سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: ما سر زيارة وفد سوري الى كوريا الشمالية ولماذا جن جنون واشنطن ؟ الجمعة يوليو 26, 2013 7:24 am | |
|
ما سر زيارة وفد سوري الى كوريا الشمالية ولماذا جن جنون واشنطن ؟
الجمعة، 26 تموز، 2013
أوقات الشام
اليوم ظهر خبر مهم في وسائل الإعلام وهو عن زيارة وفد من حزب البعث بقيادة عبد الله الأحمر إلى كوريا الشمالية.
عبد الله الأحمر التقى زعيم كوريا الشمالية وأهداه سيفا دمشقيا، والزعيم الكوري قال أنه يتطلع إلى لقاء الرئيس بشار الأسد.
هذا النوع من الأخبار هو من أسباب الحرب الأميركية على سورية, العلاقات السورية-الكورية بلا شك تثير جنون الأميركان.
كوريا الشمالية لديها صواريخ يبلغ مداها آلاف الكيلومترات، والآن كوريا الشمالية تملك التقنية اللازمة لتركيب رؤوس نووية على هذه الصواريخ.
نظريا لا يوجد شيء يمنع كوريا الشمالية من تزويد سورية بهكذا صواريخ.
تخيلوا إن وصلت إلى سورية صواريخ نووية يبلغ مداها آلاف الكيلومترات, هذا يعني نظريا أن سورية ستصبح قادرة على ضرب معظم العالم الغربي بصواريخ نووية.
طبعا سورية ليست لديها نوايا كهذه, و أصلا الحصول على هكذا صواريخ سيزيد من عداوة الغرب لسورية، ولكنني فقط أشرح الآفاق النظرية للعلاقة السورية-الكورية.
هذه الآفاق هي خطيرة ومرعبة بالنسبة للغربيين.
لهذا السبب تطور العلاقات السورية-الكورية هو أمر مزعج للمحور الأميركي، والخبر الذي ظهر اليوم هو ليس خبرا سارا لهذا المحور.
لا أدري إن كان هناك هدف محدد من زيارة عبد الله الأحمر إلى كوريا، ولكن من الممكن نظريا أن هذه الزيارة هي جزء من الرد على الغارات الإسرائيلية على سورية.
كوريا يمكنها أن تزود سورية بالكثير من التقنيات العسكرية، خاصة في مجال الصواريخ.
كما أن لهذه الزيارة معنى سياسي واضح فيما يتعلق بالعلاقات الأميركية-السورية. وهي رد سوري على الموقف الأميركي الرافض لإعادة العلاقات مع الحكومة السورية.
النظام السوري يريد أن يوجه رسالة للأميركان تقول أنكم خسرتم في سورية وأن كوريا الشمالية صار لها حليف وثيق على ساحل البحر المتوسط.
قد يقول قائل أن النظام السوري يستخدم العلاقات مع كوريا الشمالية كوسيلة للضغط على الأميركان لكي يعيدوا العلاقات معه.
هذا الطرح غير صحيح. العلاقات بين سورية وكوريا الشمالية هي ليست مجرد مناورة سياسية بل هي مصلحة استراتيجية لسورية وهي تشبه العلاقات بين سورية وإيران.
النظام السوري رفض قبل الحرب على سورية أن يقطع العلاقات مع إيران وكوريا الشمالية، ولا أظن أنه يمكن أن يفكر في قطع هذه العلاقات مستقبلا.
النظام السوري تاريخيا لا يتصرف بمثل هذه الطريقة “القذافية”.
النظام السوري لا يمكن أن يقطع علاقاته مع دولة معينة بسبب الضغط الأميركي. هذا النهج المصلحي الذي اتبعته سورية تاريخيا هو من الأسباب التي تجعل حلفاء سورية يتمسكون بها.
لو أن سورية هي من النوع الذي “يذهب مع الريح” لما كان حلفاؤها تمسكوا بها بهذه القوة, هذا الكلام ينطبق خاصة على روسيا والصين. لو أن الروس والصينيين يشكون في ثبات النظام السوري على مصالح بلاده الاستراتيجية لما كانوا استخدموا الفيتو ثلاث مرات في وجه أميركا دفاعا عنه.
هناك في العالم النامي الكثير من الأنظمة التي تقدم المصالح الأميركية على مصالح بلادها, الروس والصينيون لا يمكن أن يورطوا أنفسهم في حرب مع أميركا دفاعا عن أنظمة على شاكلة هذه الأنظمة، ولكن سورية تاريخيا هي ليست من هذه الأنظمة.
هذا هو السبب الأساسي الذي جعل سورية تنجو من هذه الحرب الأميركية الشعواء.
صدام حسين كان يرفع شعارات معينة ولكنه على أرض الواقع كان “يبيع ويشتري” مع الأميركان وحلفائهم. نفس الأمر ينطبق على القذافي, لهذا السبب الروس والصينيون لم يكن لديهم احترام كبير لصدام والقذافي.
لا يعقل أن ترفع شعارات الوطنية والاستقلال ثم تذهب وتتحالف مع أميركا وآل سعود لتدمير إيران وسورية, هذا النهج يدل على الخفة السياسية لدى صاحبه.
صحيح أن الأميركان يساعدونك الآن ضد إيران وسورية، ولكنهم في المستقبل سيأتون إليك لكي يدمروك.. هذا أمر بديهي، ولكن صدام حسين لم يكن يدركه.
نفس الأمر ينطبق على القذافي, نظام القذافي كان من حيث المبدأ معاديا للاستعمار الغربي، ولكنه رغم ذلك ارتمى في حضن الاستعمار الغربي.
هذه التصرفات لا تدل على الحكمة بل تدل على الضحالة السياسية لدى أصحابها و لهذا السبب هم انتهوا نهاية كارثية.
النظام السوري صمد حتى الآن لأنه لا يتصرف على هذا النحو الضحل.
من يقود بلدا معينا يجب أن يكون لديه إدراك واضح لأعدائه وأصدقائه, هذه مسألة لا تحتمل اللعب.
انظروا مثلا إلى خالد مشعل, هو ذهب وارتمى في أحضان شيخ قطر وأردوغان والإخوان المسلمين المتحالفين مع أميركا.
كيف يمكن لحركة مقاومة ضد إسرائيل أن تتحالف مع حلفاء أميركا ضد محور المقاومة؟
من يظن أن شيخ قطر وأردوغان سوف يساعدونه على تحرير فلسطين هو إما مجنون أو عميل.
أميركا وحلفاؤها لا يمكنهم أبدا أن يقبلوا بوجود مقاومة فلسطينية مسلحة داخل فلسطين, هذا أمر بديهي.. العجيب هو أن خالد مشعل لا يدرك هذا الأمر البديهي.
تحالف حماس مع المحور الأميركي هو مجرد تحالف ظرفي مؤقت، وسيأتي وقت قريب ينقض فيه المحور الأميركي على حماس في غزة لتجريدها من سلاحها.
هذا الأمر واضح جدا وليس بحاجة لذكاء لإدراكه.
سبب تقارب المحور الأميركي مع حماس هو رغبة هذا المحور في تجريد الحركة من سلاحها. ولكن خالد مشعل لا يدرك ذلك.
هو ظن أن المحور الأميركي تقارب معه لأسباب دينية تتعلق بدعم المذهب السني ضد المذهب الشيعي! وكأن الأميركان والإسرائيليين هم مهتمون جدا بدعم المذهب السني.
أناس بهذا الغباء لا يمكن أن ينتهوا سوى نهاية مأساوية.
عموما يجب ألا نرسم صورة سوداوية للوضع في غزة. ليس كل المقاومين في غزة هم من أنصار هذا النهج.
| |
|