شهد حي القابون بدمشق أمس أعنف الاشتباكات بين وحدات من الجيش العربي السوري ومجموعات مسلحة تتمركز داخل الحي، في وقت كانت فيه وحدات أخرى تتقدم أيضاً في حي برزة المتاخم.
ومنذ السبت الماضي، شدد الجيش من عملياته في القابون في تمهيد نهائي لتخليصه من المسلحين الذين فقدوا أغلبية مواقعهم تحت وطأة ضربات الجيش، وذكر مصدر مسؤول لوكالة الأنباء «سانا» أن وحدات من
الجيش واصلت عملياتها في القابون، موقعةً خلالها عدداً من الإرهابيين قتلى من كتيبة «أحرار قاسيون».
ودفعت التطورات في الحي معارضة الخارج إلى حواف الهسيتريا؛ حيث طالب الائتلاف السوري المعارض في بيان أصدره فجر أمس «الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتوجيه إنذار عاجل إلى السلطات السورية لإطلاق سراح نحو 200 شخص»، زعم أن الجيش السوري يحتجزهم في مسجد بالحي.
كما وجه عدد ممن يطلقون على أنفسهم «ناشطين من دمشق وريفها» نداء استغاثة لكل الكتائب والألوية المسلحة في غوطة دمشق الشرقية «من أجل التوجه لنصرة أهلنا في حيي القابون وبرزة».
وفي جوبر عثرت وحدات من الجيش على مصنع لتصنيع المواد الكيماوية السامة في أحد أوكار الإرهابيين داخل أحد الأبنية بمحيط دوار المناشر مجهز بمواد سعودية الصنع وبداخله عشرات قذائف الهاون المفرغة والمعدة بشكل كامل لوضع المواد الكيماوية بداخلها.
في الغضون، ذكر مصدر مسؤول لوكالة «سانا» أنه تم تدمير رشاشات ثقيلة ومدفع مضاد للطيران عيار 23 مم وإيقاع ثلاثين إرهابياً من «جبهة النصرة» قتلى أبرزهم متزعم ما يسمى «لواء الفاتح الناصر» ويلقب بـ«أبو العباس» في الحجر الأسود.
وفي مدينة داريا، أسفرت عمليات للجيش على عدة محاور عن مقتل إرهابيين من بينهم أحمد الدعاس وإرهابي آخر يدعى مهند ويلقب بـأبي النور.
وأضاف المصدر: إن وحدة من الجيش اشتبكت مع مجموعة إرهابية في الجبال المتاخمة لبلدة حلبون في الريف الشمالي لدمشق نجم عنها مقتل عدد من الإرهابيين من بينهم عمر فضة الطويل وطارق عبد الرحمن معطي ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم.
وفي الغوطة الشرقية، نفذت وحدات من الجيش سلسلة عمليات ناجحة، موقعةً عدداً من الإرهابيين قتلى بالقرب من دوار الشهداء في مدينة دوما، ومن بين القتلى خالد ورد الشام، في حين تم القضاء على أفراد مجموعة إرهابية في محيط محطة الكهرباء بعدرا البلد.
كما تم القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم، في المزارع المحيطة ببلدتي القاسمية ودير سلمان.
وفي حمص واصل الجيش عملياته في أحياء المدينة القديمة، وتحديداً في حيي باب هود والخالدية واستهدفت عدة مواقع وتجمعات وتحصينات للإرهابيين وأوقعت العديد من أفرادهم بين قتيل ومصاب.
وفي الريف الحمصي نفذت السلطات الأمنية المختصة ووحدات من الجيش عمليات تفتيش وتمشيط واسعة في مناطق بير السكري وبير البديع وبير المياه الساخنة بريف تدمر الجنوبي الشرقي.
وعثرت القوة المشتركة على معمل لتصنيع العبوات الناسفة يحتوي بداخله معدات وآلات ومواد لتصنيع الألغام والعبوات، وضبطت فيه أكثر من 100 عبوة ناسفة، مختلفة الأحجام والأشكال والأوزان بعضها وصل وزنه إلى 500 كغ.
من جهة أخرى ارتكب إرهابيون من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة جريمة بشعة بحق جمال الدين قاسم عباس، رئيس بلدية قرية تلذهب الواقعة في ريف الحولة، حيث أقدموا على ذبحه وفصل رأسه عن جسده بحجة عدم انصياعه لأوامرهم.
في سياق متصل سلم 78 مسلحاً ومطلوباً من منطقتي حسياء وجندر بريف حمص، أنفسهم مع أسلحتهم للسلطات الأمنية المختصة وتمت تسوية أوضاعهم وإخلاء سبيلهم على الفور.
وفي حلب أكدت مصادر ميدانية لـ«الوطن» أن الجيش يخوض اشتباكات عنيفة عند المدخل الغربي للمدينة باتجاه دمشق لفك الحصار المفروض على المدينة وأن وحداته حققت تقدماً ملحوظاً في مناطق عدة، ما يبشر بقرب انتهاء الأزمة.
واتهم المسلحون القائمون على حاجز معبر كراج الحجز، الذي يفصل بين شطري المدينة الغربي والشرقي في حي بستان القصر، المواطنين الذين يحملون مواد غذائية وتموينية بالكفر.
في دير الزور، أفاد موقع «روسيا اليوم» عن وقوع اشتباك بين مجموعة تابعة لجبهة النصرة ومسلحين مما يسمى «الجيش الحر» بمنطقة الموحسن، ما أدى إلى مقتل 13 من مسلحي «الحر».
وتأتي هذه الاشتباكات بعد أيام من قيام عناصر من الدولة الإسلامية في العراق والشام التابعة للقاعدة بقتل القائد البارز في الجيش الحر كمال حمامي المعروف بـ«أبو بصير»، في اللاذقية.
في الغضون، اشتبكت وحدة من الجيش مع مجموعة إرهابية مسلحة تطلق على نفسها لواء القادسية في حي الصناعة بمدينة دير الزور، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين من بينهم عدي عدنان خلوف وتدمير أسلحة ومعدات إجرامية كانت بحوزتهم.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر بالمحافظة أن وحدة ثانية استهدفت مجموعة إرهابية ترافق صهريجاً مملوءاً بمادة النفط الخام المسروق في قرية الحسينية، وقضت على أفرادها الذين كانوا يحاولون تهريب الصهريج إلى تركيا.
كما دمرت وحدة من الجيش بعملية نوعية أمس تجمعاً لإرهابيي جبهة النصرة في قرية كباجب على طريق دير الزور دمشق.
ونقلت «سانا» عن مصدر بمحافظة دير الزور، قوله: إن «العملية أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين الذين كانوا يقومون بقطع الطرقات والاعتداء على المواطنين وتنفيذ أعمال السلب والنهب في المنطقة»، وأشار إلى أن وحدة أخرى من الجيش قضت على مجموعة إرهابية في حويجة صكر ودمرت أسلحة وذخيرة كانت معهم حاولوا إدخالها إلى مدينة دير الزور.
في ريف الحسكة، دمرت وحدات من الجيش أوكاراً بما فيها من أسلحة وإرهابيين في قرى تل الطيب وتل النصر وعوينة والرحبة وخزنة التابعة لمنطقة القامشلي بريف الحسكة، حسبما نقلت سانا عن مصدر مسؤول.
وأضاف المصدر: إن وحدة ثانية من الجيش أوقعت إصابات مباشرة في صفوف مجموعة إرهابية مسلحة قرب سد الباسل على طريق الحسكة الشدادي.
وفي درعا، أشار المصدر إلى أن وحدة للجيش قضت على عدد من الإرهابيين وأصابت آخرين بمنطقة درعا البلد بينهم عيسى عبد الحميد أبا زيد.
إلى ذلك، ذكر مصدر بالمحافظة أن وحدات من الجيش قضت على أعداد من الإرهابيين وأصابت آخرين في سلسلة عمليات نفذتها في معترم وكفر حايا ومرعيان وبلشون بريف إدلب.
سورية الان - الوطن - سانا