمني مع الجيش ومرات بالتنسيق مع الاجسام المسلحة المناوئة للدولة و اخيرا بالكلام عن حكم ذاتي او دستور جديد خاص بكردستان الغربية
- خلال الشهر الأخير بدا ان تحولات حاسمة الوضوح تجري على المسرح الكردي سواء لجهة الموقف الميداني والسياسي التصادمي مع مجموعات ما يسمى بالجيش الحر ولكن وبصورة خاصة مع جماعات القاعدة ومتفرعاتها من النصرة وغيرها او لجهة الموقف الصادر عن حزب العمال الكردستاني بلسان عبدالله اوجلان لجهة عدم مواصلة مساعي المصالحة مع حكومة اردوغان و كذلك لجهة الدعوة لاعتبار القتال الذي يخوضه الجيش السوري والاكراد بوجه القاعدة قتالا ضد الإرهاب وجاء التتويج بما صدر عن مسعود البرزاني كرئيس لكردستان العراق بتاكيد جهوزية التدخل لمساندة اكراد سوريا بوجه تشكيلات القاعدة وقيمة هذا الكلام انه تزامن مع اتهام لمكتب البرزاني لتركيا بالوقوف وراء النصرة في سوريا وهذا قطع لمسار اراده اردوغان باستمالة البرزاني في حربه ضد سوريا
- مع الحسم في الخيارات الكردية تسقط سلسلة كبرى من المخاطر الإقليمية والإستراتيجية على مستقبل الجغرافيا السايسية الإجمالية للمنطقة ولكن للحرب السورية بصورة خاصة
- مع الخسائر التي يمنى بها حلف بندر في سوريا من ريف اللاذقية الى ما يجري في جبال الاكراد و التركمان والتقدم المتسارع للجيش السوري لتشكيل هلال عسكري حول حلب من الشمال الغربي موازيا للهلال الممتد من السفيرة للمطار والهلال الممتد من الحمدانية للاحياء الداخلية تصبح معركة حلب الحاسمة قريبة جدا خصوصا مع استرداد الجيش السوري للسيطرة على اريحا عقدة الوصل بين حماة وادلب واللاذقية وحلب فيبدو ان مشهد سوريا لن يعرف اختلالات تسمح بالتقاط الانفاس للمشروع الذي تلقى ما بين القصير والخالدية والقابون وبرزة ضربات قاسية
- مع تطورات مصر و حسم الجيش امره نحو انهاء ساحات رابعة العدوية والنهضة ومترتبات ذلك على تموضع الجيش المصري في مكان الإشتباك الدموي مع الأخوان تبدو المنطقة كلها امام تغييرات ليست في صالح الإهتزازات التي ربط جنبلاط مصيره بها
- يقف جنبلاط وحيدا بعدما احرق السفن وتوجه بكلام فوق قدرته على تحمل تبعاته لحزب الله بالإنسحاب من سوريا وإلا سيخسر كثيرا وذلك عشية المحاولة الفاشلة للنيل من الرئيس السوري بمحاولة إغتيال ثبت أنها عملية تجارية للحصول على ما رصده بندر لهذا الغرض ويواصل جنبلاط التلويح بدعم مشروع حكومة امر واقع بمسمى حيادية او غيرها وظيفتها استبعاد حزب الله ليصله الرد سريعا ان القصير اهم من عالية والشوف
- إنتحار جنبلاط صار بأحد طريقتين مفتوح الباب اما الإعتزال او ركوب الموج العالي والغرق فالواضح أن حدوده باتت محصورة باللعبة اللبنانية لحسابات اكبر من لبنان كله فدروز الجولان رأس حربة بوجه الحرب على وطنهم سوريا والجليل يشهد شراكة وازنة للدروز في التحركات التضامنية مع سوريا أما في السويداء جبل العرب فقد صار جنبلاط وجماعاته منبوذين و الدروز ضمن النسيج الوطني السوري للمواجهة مع متفرعات القاعدة وخصوصا النصرة التي بايعها جنبلاط ولذلك في لبنان المعادلة المريحة لجنبلاط تضيق هوامشها و تنتظر غلطة مميتة على الكوع
[b style="padding: 0px; margin: 0px;"]ناصر قنديل[/b]