سيناريو أميركي «موازي» ضد سوريا.. والدوحة ترصد 300 مليون دولار للانشقاقات !
6/08/2012
شوكوماكو | ريبال زينون
مع تصاعد القلق من إنجاز الحسم العسكري والقضاء على العصابات الإرهابية فوق الأراضي السورية، وتمكن القيادة السورية من إيجاد حل سياسي داخلي، أفادت معلومات أن حالة من "اللاتوازن" قد أصابت الدبلوماسية الأميركية.
ويستدل المراقبون على الحالة الأميركية هذه من سلوك وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومسؤولين آخرين في إدارة الرئيس باراك أوباما، بطريقة تؤكد فقدان قدرة هذه الإدارة على السيطرة على مجريات المعارك ضد سوريا، سياسياً وميدانياً، حيث باتت إدارتها تقوم على "رد الفعل الذي يفرضه الواقع الميداني والسياسي وليس ما خطط له".
ويضيف المراقبون أن انطلاقاً من هذا الواقع تسعى الإدارة الأميركية عبر أذرعها الإقليمية والعربية وكذلك العصابات الموجودة على الأرض إلى متابعة الضغط السياسي والعسكري "على أمل أن يحدث انقسام في الجيش السوري" الأمر الذي يجري العمل عليه بشكل مكثف.
ولفت المراقبون إلى حقيقة مفادها هي أن "الولايات المتحدة لا تستطيع الانسحاب من الملف السوري لأن في ذلك خطر كبير على إسرائيل تحديداً" وأن "الأميركيون يدركون أن الرياح جرت في تنفيذ المؤامرة ضد سوريا عكس ما اشتهت سفنهم"، مؤكدين أن الإدارة الأميركية لا تملك خياراً سوى "متابعة الضغط على القيادة السورية والاقتصاد السوري ومد العصابات المسلحة بالمال والسلاح والدعم السياسي".
وقد أفادت مصادر "شوكوماكو" أنه لتحقيق الغايات السابقة تعمل الولايات المتحدة حاليا على "سيناريو موازي" يتركز على "محاولة كسب رموز في المنظومة السياسية السورية عبر تقديم ضمانات ومغريات لهم للقيام بانشقاقات تعزز الموقف الأميركي في حربها ضد سوريا، وإضعاف موقف القيادة السورية بهدف فرض الحلول عليها".
وفي هذا الشأن، كشفت مصادر في إحدى العواصم الغربية "الصديقة للدوحة" أن 300 مليون دولار أميركي رصدتها قطر لدفعها على "إحداث انشقاق مسؤولين سوريين من سياسيين وضباط أمن وجيش ومدراء في إدارات الدولة".
وقد أكدت المصادر أن "بوادر هذه الأموال بدأت بالظهور مؤخراً"، مشيرة إلى أنه "من السذاجة التفكير أن انشقاق بعض صغار المسؤولين من موظفي سفارات أو شخصيات معروفة بفسادها على مدى سنين طويلة كان بدوافع انسانية أو تحررية"، مؤكدة أن هذه الحالات هي من "ثمار المبالغ التي رصدتها الدوحة لهذه الغاية".
ولفتت المصادر إلى أن "السيناريو الموازي" الأميركي يشدد على أنه "لابد من متابعة العمل على دفع سفراء وضباط سوريين كبار ومسؤولين إلى الإنشقاق، ويتم ذلك من خلال قنوات الجماعات المسلحة في سوريا والمعارضة السياسية في الخارج وقسم منها في الداخل، عبر الترهيب والترغيب حيث تعرض الأموال الطائلة مترافقة مع محاولة إقناع هؤلاء بأن النظام منته لامحالة "على حد تعبيرهم.
وإلى جانب ذلك، كشفت المصارد أن هناك خطط تم البدء بالعمل عليها مؤخراً تتركز على تكثيف العقوبات الاقتصادية على رجال أعمال سوريين معروفون بوطنيتهم والضغط عليهم للتخلي عن مواقفهم.
لكن المصادر لفتت في هذا الشأن إلى أن الإدارة الأميركية تتخوف من مواجهة الحرج على الساحة الدولية جراء ردود الفعل الإعلامية خصوصا في حال رد رجال الأعمال المتضررين من خلال الإعلام الغربي، الأمر الذي قد يسلط الضوء على حقيقة الوضع في سوريا عموماً ويكشفه أمام القارىء الغربي، في الوقت الذي تعمل فيه الماكينة الإعلامية الإميركية والوسائل التي تدور في فلكها للتعمية على الإرهاب الذي تمارسه العصابات المدعومة من قبلها ضد السوريين.
ولفتت المصادر إلى أن الإدارة الأميركية وموظفيها الإقليميين مدركون أنه "في حال تم الحسم العسكري لصالح سوريا فلا بد أن يتم ذلك وسوريا منهكة من جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية"، ولذلك، بحسب المصادر "يعتمد خصوم سوريا في حربهم على ضرورة عدم إعطاء السوريين فرصة لالتقاط أنفاسهم إلا بعد أن يتم إيجاد تسوية تحفظ ماء وجه واشنطن وحلفاءها الغربيين بشكل أساسي، بغض النظر عن الهزيمة التي ستلحق بحلفائها الاقليميين والعرب".