الملخص:
- قبل 61 عام أشرقت شمس ثورة 23 يوليو على مصر
- واجب إنصاف جمال اليوم :
- ما من مصدر عيش للمصريين لولا ما بقي من القطاع العام الذي بناه وان الفدادين الخمسة التي وزعها على الفلاحين والسد العالي الذي جنب مصر العطش والجفاف
- ما من آفة تعادل في تاريخ العرب آفة حكام الخليج و الأخوان
- الإنحناء خشوعا امام مستوى الفن والثقافة والحضارة مع جمال ومستوى الهبوط والتفاهة والبلاهة في الثقافة والسايسة والفن
- اليوم وجبت محاكمة االناصريين في محكمة جمال وليس محاكمة جمال بلغة العصر الفاسق والفاجر سواء بإسم الدينيين ام العلمانيين
- معادلة جمال بسيطة وهي ان ما هو حق لا يقبل التجزئة و من لا يجرؤ على المطالبة بإلغاء كامب ديفيد فورا ليس ناصريا
- ها هي سورية تدمر بإسم الحرية والديمقراطية
- ها هي مصر في ظل الديقراطية والحرية يعيث فيها الأخوان فسادا
- كان ضروريا أن تمر الحقبة النفطية والحقبة الأخوانية والثورات الديمقراطية حتى نعيد إكتشاف جمال وعبقرية جمال وإكتشاف الأسد وعبقرية الأسد
- بشار الأسد جمال اليوم
النص كامل:
جمال عبدالناصر
- قبل 61 عام أشرقت شمس ثورة 23 يوليو على مصر والعرب وجرت مياه كثيرة في النهر المصري وأنهار العرب منذ ذلك اليوم وقيل الكثير في جمال والثورة
- تركز اغلب ما قيل على محاولات لنقد التجربة الناصرية تحت شعار ان الثورة فشلت ولذلك فإن النقد طريقة إكتشاف أشكال النجاح
- تركز النقد المحب على مسألتين الأولى هي التركيز على الجيش والثانية هي إدارة الظهر للحرية والديمقراطية في العمل السياسي كقيم تأسيسية لقوة الكيانات ومصادر إلهام للشعوب
- من النقد اللئيم والمتشفي كان الكلام على ما انجزته ثورة جمال فصورت مصدرا للتعاسة بداعي الإستعداد للحرب وزينت الدنيا للمصريين وعبرهم للعرب إذا ما حل السلام و صورت الثورة بإجراءاتها الإقتصادية عنصر خراب سواء في بنائها القطاع العام أو التأميم أوتوزيع الأراضي و خصوصا الإشتباك مع حكام الخليج والخصومة مع الغرب
- يتجاهل المدعون في حربهم على جمال أنه لم يكن البادئ في الخصومة لا مع الغرب ولا مع الخليج بل سعى للتعاون بداية ضمن ثوابته الإستقلالية والوطنية والقومية فكانت الحرب عليه ولأنه حام لقيم الإستقلال رد النار بالنار
- نعود اليوم للقراءة في تجربة جمال لنكتشف كم كان عظيما ببناء السد العالي الذي يصح فيه تصحيح القول بأن مصر هبة النيل ليصير أن مصر هبة السد العالي ولنكتشف ان بلادنا الغارقة في الجهل والتخلف لا تزال جيوشها اشرف ما انجبت والمؤسسة الوحيدة الجامعة للأوطان العابرة للعصبيات القادرة على التحرك في الأزمات وأن المعيار ليس الرضا الكلي بقدر ما هو فن الممكن ففي بلادنا ذروة فن الممكن هو النباء المؤسسي وألف بائه الجيوش - المعترضون هنا هم دعاة فن الممكن بالإستسلام لإسرائيل - ونكتشف مع جمال أن الصوت واللون الوحيد الذي كان غائبا عن مشهده بغياب ما سمي بالحرية والديمقراطية كانت حركة الأخوان المسلمين التي ما إن تنفست حتى كادت مصر تختنق ومعها الأمة وقضاياها وتذهب للحروب الأهلية وكم كان غبيا القول أن هذا المكون سيسند الوحدة الوطنية وخط المواجهة مع الغرب إن تنفس فإذ لا مكان لفلسطين في قاموسهم وها هم حراس حدود إسرائيل وكامب ديفيد و رجال فتنة لا تنام
- واجب إنصاف جمال وثورته مع ما تشهده مصر لجهة أنه كان مصيبا في أن الدواء الوحيد مع الحركات الظلامية ليس بمنحها أوكسجين الحياة بل بقطع كل انابيبه عنها وربما لو لم يتح للأخوان اليوم الظهور بمشروعهم وحقيقتهم لبقينا اجيالا نأخذ عليه قمعهم وإسكاتهم بالقوة مع العلم انه ما فوت معهم فرصة حوار ليجدهم على أبواب السفارات يقدمون التقارير وما كان ردهم على الحوار إلا مبادلته بالتآمر والنار
- واجب إنصاف جمال اليوم هو أن نشهد أن ما من مصدر عيش للمصريين لولا ما بقي من القطاع العام الذي بناه رغم كل ما سرق في عهدي السادات ومبارك بإسم الإنفتاح وان الفدادين الخمسة التي وزعها على الفلاحين لا تزال هي بوليصة تأمينهم ضد الموت جوعا وان السد العالي لا يزال مصدر عزة مصر بوجه مشاريع تجفيف النيل من المصادر
- واجب الإنصاف لجمال ان نشهد ان المقاومة الشعبية التي قاتل معها وقاتلت معه في مدن القنال تؤكد أنه لم يكن متجاهلا لهذه القيمة السامية في طاقات الشعوب يستبدلها بالجيش فهو ابو المقاومة في حرب الإستنزاف و في صد العدوان الثلاثي وفيما يمكننا القول فيه دوره المؤسس للمقاومة الفلسطينية
- واجب الإنصاف الأهم لجمال ان نشهد أنه ما من آفة تعادل في تاريخ العرب آفة حكام الخليج وما يبثونه من سموم بإسم الدين وما ينشرونه حيث حلوا من موبقات وفساد وإنحلال وأن نقطة الضعف التي إغتالت الزمن العربي الجميل مع جمال كانت نزوح نخب عربية كثيرة نحو شهوة المال المتدفق من الخليج لترويج وتسويق التشويه والتهشيم بما أنجز وما كان يحب أن ينجز مرة بإسم اليسار ومرة بإسم القومية ومرات بإسم الإسلام وإذ كلها حبر نفط اسود
- واجب الإنصاف الإنحناء خشوعا امام مستوى الفن والثقافة والحضارة مع جمال ومستوى الهبوط والتفاهة والبلاهة في الثقافة والسايسة والفن
- أما بيت القصيد فهو العلاقة بالغرب والسلام مع إسرائيل فها هي مصر وها هم العرب حيث يحل الغرب ومساعداته ونمط ثقافة الإستهلاك الني يحملها إلينا يحل الفقر والجوع والتخلف وحيث السلام مع إسرائيل المذلة والهوان
- اليوم وجبت محاكمة االناصريين في محكمة جمال وليس محاكمة جمال بلغة العصر الفاسق والفاجر سواء بإسم الدينيين ام العلمانيين فنشهد انه ليس ناصريا من لا يرسم أولويات السياسة عنده بإجتثاث مشروع الأخوان و القطيعة مع حكام الخليج والإستقلال عن الغرب وسياساته ونصائحه الإقتصادية و ويضع اولى الأولويات إلغاء إتفاقيات كامب ديفيد ومن يقول أن هذا فوق طاقة مصر ليقل لنا ماذا كان ليكون موقفهم لو كانوا في زمن جمال وهو يعلن تأميم القنال ألم يكن التهديد بالعدوان الثلاثي واضحا إن اقدم وماذا عساه يكون التهديد إن أممت مصر سيادتها وإستردت كرامتها باسوا مما كان في العدوان الثلاثي
- معادلة جمال بسيطة وهي ان ما هو حق لا يقبل التجزئة ومن يقبلها لا يشبه جمال فليخرج من معبده ويلبس الحلة التي تستهويه من عقال السعوديىة إلى بدلة الأوروبي والأميركي له ملء الحرية لكن ليس بجلباب جمال
- قبل سنوات كنت من الذين يسعون للإسهام في نقد الناصرية أملا بإكتشاف الدروس كما كنت من الذي يقبلون دراسة تجربة حافظ الأسد لإكتشاف كيف يمكن تحصينها واليوم اقول بكل الشجاعة الأدبية والأخلاقية كان عبد الناصر وحافظ الأسد أكثر فهما منا بأحوال الأمة فالديمقراطية والحرية في زمن حروب الإستقلال ترف وزينة لا يجوز تسديدها من فاتورة الديون على حساب الكرامة تحت شعار تدينوا وتزينوا
- ها هي سورية تدمر بإسم الحرية والديمقراطية وينتشر فيها وباء الطاعون مع اللحى الصفراء والفتاوى الصفراء والقلوب السوداء وها هي مصر في ظل الديقراطية والحرية يعيث فيها الأخوان فسادا و ها هم الناصريون المتملقون لقيم الغرب وحكام الخليج يتهربون من إستحقاق إسقاط كامب ديفيد فلا يبقى من جمال إلا الصورة عدتهم للإحتيال والنصب السياسي وها هم القومجيون في سوريا من عبد العظيم إلى عبد الوضيع يستطيبون مال قطر وفتاوى الفتنة بداعي انها الديمقراطية وما يشبهون من القومية بشيئ فلا فلسطين تعنيهم ولا الإستقلال قضيتهم
- عاش جمال و ليكن بكل فجاجة عسكريا إنقلابيا لمواجهة مفتوحة مع رموز التخلف والتبعية من المحيط ( الأطلسي ) إلى الخليج ومن الأخوان ( المسمون ) إلى مقاومة تمثله وحدها من الجنوب إلى حرمون ويرث رايته جيش عربي يحمل قيمه وقيم حافظ الأسد ولم يخطئ ناصريو تونس الذين رفعوا صور الزعيم جمال عبد الناصر ومعها صورة الرئيس بشار الأسد
- كان ضروريا أن تمر الحقبة النفطية والحقبة الأخوانية والثورات الديمقراطية حتى نعيد إكتشاف جمال وعبقرية جمال وإكتشاف الأسد وعبقرية الأسد