أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي استعداد بلاده لتسخير جميع إمكاناتها للمساهمة في إنهاء الأزمة في كل من سورية ومصر.
ونقلت «سانا» عن بروجردي قوله في تصريح له أمس بمناسبة يوم القدس العالمي: إن منظمة التعاون الإسلامي لم تحرك ساكناً لحل الأزمة في سورية ومصر حتى إنها لم تسعَ لعقد جلسة طارئة تناقش فيها العنف الدائر في البلدين خلال شهر رمضان المبارك.
وفيما يخص الأزمة في مصر أوضح بروجردي أن أميركا ذهبت بمشروع جديد إلى مصر بعدما فشلت مخططاتها في سورية، حيث تشجع على الاقتتال بين المصريين فضلاً عن أنها تحاول تكرار الحدث نفسه في تونس في محاولة لإطالة أمد بقاء الكيان الصهيوني عبر إشعال الحروب الأهلية في العالم الإسلامي.
من جانب آخر لفت بروجردي إلى أن الكيان الصهيوني لم يتمكن من مواجهة المقاومة اللبنانية في عدوان تموز عام 2006 والمقاومة الفلسطينية في حرب الأيام الثمانية في غزة، مؤكداً أن الكيان الغاصب يتجه نحو الانهيار والفناء وأن الهزائم المتتالية التي لحقت بالكيان الصهيوني من المقاومة أرغمت قادة هذا الكيان على إذكاء الفتن وإشعال الحروب الأهلية في العالم الإسلامي، حيث انصب جل اهتمامهم على محور المقاومة وسورية تحديداً.
إلى ذلك بحث وزير النفط سليمان العباس مع نظيره الإيراني رستم قاسمي بحضور حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة في طهران أمس متابعة تنفيذ الاتفاقات المبرمة في مجال الغاز والنفط ومشتقاته وتوريده إلى سورية وتنفيذ خط الائتمان الخاص بذلك والعمل المشترك للتغلب على العقوبات الاقتصادية والحرب السافرة التي يتعرض لها الشعب السوري وتستهدف معيشته واقتصاده.
وأكد الجانب الإيراني خلال جلسة المباحثات الاستعداد لتوفير كل مقومات الدعم لسورية وتوريد الاحتياجات النفطية وفق البرامج المحددة، مشدداً على أن تصعيد الحرب الاقتصادية لن يحقق أهدافه في النيل من إرادة الشعب السوري وعزيمته في مواجهة المجموعات الإرهابية المدعومة من الغرب والولايات المتحدة وعملائهم من دول المنطقة.
من جانبه أكد الوزير العباس أهمية العمل المشترك لتعزيز صمود الشعب السوري الذي يتعرض للحصار الجائر، موضحاً أن تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين الجانبين في المجال النفطي سينعكس إيجاباً على الحياة المعيشية للشعب السوري.
وعلى هامش المباحثات تم التوقيع على اتفاقية إطارية لنقل الغاز الإيراني إلى سورية عبر العراق، حيث وقّعها الوزيران السوري والإيراني.
وشارك في المباحثات السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود.
في السياق ذاته عقد الجانبان السوري والإيراني مباحثات اقتصادية وتجارية بين أمين عام رئاسة مجلس الوزراء تيسير الزعبي ووزير التجارة والصناعة والمعادن الإيراني مهدي غضنفري لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية لتأمين المواد الغذائية والسلع الأساسية وتنفيذ الخط الائتماني بقيمة مليار دولار لتغطية احتياجات سورية الكهربائية ومن المواد الطبية والأدوية والسلع الغذائية وذلك بحضور السفير السوري في طهران وعماد الأصيل معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية وهاجم الذيب مدير عام المؤسسة العامة الاستهلاكية ومدير عام مؤسسة التجارة الخارجية طارق الطويل ومدير عام مؤسسة الخزن والتسويق حسن مخلوف ومدير عام المصرف التجاري فراس سلمان.
وأكد الجانبان ضرورة العمل المتواصل وتفعيل التعاون الثنائي لدعم مقومات صمود الشعب السوري وخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والخدمية للخروج من أزمته الراهنة.
وشدد الجانبان على أهمية العقود والاتفاقيات المبرمة بين الجانبين واتخاذ كل الإجراءات والآليات اللازمة لتنفيذها بأسرع ما يمكن بما يلبي احتياجات وتطلعات الشعب السوري وتعزيز صموده.
وأشار الزعبي إلى ما تتعرض له سورية من إرهاب المجموعات المسلحة المدعومة من قوى دولية وإقليمية، مؤكداً أن الشعب السوري قادر على مواجهة ما يتعرض له من مؤامرات وسينتصر بفضل وقوفه خلف قيادته ووحدته ورفضه للإملاءات الخارجية وبفضل دعم الأشقاء له.
وأكد الزعبي أن الانتصارات الاقتصادية تعزز الانتصارات العسكرية التي يحققها الجيش العربي السوري ضد المجموعات الإرهابية التكفيرية التي دمرت البنى التحتية وكل متطلبات الحياة في سورية، مشدداً على وجوب الإسراع في توريد المواد الغذائية والسلع الأساسية والضرورية للتخفيف عن الشعب السوري وتعزيز صموده.
كما عقدت جلسة محادثات بين حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة ومسؤولي البنك المركزي الإيراني بحضور وزير النفط سليمان العباس والسفير السوري في طهران لمتابعة تنفيذ الخط الائتماني الخاص بالاحتياجات النفطية والغذائية وأكد الجانبان أهمية تنفيذ الخط الائتماني وأثره وانعكاسه في المجالات الاقتصادية والتجارية والمالية والصحية والمصرفية والخدمية.