حلب: الجيش يستعد للمعركة الفاصلة

واصلت وحدات الجيش مهماتها بتصفية فلول الإرهابيين في شرق وغرب مدينة دمشق، التي عاشت يوماً هادئا لم يعكره سوى ضبط سيارة محملة بالأسلحة في الصناعة.
وخلافاً لما تم تداوله في الساعات الأخيرة علمت «الوطن» من مصادر مطلعة داخل مدينة حلب أن معركة الجيش لم تبدأ بعد وأن مهمته حالياً تنحسر في توجيه ضربات موجعة للإرهابيين وأوكارهم ومحاصرة المدينة من جميع جهاتها منعاً لهروب أي من الإرهابيين.
وفي المعلومات فإن ضربات الجيش خلفت حتى الآن مئات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين، الذين يقدر عددهم ما بين ٦ إلى ٨ آلاف، وسط معلومات عن نقل جرحى الإرهابيين إلى تركيا حيث تم تجهيز المشافي لاستقبالهم أما الجثث فتدفن في قرى حلب الشمالية، في حين تم إلقاء القبض على عدد كبير منهم خلال الهجمات التي حاولوا تنفيذها على مقرات رسمية وحواجز ومقرات للأمن والجيش.
وعزز الجيش السوري مكاسبه في حلب وحرم المسلحين من تحقيق أي إنجاز ميداني أو معنوي إثر صده هجماتهم التي استهدفت السيطرة على مباني الإذاعة والتلفزيون وقيادة الشرطة والهجرة والجوازات ونادي الضباط، وراحت وحداته تستعد للمعركة الحاسمة بعدما كادت تنهي استعداداتها المنوطة بوصول كامل تعزيزاتها العسكرية.
ومن المحتمل أن يغير دخول الأهالي، وخصوصاً المنحدرين من أصول عشائرية في بعض الأحياء الشعبية شرقي المدينة، على خط المقاومة الشعبية في وجه المسلحين، مجريات المعركة لمصلحة الجيش.

ودخل الأهالي، وخصوصاً المنحدرين من أصول عشائرية في بعض الأحياء الشعبية شرقي المدينة، على خط المقاومة الشعبية في وجه المسلحين الذين ارتكبوا مجزرة بحق وجهاء منهم في اللجان الشعبية، ما قد يحسن ويغير في مجريات المعركة التي يستعد الجيش لخوضها. وجرى تشكيل ائتلاف يضم بضع عشائر مهمته رد الضيم الذي لحق بهم والذود عن المدينة في وجه المسلحين الغرباء عنها وعن قيمها وأعرافها.
ففي حي القاطرجي الشعبي الذي يفترض أن يشكل بيئة حاضنة للمسلحين تظاهر أبناؤه وخاضوا معركة غير متكافئة معهم بالسلاح الأبيض والحجارة لكنها تكللت بطردهم من الحي دون ممانعة خشية رد فعلهم بعدما اتخذوا من إحدى المدارس مركزاً لتجمعاتهم وقيادة عملياتهم وجهروا بالإفطار أمام مرأى السكان. وتكرر الأمر ذاته في مدينة الباب بريف المحافظة حيث تظاهر أبناؤها وأجبروا المسلحين على الانكفاء إلى محيطها.
إلى ذلك، ذكرت مصادر أن الجهات المختصة قتلت مجموعة من المسلحين في قرية خان العسل جنوب غرب مدينة حلب وصادرت أسلحتهم، وألحقت خسائر في صفوف مسلحي حي صلاح الدين في اشتباكات معهم بعدما سدوا منافذه الغربية والجنوبية.

ولم يعكر صفو الهدوء الذي تشهده دمشق مذ طهر الجيش بعض أحيائها من المجموعات الإرهابية المسلحة، سوى ضبط الأجهزة الأمنية في كراج الصناعة لسيارة محملة بأسلحة متنوعة وكميات كبيرة من الذخائر والقنابل ودارات كهربائية معدة للتفجير عن بعد وبزات سوداء وجعب ومجموعة من أجهزة الاتصال الحديثة.
وواصل الجيش عملياته على طول الغوطة الشرقية في جوبر وعربين ودير العصافير وحتيتة التركمان وبزيننة، كما استهدفت العمليات الإرهابيين في قدسيا ودمر البلد.