أغلق الجيش التونسي بالأسلاك الشائكة أمس ساحة باردو التي تشهد مظاهرات واحتجاجات تطالب بحل المجلس الوطني التأسيسي والحكومة وإقامة حكومة إنقاذ وطني واعتبر الساحة منطقة عسكرية مغلقة بعد إزالة خيام المعتصمين.
وذكر موقع الشروق التونسي أن الأمن التونسي أغلق الطريق المؤدي إلى مجلس النواب وطوق مكان اعتصام المحتجين الذين بلغ عددهم حسب تقديرات وزارة الداخلية 25 ألفا بعد مواجهات بين أنصار الحكومة والداعين الى حل الحكومة والمجلس التأسيسي.
وأصيب عدد من المتظاهرين المطالبين بحل المجلس التأسيسي أثناء قيام الشرطة بتفريقهم من بينهم النائبان محمد علي نصري ونعمان الفهري الذي تعرض لإصابة خطيرة تسببت بكسور على مستوى العمود الفقري كما تعرض عدد من النواب لاعتداءات من قبل قوات الأمن فضلا عن تسجيل إصابات متفاوتة بلغت حدّ الكسور في الأيدي والأرجل لدى عدد من المعتصمين أمام المجلس التأسيسي.
وأكد النائب المنسحب والقيادي في الجبهة الشعبية التونسية منجي الرحوي أن الاعتصام متواصل وأن المطالبين بإسقاط المجلس التأسيسي لن تثنيهم هذه الاعتداءات عن مواصلة تمسكهم بمطالبهم.
ودعا الرحوي رئيس الحكومة علي العريض في رسالة وجهها إليه الى تحمل مسؤوليته القانونية عن الاعتداءات التي طالت المعتصمين العزل معتبرا أن ما يحدث الآن يساهم في تقليص الفترة المتبقية للحكومة الحالية.
من جانبها قالت أرملة المناضل السياسي التونسي الذي اغتيل في أول حادثة اغتيال في ظل حكومة حركة النهضة شكري بلعيد بسمة الخلفاوي خلال مشاركتها في الاعتصام المطالب بإسقاط المجلس التأسيسي أنه رغم التهديدات و الرصاص فان الحاضرين يمثلون الشرعية مشيرة الى أن المتظاهرين أمام التأسيسي من حقهم الاحتفال بحريتهم.
ولفتت أرملة بلعيد إلى أن تونس أعطت الدم وشعبها مازال يعطي مشيرة إلى أنها اليوم وبعد الحضور الكثيف للمتظاهرين مطمئنة على مستقبل البلاد وستسير بخطى ثابتة لإسقاط السلطة الفاشية في تونس.
وذكرت وسائل إعلام معارضة أن المحتجين من الجانبين تعهدوا بالعودة مضيفة أن معارضين للحكومة بدؤوا التجمع قرب الميدان.
ويستمر اعتصام التونسيين ومن بينهم نواب في المجلس التأسيسي في الخيم أمام مبنى المجلس حيث كشف الجيلاني الهمامي القيادي في حزب العمال وجبهة الإنقاذ في الائتلاف المعارض للحكومة أن الجبهة تناقش تشكيل حكومة إنقاذ وطني واختيار شخصية مرشحة لمنصب رئيس وزراء ودعت المعارضة التونسية إلى حل الحكومة والمجلس التأسيسي وهو ما رفضه رئيس الوزراء علي العريض.
وكانت المعارضة التونسية طالبت أمس الأول بحل المجلس الوطنى التأسيسي واستقالة الحكومة التي تقودها حركة النهضة في تصعيد جديد على خلفية الاحتجاجات الواسعة التي فجرها اغتيال المعارض محمد البراهمي.
حزب التكتل في ائتلاف الحكومة التونسية يهدد بالانسحاب منها
من جانبه دعا حزب التكتل المشارك في الحكومة الائتلافية التونسية التي يقودها حزب النهضة الاسلامي إلى حل الحكومة لتفادي أزمة سياسية متفاقمة.
وقالت لبنى الجريبي القيادية في التكتل في تصريح لرويترز "دعونا لحل الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل اوسع توافق ممكن وفي حالة رفض حركة النهضة لمقترحنا سننسحب من الحكومة".
مقتل 9 جنود تونسيين على يد مسلحين على الحدود مع الجزائر
في سياق آخر قتل مسلحون 9 عسكريين تونسيين ذبحا واستولوا على أسلحتهم وملابسهم العسكرية في جبل الشعانبي بولاية القصرين وسط غرب البلاد على الحدود مع الجزائر.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية وطبية قولها إن 4 عسكريين آخرين أصيبوا بجروح طفيفة في كمين آخر نصبه لهم المسلحون الذين يرجح انتماؤهم إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المرابط في الجزائر.
وقال مراسل الوكالة إن نحو 2500 من سكان القصرين تجمعوا أمام مستشفى المدينة مرددين شعارات معادية لراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية.
طبيب تونسي: الجنود التونسيون الذين قتلوا أمس على أيدي إرهابيين تعرضوا لإطلاق نار كثيف
وقال الشاذلي المفقودي الطبيب بقسم الانعاش بالمستشفى المحلي بمدينة القصرين التونسية إن نتائج معاينته لجثث الجنود التونسيين الثمانية الذين قضوا في مجزرة ارتكبها إرهابيو جبل الشعانبي على الحدود التونسية الجزائرية أمس بعد كمين نفذوه بحقهم بينت أن جميع الجنود تعرضوا لإطلاق نار كثيف جدا وأن خمسة من الجثامين تعرضت للذبح والتنكيل والطعن بآلة حادة .
وقال المفقودي وهو الذي باشر تشريح جثامين العسكريين في حديث لإذاعة شمس إف إم المحلية التونسية إن جثث الجنود وصلت المستشفى منزوعة الثياب أو شبه عارية لافتا إلى أن الجنود قتلوا قبل موعد الافطار منددا بهذه الجريمة البشعة والشنيعة واللاإنسانية 0
ورجح الطبيب أن يكون الطلق الناري سبق عملية الذبح .
وتعقيبا على هذه المجزرة كتب الصحفي التونسي أحمد نظيف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلا "لايحس بالجمر إلا من يدوس عليه لافتا إلى أن التونسيين أرسلوا العشرات من التونسيين لقتل أبناء الشعب والجيش السوري ذبحا وسحلا مضيفا إننا اليوم فقط أحسسنا بالألم".
كما تعرضت سيارة عسكرية أخرى كانت متجهة لدعم الدورية العسكرية لانفجار لغم أرضي تسبب في جرح ثلاثة عسكريين .
وكان وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أعلن في الثامن من أيار الماضي أن بعض المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي قدموا من مالي وأن المجموعة تضم تونسيين وجزائريين.(س.د) |