رعاة الإرهاب و«فسحة الأمل».. توجيهات دموية جديدة للعصابات المسلحة



5/08/2012
شوكوماكو | ريبال زينون

لايبدو رعاة الإرهاب ضد سوريا وقد استوعبوا الدرس التاريخي الذي تلقوه على يد الجيش العربي السوري حتى الآن، حيث لاتزال هناك محاولات لضخ القوة في الجسد الإرهابي الذي بات متهتكا بعد تعرضه لضربات قوية في دمشق وحمص ودرعا ودير الزور واللاذقية، وعلى وشك تلقي ضربة أخرى في حلب.

وبعد فشل العصابات الإرهابية، رغم كل محاولات تنظيمها وتسليحها بأحدث الأسلحة وتقنيات الاتصال، في تحقيق الأهداف المرجوة منها على الأرض، انتقلت الجهات التي تمول وتسلح هذه العصابات إلى وضع مهام جديدة لها وفق خطة مستحدثة لاتقل بشاعة ودموية عن الخطط التي قذفت فوق المدن السورية واحدة تلو الأخرى.
المعلومات الواردة لـ"شوكوماكو" تؤكد أن أعدء سوريا لازالوا متمسكين بـ"فسحة الأمل" عسى ولعل تتحقق "المعجزة" فتسقط الأسوار السورية، ويغدو الطريق أمامهم مفتوحا لقطع جذور هذا البلد الضاربة في القدم وإضعاف منعته وتغيير مساره التاريخي.
الخطوط العريضة للخطة الجديدة التي تبدو فيها الأصابع الإسرائيلية جلية من حيث التصميم والتوجيه تقوم على "متابعة العمل على تغيير النظام السوري الحالي وإبداله بنظام يتناسب وسياسات الدول الغربية بشكل عام والإسرائيلية بشكل خاص".
هذا ليس كل شيء، حيث يتضمن المخطط الآن تركيز العمل "على خلق حالة من الفوضى وإحداث شرخ داخل منظومة القيادة السورية، بحسب اعتقادهم، يمهد لحرب أهلية في البلاد".
على هذا الأساس وضع رعاة الإرهاب أمام عصاباتهم داخل الأرض السورية مجموعة من "المهام الجديدة" التي تستهدف أكثر من قطاع في سوريا، وسط مغريات مالية كبيرة "لم يتسطع" عناصر هذه العصابات رفضها وإن كان ثمنها مزيدا من الدم السوري!!
تنطلق الخطة من "ضرورة ضرب المناطق الآمنة في المدن السورية وخاصة في دمشق" (كمنطقة العباسيين والسبع بحرات والمالكي والقصور والعدوي والمزرعة... أو حتى مناطق قريبة من القصر الجمهوري أو المؤدية إليه) التي بقيت أمنيا وشعبيا عصية على الانتشار الإرهابي، بهدف "زعزعة هيبة النظام" على حد تعبيرهم، وإن لم تتمكن هذه العصابات التمركز في أي من هذه المناطق، فبالنسبة لأصحاب الخطط المحدثة يكفي "إحداث أي بلبلة" فيها وتضخيمها إعلاميا بهدف إظهار الأمر وكأن التوتر في دمشق متواصل وخارج السيطرة الأمنية.
ومن أخطر ما ترتكز عليه الخطة الجديدة هو "تدمير أكبر للبنى التحتية في البلاد واستهداف معامل القطاع العام وموارده. فإضافة إلى قطاع النفط الذي جرى استهدافه بشكل كثيف، تم تكليف قيادات العناصر الإرهابية باستهداف معامل ومحصول الأقطان، ومحصول القمح ومعامل الزيوت النباتية ومعامل السكر ومعامل الأسمدة وغيرها من المؤسسات الإنتاجية الرابحة والداعمة للاقتصاد السوري.
كما تم توجيه العصابات إلى تنفيذ عمليات اختطاف واغتيال ضد رجال الأعمال السوريين الكبار وكذلك المدراء في القطاع العام وعائلاتهم بهدف بث الرعب في قطاع الأعمال وتعطيل دورته.
كذلك تضمن التوجيهات الجديدة الاستمرار في مخططات خطف وتصفية لكبار المسؤولين، مدنيين وعسكريين، وذلك بهدف خلق حالة من الفوضى في تسلسل القيادة بما قد يساعد على خلق أرضية لإحداث انقسام داخل الجيش السوري، كما وجهت الخطة بضرورة العودة إلى استهداف الحواجز الأمنية بهدف إضعاف معنويات العناصر القائمة عليها وخلق ثغرات أمنية تسهل الطريق أمام عمليات الاغتيال والتفجيرات.
وخلصت "الخطة" أنه في حال الاضطرار، وفشل أي من التوجيهات السابقة فيجب "العمل على القتل العشوائي للسوريين بغية بث أكبر قدر من الترهيب"، على أمل أن يؤدي ذلك إلى "خلق حالة حقد على النظام حتى في صفوف الموالين". لكن أصحاب المخطط "الإبداعي" الجديد، بحسب المصادر، يخشون من أنه "في حال تم اكتشاف الفاعل لمثل هذه الأعمال من قبل المؤسسة الأمنية السورية وجرى نشره على وسائل الإعلام فسيؤدي ذلك إلى مفعول عكسي وستخسر "المعارضة تأييد قسم كبير من الشعب السوري".